عنصر التوازن

يديعوت أحرونوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

اضافة اعلان

ثمانية مقاعد حصل عليها حزب أزرق أبيض (المقلص دون يوجد مستقبل) في الانتخابات للكنيست الـ 2021، أكثر بكثير مما توقعت له الاستطلاعات. ومعنى الإنجاز النسبي لرئيس الحزب، الفريق احتياط بيني غانتس، واضح: نحو 300 ألف من ناخبي أزرق أبيض برروا مشاركته في حكومة نتنياهو كرئيس وزراء بديل، وبذلك منحوا أيضا أزرق أبيض الإذن الانتخابي للانضمام – بشروط محددة – لحكومة جديدة برئاسة نتنياهو كي يكون فيها عنصر رسمي مواز، يحمي جمرة الديمقراطية الإسرائيلية الليبرالية. يوجد هذا الخيار الآن على جدول الأعمال. أمام النائب غانتس مفتوحة الفرصة لأن يكون كابحا لسيطرة اليمين القومجي المتطرف على جدول الأعمال السياسي واللجم بيد قوية الغرور المتصاعد لبيبي، والذي يجد تعبيره في لحظات ظهوره وفي خطواته. ففي مغازلته لدعم النائبين سموتريتش وبن غبير من شأن نتنياهو أن يعد ممثلي حزب الصهيونية الدينية بحقائب هامة في الحكومة، فيطهر بذلك الدنس لإرث الكهانية. على غانتس ورفاقه في أزرق أبيض أن يسألوا أنفسهم إذن هل يسمح لهم بأن يتجاهلوا خطرا على هذا القدر من الوضوح والفورية على إسرائيل – وألا يحركوا ساكنا كي يحبطوه ويطرحوا على نتنياهو شرطا: عليك أن تختار – إما غانتس أو سموتريتش.
المهر الانتخابي لحزب أزرق أبيض، ثمانية نواب، أكبر بكثير من مهر حزب الصهيونية الدينية. إضافة إلى ذلك، فإن تفكر وتجربة بيني غانتس الهائلة في إدارة منظمات أمنية هي ذخر رسمي لا مثيل له، مميز في التركيبات السياسية – الحزبية في الكنيست الحالية.
دون التقليل من الاحتمال لإقامة حكومة برئاسة النائب يئير لبيد الذي يقف على رأس الحزب الثاني الأكبر في الكنيست، فان حكومة بيبي - بيني – بينيت أفضل من انتخابات جديدة ومن تنفيذ نداء الدعاية الذي أطلقه نتنياهو في حملة الانتخابات لـ "حكومة يمين على المليء". فعلى أي حال إعلان نواياه لم يكن، كالمعتاد، صادقا: نتنياهو سيفضل الوقوف على رأس حكومة أكثر تنوعا، يسود فيها توتر سياسي بين اليمين والوسط. وهو سيفضل النائب غانتس، المعروف له كرئيس اركان سوبر – مهني في حملة الجرف الصامد على خريجي "فتيان التلال" و "كاخ" الصارخين والمتآمرين عليه.
في أثناء القسم في الكنيست التقطت الكاميرات نتنياهو وغانتس يديران الظهر الواحد للآخر، في استعراض أو بلا انتباه. غير أن الصورة اللحظية لا تعكس الواقع المعقد. صحيح أن الرجلين اصطدما غير قليل في اثناء سنة الشراكة الائتلافية الهزيلة وفي النهاية فككاها، ولكنهما تعلما أيضا كيف يتغلبا على الخلافات، يتساومان ويعملان معا. هذه بنية تحتية زعامة هامة على نحو خاص في مواجهة التحديات متعددة المجالات المرتقبة للحكومة التالية تماما خلف الزاوية.
حزب أزرق أبيض أزاح نفسه جانبا عن اللعبة الائتلافية. وهكذا يكون يفوت الدور الذي هو وحده قادر على أن يؤديه في الواقع السياسي الإسرائيلي المحرج والمضني.