عنزة ولو طارت

تغريد السعايدة

عمان- "عنزة ولو طارت"، هذا المثل الشعبي ذائع الصيت كثيراً في بلاد الشام ومصر، ويرد في صيغ عدة منها: عنزة ولو طارت، أو عنز ولو طار.اضافة اعلان
ويقال إن حكاية المثل "عنزة ولو طارت" هي أن صديقين حميمين ومقربين من بعضهما بعضا يتجادلان حول الشيء الأسود الملتف على أغصان شجرة عالية، والشجرة بعيدة ولا تكاد تظهر، فقال أحدهم وهو أشد واحد إبصاراً "هذا غراب"، ولكن صديقه رد عليه منكراً "مستحيل" هذه عنز.
واشتد الجدال بينهما، وتدخل الناس الذين أكدوا أن الشيء هو غراب، وواصل الصديق عناده على الرغم من طيران الغراب وظهوره للجميع على أنه غراب، ولكنه أصر على رأيه وقال "إنها عنزة ولو طارت".
وفي وجه آخر للمثل وقصة أخرى، يقال إن رجلاً مسلوب الإرادة من امرأته، وطلبت منه ذات يوم أن يبيع بطة من بطاته على أنها عنزة، وبالفعل عرض البطة للبيع على أنها عنزة.
وهنا، ضحك منه الرجال والنساء الموجودون، وبقي الرجل مُصرا على أن ما يعرضه للبيع هي عنزة وليست بطة، ولذلك تقدم منه رجل حكيم وحمل البطة وتركها تطير فطارت أمام الجميع، ولكن الزوج بقي معانداً كذلك، وقال "إنها عنزة ولو طارت".
ومن هذه القصص للمثل، أصبح الناس يضربون هذا المثل للدلالة على العناد والتمسك بالرأي على الرغم من وضوح الحقيقة.

نايف النوايسة
من كتاب "حكاية مثل"