عودة: أريد نقل السياسة العربية من احتجاج إلى تأثير

يديعوت أحرنوت

بقلم: ناحوم برنياع

اضافة اعلان

23/8/2019

ثلاثة أسابيع ونصف تبقت حتى فتح الصناديق. ويخيل أن الانتخابات لم تكن في أي مرة أبعد مما هي اليوم. هذا صحيح بالنسبة للمقترعين اليهود: فحملات الأحزاب تدار في فقاعة مغلقة بعيدة عن عين الناخب وبعيدة عن القلب. رغم العطلة، فان معدلات التصويت تهدد بان تكون أدنى من العشب. الوسطان الوحيدان اللذان سيصوتان بجموعهم هم الأصوليون والمستوطنون المتدينون. في هذين الوسطين لا ينتخبون – يستثمرون. المقترعون العرب مغتربون اكثر بكثير. فمعدل التصويت في الوسط العربي في الانتخابات في نيسان (أبريل) هذه السنة كان 49 %، مقابل 84 % في الانتخابات المحلية قبل نصف سنة. رغم أن الفارق هائل، من السهل شرحه: فالناخب العربي يفترض أنه في تصويته في قريته أو في مدينته سيكون تأثير حقيقي على حياته؛ اما للانتخابات للكنيست فهو يفترض العكس – ممثلوه، اعضاء القائمة المشتركة، سيجدون أنفسهم مرة اخرى في اقصى المعارضة، بارادتهم أو بغير ارادتهم، هزيلي التأثير، قليلي الإنجازات. وهو ليس مستعدا لان يكون امعة: عندما لا يكون تأثير – فلا تصويت.
هم يفهمون بان اتفاقا يحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بعيد جدا. والتقدم به ترك الوسط العربي في اسرائيل خلفه، على قارعة الطريق، محروم من قسم كبير من ثمار النجاح الاسرائيلي.
اما رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة فقرر تحطيم السور وعمل ذلك بالذات في هذا التوقيت، عشية الانتخابات، هنا بالذات، في مقابلة مع "يديعوت احرونوت". لم يروِ لشركائه في القائمة عن قراره، ولا حتى لزملائه في حزبه، الجبهة. افترض بان الاحزاب العربية ستستقبل مبادرته بالمعارضة بل وربما بالرفض. ولكن لاحساسه، بأن الناخبين معه.
"اريد أن أنقل السياسة العربية من سياسة احتجاج الى سياسة تأثير"، قال. "منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2000 اصبحنا جماعة غير شرعية في السياسة. كان لهذا ثلاثة اسباب: الاول، فهم اليمين ولا سيما نتنياهو بانه في عام 99 فقد الحكم بسببنا. الانتخابات لرئاسة الوزراء كانت شخصية، والمقترعون العرب رجحوا الكفة في صالح ايهود باراك؛ ثانيا، اليسار الصهيوني، الذي انجر في اعقاب اليمين الى نزعة الشرعية عن العرب؛ ثالثا، الاخطاء التي ارتكبناها". ماذا تقترح، ؟.
"غداة الانتخابات نحن سنكون جزءا من الكتلة المانعة"، قال. "إذا أشار غانتس إلى اتجاه عام ايجابي من ناحيتنا، فسنوصي به للرئيس. لاسفي، اقدر انه في الطريق الى تشكيل الحكومة سيتوجه قبل كل شيء الى الليكود. يحتمل أن عندها، لأول مرة منذ قيام الدولة، سيكون عربي رئيس المعارضة. ولكن إذا كانت لديه الشجاعة ليتوجه الينا، فلن نرفضه رفضا باتا. فنطرح شروحا للانضمام الى الائتلاف".
يعرف عودة بان احتمال تحقق هذا السيناريو غداة الانتخابات القادمة، صغير جدا. ومع ذلك، توجد لاقواله اهمية لا بأس بها، كاعلان نوايا. وهو يسعى لان ينفض مسلمات سياسية تثبتت منذ سنوات الدولة الاولى. وهذا هو فكره الاصيل: التطلع الى الاندماج والتأثير، لا الانعزال والمقاطعة، هذا هو الفكر الذي يوجه طريقه منذ ان كان محاميا شابا.
"مهمتنا الفورية هي رفع نسبة التصويت"، قال عودة. "الكل يتحدث الآن عن افيغدور ليبرمان بصفته لسان الميزان. نحن يمكننا أن نكون لسان الميزان الحقيقي، لاننا، بخلاف ليبرمان، ثابتون على مدى كل الطريق. إذا صوت 65 % من الناخبين العرب هذه المرة فان نتنياهو سيخسر الحكم: فلا أردان ولا ريغف ولا سموتريتش.
"نحن فقط 20 % من السكان. وحدنا نحن لا نستطيع، ولكن بدوننا احد لن يستطيع. بدوننا لا يمكن تحقيق لا السلام، لا الديمقراطية، لا المساواة، لا العدالة الاجتماعية. بدوننا لن تستبدل حكومة اليمين".
القائمة المشتركة هي ائتلاف من أربعة احزاب: الجبهة الديمقراطية، الحركة العربية للتغيير، القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي. بحث قادة الاحزاب مؤخرا في مسألة هل يوصون الرئيس بتكليف بيني غانتس بتشكيل الحكومة. الجبهة أيدت؛ التجمع عارض. في النهاية اتفق على انتظار مكالمة الهاتف التي يطلب فيها غانتس، اذا كان سيطلب، تأييد القائمة. "قبل أن نذهب الى الرئيس، نريد أن نسمع منه"، قال لي عودة.
ماذا تريدون أن تسمعوا منه، ؟.
قال عودة: "التوصية للرئيس هي مجرد توصية للرئيس. فلا حاجة للاتفاق على كل شيء. يكفي رؤية الاتجاه".
هم سيتحدثون مع غانتس على ما يؤلم ناخبيهم: الجريمة، التخطيط والبناء، العنف، قانون القومية. هل سيطرحون المطالب باسم فلسطين، ؟. فقال عودة: "انا اتوقع ان اسمع منه انه سيسعى إلى السلام على أساس الدولتين. وانا سأؤيد كل اتفاق يوقع بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
قلت أن حكومة نتنياهو، خصصت المليارات للوسط العربي.
قال عودة "انا الرجل الذي جاء الى كحلون واتفق معه على الوعد بالميزانيات"، "انا جد اريد ان ادفع الى الامام باقتصادنا، ولكن ليس عندما يسحقوننا من الاسفل. نحن لا يمكننا أن نسلم بما يسمى "السلام الاقتصادي"، لا في الضفة ولا هنا. هذا مفهوم يقول انه يمكن شراء العرب بالمال.
كما هو متوقع، فان أقوال عودة التي نشرت أول من أمس في العنوان الرئيس لـ "يديعوت احرونوت" اثارت عاصفة كبرى. اوائل من احتجوا كانوا جماعة التجمع الديمقراطي، العنصر المتطرف في القائمة العربية المشتركة. "قول بائس"، قال النائب مبانس شحادة، رئيس التجمع. "مناورة خطيرة في العلاقات العامة"، كتب جمال زحالقة، الرئيس السابق للتجمع. العناصر الاخرى في القائمة غضبوا من المقابلة ولكنهم بقوا في الظل إعلاميا. في ضوء العاصفة، أضاف عودة شرطا في صفحته على فيسبوك: الانضمام إلى الحكومة سيكون فقط بعد اتفاق إسرائيلي – فلسطيني. بعد ذلك عدل من جديد: لا اتفاقا، بل مفاوضات على اتفاق.
ردت الأحزاب الاخرى وفقا لاعتبارات دعايتها الفورية. فقد أعلن الليكود "واضح الآن أكثر من أي وقت مضى بان غانتس سيقيم حكومة يسار مع ايمن عودة". اما النائب ليبرمان فقال ان: "ما يختبئ خلف البيان هو محاولة لتسويغ خطوة خطيرة من التعاون بين الليكود والعرب فيما يكون الهدف هو اقامة حكومة مع الاصوليين بتأييد من العرب. هذه المرحلة الثانية في خطة المراحل لنتان ايشل".
حاول أزرق أبيض السير بين القطرات: بخلاف سلوكه عشية الانتخابات في نيسان (ابريل) فانه يغازل الآن اصوات العرب ويجري محادثات مع عودة وشريكه في القائمة احمد الطيبي. وعقبوا قائلين: "نحن نحترم مواطني إسرائيل العرب كمتساوين في الحقوق وسنعمل من أجلهم ايضا".
اما عمير بيرتس من العمل – غيشر فقال انه "اذا كانت القائمة المشتركة مستعدة للدخول الى حكومة صهيونية، فلا يجب رفضها. يجب أن نرى في ذلك خطوة هامة كفيلة بان تغير فكر عرب اسرائيل وانتمائهم الى المجتمع الإسرائيلي. رغم ذلك، يصعب علي أن اصدق بان الخطوة سنجح، بسبب التجمع الديمقراطي".
وعقب المعسكر الديمقراطي (ميرتس) فقال: "خطوة عودة صحيحة ومهمة. هذه تحديات تحتاج الى الوقت، ولهذا فمن المهم ان تكون محافل مثل المعسكر الديمقراطي، التي تعمل على الشراكة، اقوياء". واضاف ايهود باراك ان "عودة قال امورا صحيحة بالاجمال. الشروط التي طرحها يجب أن تكون اهدافا للحكومة، وليست شرطا لازما".
لو دعي غانتس لتشكيل الحكومة، قلت، فانه سيتوجه الى الليكود، وليس اليكم. لو كان يتوجه اليكم، فماذا كنت ستقول له؟
عودة: "كنت سأقول له الأمر الأكثر اساسية. مواطنونا لن يكونوا بعد اليوم مواطنين من الدرجة الثانية في دولة اسرائيل، و"كنت سأعرض مطالب في أربعة مجالات كشرط للدخول الى الائتلاف: وهي
"التخطيط والبناء: تنفيذ خطة لجنة رؤساء السلطات العربية التي تتضمن تجميد هدم البناء وتبييض البناء على ارض خاصة؛ الغاء ما يسمى قانون كامينتس، الذي شدد العقاب على مخالفات البناء؛ بناء مدينة عربية.
وثانيها"الجريمة: حملات لجمع السلاح من الجمهور وانفاذ القانون ضد منظمات الجريمة؛ اقامة فريق من عدة وزارات لمكافحة منظمات الجريمة.
وثالثا "الرفاه: بناء مستشفى عام في مدينة عربية؛ رفع مخصصات الشيخوخة ووضع خطة عامة لمكافحة العنف ضد النساء؛ اضافة ميزانية لمنازل النساء في خطر.
وأخيرا وهو مطلب "سياسي: أن تقوم مفاوضات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية بهدف انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ والغاء قانون القومية.