عينان تحرسان الغياب:

من أول العتبات، وحتى آخر ضوء يتسلل من الدرب القريب الضيق، أحرس الغياب كي يظل صغيرا، ولا يتبرعم. سيطلّون، لا شكّ، في آخر المطاف. أقدامهم ستهدر بنشيد الرجوع.

اضافة اعلان

الغائبون الذين لوّعوا الرحيل، لا بدّ أن يستكينوا إلى عودة مطيعة ذات صرخة حنين. عندها؛ سأغادر شبّاكي اليومي. سأقفله، إلى الأبد، على ذكرياته المرّة، وأصرف عصافير الانتظار إلى أشجارها.

 حين يعود الغُيَّاب، سوف تنسلّ الألحان إلى دفترها الورديّ بهدوء طفلة في السبعين، وسوف نغيّر عاداتنا في الانتظار وفي الأغنيات، وننسى فيروز حين تصدح بالحزن: "بكرا لمّا بيرجعوا الخيّالة..".