عوامل غريبة تقود إلى السعادة

استخدام المواصلا العامة تجلب السعادة - (ارشيفية)
استخدام المواصلا العامة تجلب السعادة - (ارشيفية)

علاء علي عبد

عمان - الخروج لمكان تحبه، أو تناول وجبة من طعامك المفضل، أو الحصول على هدية ممن تحب، أو حتى مكالمة هاتفية منه، كلها أمور من الطبيعي أن تقود إلى إحساسك بالسعادة. لكن العلم الحديث يرى بأن سعادة المرء لا تقتصر على تلك الأشياء وما شابهها فحسب.اضافة اعلان
اللافت في الأمر أن العديد من الدرسات العلمية قامت بتصنيف بعض الأمور التي تبدو ظاهريا بأنها معاكسة للسعادة، بأنها يمكن أن تكون سببا مباشرا لشعور المرء بالسعادة الغامرة:
مشاهدة العراكات العنيفة: في حقبة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان هناك ما يشبه الهوس بمشاهدة برامج المصارعة الحرة، تلك المصارعة الأميركية التي كانت تظهر لاعبين يتعاركان بعنف يصل إلى تلطيخ وجهيهما بالدماء في كثير من الأحيان. الرغبة بمشاهدة تلك النوعية من البرامج قادت جامعة "فاندربيلت" الأميركية لإجراء دراسة عام 2004 أظهرت من خلالها أن السر بشعور المرء بالراحة لمشاهدة تلك العراكات يعود للإنسان الأول الذي كان يعيش في الكهوف ويشارك في المعارك لحماية أرضه ويشعر بالزهو عندما يتمكن من النجاح في ذلك.
الاعتماد على وسائل النقل العامة: على غير المتوقع فقد تبين أن التنقل بالحافلات العمومية يعد أكثر هدوءا من تنقل المرء بسيارته الخاصة. الحقيقة أن السبب في هذا لا بد وأنه واضح للكثيرين منا، فمن منا لم يضطر للتعامل مع سائقين بالكاد يعرفون كيف يقودون سياراتهم بل ويعتبرون أن سيارتهم هي الوحيدة التي تسير في الشارع. كل هذا وغيره من الأسباب المعروفة لدى الكثير من السائقين من شأنه أن يقود المرء للإصابة بالتوتر. بينما لو اعتمد على الحافلة العمومية فسيترك الأمور بأكملها لسائق تلك الحافلة وسيجد بأنه وصل المكان المطلوب وهو يشعر بالراحة دون أي توتر. فضلا عن هذا فقد تبين أن المشي لمكان قدوم الحافلة من شأنه أن يضفي مزيدا من السعادة والراحة على نفسية المرء.
مشاهدة الأفلام الحزينة: وجدت إحدى الدراسات أن المرء عندما يستغرق بمشاهدة أحد الأفلام السينمائية الحزينة فإنه يكون أكثير ميلا للشعور بالسعادة في حياته الواقعية. فقد تبين أن الاستغراق بمشاهدة أحد الأفلام الحزينة يؤدي بالمرء للشعور بنوع من الراحة الكبيرة بمجرد خروجه من السينما مثلا عقب انتهاء لفيلم. علما بأنه كلما زاد الحزن في الفيلم زادت السعادة في واقع المشاهد، فعند خروجه من السينما سيشعر بأنه استطاع أن يترك أحزانه خلف ويذهب بعيدا عنها.
التفكير بالموت: في دراسة غريبة إلى حد بعيد وجدت رابطا ضعيفا بين تذكر الموت والسعادة. فقد اشتركت مجموعتان من الناس في الدراسة، المجموعة الأولى شاركت بحضور جنازة أحد الأشخاص ومجموعة أخرى لم تشارك. وبعد انتهاء الجنازة، قام أحد الممثلين المشاركين في الدراسة بإلقاء كتيب صغير كان بيده على الأرض، والنتيجة كانت أن من حضروا الجنازة كانوا أكثر حرصا على مساعدته أن يلتقط الكتيب الذي سقط منه بينما أفراد المجموعة التي لم تشارك في الجنازة لم تبالي كثير في الأمر. وقد أرجع القائمون على الدراسة ما حدث إلى كون من شاركوا في الجنازة فكروا في الموت وشعروا بأنهم يجب أن يتعاملوا بلطف مع الآخرين.