"عنقاء الظلام" فيلم مخيب للآمال وبدون إضافة جديدة

Untitled-1
Untitled-1
عمان- الغد- قد يؤدي "Dark Phoenix" أو "عنقاء الظلام" آخر أفلام "الرجال إكس" الجديد إلى صعقة كهربائية بسبب مؤثراته الخاصة المفرطة؛ إذ باتت ممجوجة بشكل متزايد، تلك المشاهد العديدة التي تصور شخصيات تبتلعها ألسنة اللهب، أو تتلاشى إلى غبار أو تُقذف إلى الخلف بسبب صعقها بقوة تشبه البرق تنطلق من أصابع "الرجال إكس". يندرج العمل ضمن فئة دراما اليافعين، بمقدار كونه من أفلام الخيال العلمي، لكنه لا يضيف جديداً عن صدمة المراهقة التي يعيشها الأبطال الخارقون المتحولون. جين غراي (الممثلة صوفي تيرنر بطلة مسلسل "صراع العروش") هي البطلة ذات الشعر الأحمر التي تواجه الصعاب. في البداية، نرى جين (الملقبة بعنقاء الظلام) في استرجاع للماضي، وهي طفلة في العام 1975 جالسة في المقعد الخلفي في سيارة والديها. وتتسبب قدراتها على التحريك عن بعد بتغيير محطات الراديو، كما تؤدّي في نهاية المطاف إلى حادث اصطدام من النوع الذي يجري تجسيده عبر تصوير بطيء الحركة يتساقط فيه الزجاج المهشم مثل قطع السكاكر على رؤوس المارة، فيما تتشقلب السيارة في حركات بهلوانية، وفق ما نشره موقع "اندبنت عربية" في مراجعة عن الفيلم. فبمثل تلك القوى الخاصة، الأمر الوحيد الذي يمكن أن توقعه هو تسجيل جين (لعبت دورها كطفلة سمر فونتانا) عاجلاً أو آجلاً، في مدرسة شبيهة بـ"هوغورتس" للشباب الموهوبين (الشهيرة في سلسلة هاري بوتر)، التي يديرها المُقعد تشارلز زافيير/ بروفسور إكس (الممثل جيمس ماكافوي). ولا تكاد الطفلة تستقر في مدرستها، حتى تحدث قفزة إلى المستقبل تنقلنا إلى العام 1992. نرى ريفين (جنيفر لورانس) تقود فريقاً من الشباب المتهورين في مهمة لإنقاذ بعض رواد الفضاء. أثناء الرحلة، تتعرض جين للهيب الشمس المتقدة. ويعزز هذا الحدث قدراتها ويصيبها بحالة كونية من اضطراب الشخصية. وتتحول إلى شخص "مليء بالرغبة، مليء بالغضب ومليء بالألم" ولم تعد قادرة على ضبط عواطفها. تعاني من مشاكل مع الأب، وتزداد هرموناتها اضطراباً وتصبح على وشك أن تتطور إلى "أعظم قوة في المجرة". لا تحب ريفين الطريقة التي يتملق بها تشارلز المؤسسة السياسية، عندما يذهب لتناول العشاء مع الرئيس، على الرغم من أن ذلك يعرض حياة "الرجال إكس" للخطر. يبين تشارلز أنه عبر الحصول على تقبل لـ"الرجال إكس" كأبطال، فإن ذلك يسهم في تخفيف الشكوك التي ما يزال عديد من البشر يشعرون بها تجاه أولئك المتحولين، وهو من إخراج: سايمون كينبرغ. بطولة: صوفي تيرنر، جينيفر لورنس، مايكل فاسبندر، جيمس ماكافوي، نيكولاس هولت. يحاول الكاتب والمخرج كينبرغ بشكل ضمني في عنوان الفيلم، معالجة عدم التكافؤ بين الجنسين. قد تكون هذه قصة من قصص "الرجال إكس"، ولكن النساء (يمكننا الإشارة إلى ريفين بشكل سريع) يقمن دائماً بعمليات الإنقاذ. هناك أيضاً إشارات خفية إلى سياسات الرئيس ترامب حول الهجرة. عندما يتعرض الأمن للتهديد، لا يضيع السياسيون الوقت على الإطلاق في إنشاء مراكز اعتقال للمتحولين. يتحول الفيلم لفترة وجيزة إلى الميتافيزيقيا. يتساءل صوت رنان في البداية: "من نحن؟"، "هل نحن ببساطة ما يريدنا الآخرون أن نكون؟ هل نحن متجهون إلى مصير خارج عن إرادتنا؟"، ومع ذلك، فإن مثل ذلك التساؤل العميق يبدو فاقد الدلالة كلياً بمجرد أن يشرع الأخيار في قتل الأشرار. وإحدى خيبات الأمل الرئيسة في ذلك هي الطريقة السطحية للغاية التي يُصور الخصم الرئيسي بها. لدى جيسيكا شاستين حضور مهيب على الشاشة، ومن الخسارة تماماً تصويرها في هيئة الأشرار العظماء على غرار الشخصيات التي تظهر في مسرحيات الأعياد الإيمائية. إذ تمثل زعيمة نوع من الغرباء يهدفون إلى الاستفادة من قوى جين الأسطورية المظلمة، وبالتالي استعادة ثروات شعبها. باختصار، إنها تمثل الدمار. لم يكلف صناع الفيلم أنفسهم أن يمنحوها اسماً مناسباً ولا تكاد تتلفظ بأي حوار مهم. تستولي على جسد امرأة شقراء، ثم تتابع سعيها الحثيث خلال الفيلم للوصول إلى جين. تقول ساخرة من خصمها في أحد المشاهد، "عواطفك تضعفك"، فتبدو أثناء قولها ذلك شبيهة على نحو مريب، بشخصية الشرير القاسي "بلوفيلد" في أفلام جيمس بوند. تولي أفضل أفلام الأبطال الخارقين، مثل "المنتقمون: نهاية اللعبة" (أو "لوغان")، اهتماماً كبيراً لتكوين الشخصيات تماماً قدر اهتمامها بالمؤثرات البصرية. يكترث الجمهور بالعلاقات بين الأبطال. وعلى الرغم من أن الأبطال الصغار المتحولين يعلنون الحب والولاء لبعضهم بعضا من حين لآخر، إلا أن الفيلم ليس له عمق عاطفي على الإطلاق. لو كان أحد أصدقائهم في خطر مميت، فإن تعابير الأسى التي تناسب الموقف ترتسم على وجوه جميع هؤلاء الأبطال للحظة أو اثنتين، لكن سرعان ما يتشتت انتباههم بأمور أخرى. يهتم صانعو الفيلم بتقديم تصوير أفضل، بأكثر كثيراً من اهتمامهم باستكشاف المشاعر الداخلية للشخصيات فيه.اضافة اعلان