عيد ميلاد نتنياهو حزين

هآرتس

جدعون ليفي

اضافة اعلان

حتى في ذروة انقضاض بنيامين نتنياهو، سواء كان المبرر أو المبالغ فيه، تكون احيانا لحظات سعادة. هذا ما كان في عيد ميلاده السبعين الذي تم الاحتفال به في بيت خاص في تل ابيب بدون وجود سياسيين ومع افضل الاصدقاء المعلنين، نيكول رايدمن وموتي جلعادي ويوسي كوهين والمحامين موشيه ادري وروبين ادلر ودودو فيشر ويورام غاؤون. كما يبدو حدث لامع شارك فيه الكثيرون. فعليا، ليس مثله من يمكنه أن يشهد على انفصال نتنياهو عن العالم الذي كان يمكنه أن ينتمي اليه.
فقط اثنان من عشرات الضيوف كانا من المفكرين، بني تسيفر وايال ميغد. والآخرون الباقون تعلموا عن اختيار نتنياهو أكثر مما تعلموا عن اختياراتهم. في اليوم التالي ايضا ارسل العريس (رئيس الحكومة) تهنئة مسجلة لأحد مواليد ذاك اليوم، المغني كوبي بيرتس. "أريد تهنئتك وأن أتمنى لك كل الخير في العالم"، هذا ما تمناه نتنياهو لبيرتس، الذي هو أحد اصدقاء صباه الذي يتعمق نتنياهو بإنتاجاته الفنية ويجري معه محادثات في آخر الليل. هذا هو الآن العالم الروحي والاجتماعي لرئيس الحكومة. يصعب التصديق بأنه من اعماق قلبه لا يشعر بالاحباط والاحراج والعزلة، وربما حتى الحزن والخجل بسبب هذا المكان الذي وصل اليه. ايضا كبار من يكرهونه، وهم كثر، لا يعتقدون أن هذا هو مستواه الثقافي، وأن هذا هو مشهد طفولته، وأن هذا ملخص عالمه الثقافي. ايضا رؤساء حكومة أقل ثقافة منه احاطوا انفسهم بالمفكرين والكتاب والشعراء، سواء من اجل اثراء عالمهم الروحي أو لاشباع حب استطلاعهم الفكري، أو من اجل تجميل صورتهم. كانوا يحتاجون الى الالتقاء مع مفكرين والاصغاء اليهم. أو فقط التواجد معهم، من دافيد بن غوريون ونتان الترمان وحتى شمعون بيرس وعاموس عوز.
نتنياهو وضع حدا لذلك، وليس هو الجاهل في عالم السياسة، بعيدا جدا عن ذلك. على مائدته كانت هناك تحف غاضبة وصارخة، مرة كانت ميري ريغف ومرة اخرى كانت ماي غولان – كل واحدة اكثر استهزاء وجهلا من صديقتها – كانتا تحددان حدود العالم البائس لرئيس حكومة شعب الكتاب. هل من الممكن أن لا يخجله ذلك؟ ألا يشعر بكبر الاهانة؟ نتنياهو في ارض الاقزام؟.
لم يكن دائما هكذا. هناك من يذكرون لقاءاته مع عوالم ثقافية وفنية اخرى، باسم مسيرته الطموحة والجامحة قرر كما يبدو وضع حد لذلك. لا يمكن منع حرب على النخب القديمة، وتحديد النخب الجديدة والسير مع دافيد غروسمان، لا يمكن ملاحقة الجمهور واجراء حوار مع شلومو افنري، حتى لو كان خياره ساخرا ونفعيا فلا يمكن عدم الشعور بمشاعر الشفقة على عزلة الشخص المضطهد الموجود في القمة. هل حقا هذا هو عيد الميلاد السبعين الذي أمله لنفسه؟ هل حلم بصحبة كهذه في شبابه؟ بيبي ونيكول؟ نتنياهو وبيرتس؟ هل حقا السياسة هي وحشية ومتطلبة الى هذه الدرجة التي تقتضي استعداد تام كهذا لعوالم غريبة كهذه؟.
القلب يرفض التصديق. بدون معرفته مسموح أن تخمن بأنه كان يفضل اصدقاء آخرين، صحبة اخرى، عيد ميلاد آخر. وأنه يهمه ما نشر في "هآرتس" و"نيويورك تايمز" أكثر مما كتب في "اسرائيل اليوم" و"يديعوت احرونوت". لأن "شكرا لك، يا أمي" لبيرتس تعنيه أقل مما تعنيه "معي الحياة تلعب أكثر" لغروسمان. حيث أنه باستثناء الشعبوية والقومية المتطرفة لا يوجد أي شبه بين دونالد ترامب الجاهل من البيت الابيض ونتنياهو المثقف من بلفور.
بالضبط الآن، حيث يوجد في أواخر حياته المهنية، حيث مسألة الارث الذي سيخلفه يمكن أن تقلقه أكثر فأكثر، مسموح لنا أن نسأل: ملفات جنائية وماي غولان تردد "نحن نأمل أن تواصل قيادتنا، وأن يكون عيد الميلاد هذا بركة"، هل هذا ما أردته؟ هل كنت تحلم بذلك؟ هل هذا هو عالمك؟ هل هذا أنت؟ يبدو أن هذا ما سيبقى.