عون: الإهمال أو التدخل الخارجي وراء انفجار مرفأ بيروت

عواصم - اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن طلب التحقيق الدولي الذي اقترحه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في انفجار مرفأ بيروت، "تضييع للحقيقة".اضافة اعلان
ورداً على سؤال خلال لقاء صحفي عقده في القصر الرئاسي أمس عما إذا كان المطلب "تضييعا للحقيقة"، أجاب "أكيد.. لا معنى لأي حكم إذا طال، لأن القضاء يجب أن يكون سريعاً والعدالة المتأخرة ليست بعدالة".
بين ان التحقيق بالانفجار سيشمل المسؤولين المباشرين، والعزاء لا يكون إلا بتحقيق العدالة والتي ستقوم بواجباتها.
وقال "ثمة احتمالين لما حصل، إما نتيجة إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة"، مشيراً إلى أنه طلب من ماكرون "أن يزودنا بالصور الجوية كي نستطيع أن نحدد إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ".
وأضاف: يجب معرفة كيف دخلت هذه المواد الى مرفأ بيروت، مبينا أن التحقيقات الاولية قد تكشف اشخاصا آخرين متورطين بالانفجار.
ورأى عون وجوب إعادة النظر بالنظام السياسي القائم على التراضي بعدما أثبت أنه "مشلول" ويعيق تحقيق إصلاحات، وذلك غداة دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسؤولين اللبنانيين إلى "تغيير النظام السياسي".
وأعتبر عون أنه "عندما يكثر عدد الأشخاص لا يمكن الوصول الى توافق، ومن النادر بالتالي تحقيق أي إصلاح في مثل هذه الاجواء".
ونفى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس وجود أي أسلحة تابعة لحزبه مخزنة في مرفأ بيروت، ردا على تقارير وتحليلات حول الموضوع منذ وقوع الانفجار.
وقال نصرالله في خطاب تم بثه مباشرة عبر محطات تلفزة، "أعلن فيه نفياً قاطعاً ومطلقاً وحاسماً.. أنه لا شيء لنا في المرفأ، لا يوجد مخزن سلاح أو مخزن صواريخ أو بندقية أو قنبلة أو رصاصة أو نيترات (الامونيوم) على الإطلاق".
وكثّفت فرق الانقاذ المحلية والأجنبية أمس جهودها في مرفأ بيروت للعثور على المفقودين الذين تعيش عائلاتهم ساعات انتظار صعبة، غداة توقيف السلطات مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة المرفأ والجمارك للتحقيق معهم.
ولم يستفق لبنان بعد من هول التفجير الضخم لهذا المرفق الحيوي الذي تعتمد عليه البلاد لاستيراد الجزء الأكبر من احتياجاتها الأساسية، في فاجعة أودت بحياة 154 شخصاً، بعد انتشال أربعة جثث جديدة من تحت الأنقاض، وتسبّبت بإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين، فيما شرد أكثر من 300 ألف.
وفي المرفأ الذي أصبح أشبه بساحة خردة ضخمة، انهمك عمال إنقاذ بمواصلة البحث عن مفقودين بين جبال من الأنقاض وأكوام الحبوب التي انتشرت في كل مكان في محيط الصوامع المتداعية جراء الانفجار.
وشوهدت في موقع البحث آليات ثقيلة وجرافات تعمل على رفع الركام والقضبان الحديدية الضخمة، فيما يتم نقل حاويات الشحن، تمهيداً لفتح ممر بين الأنقاض ومحاولة الوصول الى العالقين من موظفي المبنى.
ويتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت اليوم السبت، تضامنا مع لبنان عقب كارثة الانفجار، حسب بيان للجامعة أمس.
وقال البيان إن "الهدف من الزيارة هو ابداء التضامن وحشد الدعم العربي والعالمي لمساعدة لبنان في مواجهة تبعات الكارثة الأخيرة والتي يمكن ان تكون ممتدة لفترة زمنية، خاصة في ضوء الصعوبات المالية والاقتصادية الضخمة التي يواجهها لبنان حاليا".
إلى ذلك تشارك المؤسسات الأوروبية في مؤتمر للجهات المانحة تنظمه فرنسا غدا الأحد لتأمين مساعدات انسانية عاجلة لسكان مدينة بيروت، كما اعلنت المفوضية الأوروبية أمس.
واعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية اريك مامير ان "المفوضية ستمثل بالمفوض المكلف المساعدة الانسانية جانيز لينارتشيتش. وسينظم المؤتمر عبر الفيديو بهدف جمع أموال لتقديم مساعدة انسانية عاجلة" للبنان.
وأوضح أن رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال الذي يزور بيروت اليوم السبت، سيمثل الدول الأعضاء.
وأضاف "سنسعى لتقييم الحاجات الانسانية وسنحتاج إلى أكبر قدر من المعلومات" لذلك.
وشدد على "اننا في مرحلة طارئة. المؤتمر ليس لإعادة الاعمار لأن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة".
ونسقت المفوضية الأوروبية عملية ارسال 300 مسعف متخصص إلى بيروت وصرفت 33 مليون يورو للحاجات الأولية العاجلة خصوصا المساعدة الطبية.
وقال "علينا التحقق من أن الأموال التي ستوضع في التصرف ستدار بأكثر الطرق فعالية".
من جهته أعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "تؤكد المؤسسات الأوروبية على ضرورة تطبيق الإصلاحات التي يطالب بها الشعب".
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تضامنها مع لبنان، والتزامها بدعم أهل بيروت.
وقالت ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار في بيان أمس، ان المفوضية تعمل مع الوكالات الأممية الشقيقة والجمعيات الشريكة عن كثب مع الشعب اللبناني والجهات المعنية، لتقييم الأضرار وتحديد أفضل الطرق للمساعدة. وأشارت إلى أن المفوضية تعمل مع الصليب الأحمر اللبناني لتشييد ملاجئ مؤقتة لمن فقدوا منازلهم ولدعم جهود نقل الآخرين، في استجابتها بقدر الإمكان لحال الطوارئ الهائلة هذه، وانه تم وضع مخزون في لبنان، من معدات الملاجئ والأغطية البلاستيكية وخيم الطوارئ وعشرات الآلاف من مواد الإغاثة الأساسية الأخرى بما في ذلك البطانيات والفرش، وبمتناول الجميع ليتم توزيعها واستخدامها.
وناشدت المفوضية المجتمع الدولي الوقوف الى جانب لبنان والتضامن معه وتأمين الدعم اللازم له.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زار أول من أمس بيروت وأعلن تنظيم مؤتمر للمساعدات ودعا السلطات اللبنانية إلى تنفيذ "إصلاحات أساسية" لإخراج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي من الطريق المسدود.
ودمر الانفجار مرفأ بيروت بالكامل وأجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية.
وأعلنت الولايات المتحدة أول من أمس أنها سترسل على الفور مساعدات غذائية وطبية بقيمة 15 مليون دولار لمساعدة لبنان بعد الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت.
وذكرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن المعونات الغذائية، التي سيوصلها الجيش الأميركي، تسد احتياجات 50 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر بينما تكفي المساعدات الطبية 60 ألف شخص للمدة ذاتها.-(وكالات)