عين الباشا: نقل تلاميذ إلى مدرسة أبعد يضع ذويهم بمأزق مالي

محمد سمور

البلقاء- فاجأ قرار لمديرية التربية والتعليم في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء مؤخرا، أهالي حي الملك عبدالله في اللواء، بنقل طلبة الفترة الصباحية في مدرسة عائشة أم المؤمنين الأساسية من الصفوف الثالث والرابع والخامس، إلى الفترة المسائية في مدرسة القادسية التي تزيد من بعد المسافة عن مناطق سكناهم، ما يضعهم وأهاليهم في مآزق، وفق أولياء أمورهم.اضافة اعلان
واعتبر أولياء الأمور أن القرار "تعسفي"، لم يراع بعد المدرسة التي سينقل ابناؤهم إليها عن أماكن سكنهم، وأن وصولهم للمدرسة الجديدة، فيه إجهاد كبير على من هم في سنهم، بخاصة وأن الطريق ذات ارتفاع "طلوع قوي" على حد تعبير أحدهم، فضلا عن تبعات القرار المادية على الأهالي، اذ سيضطرهم لتأمين حافلات تقل أبناءهم لهذه المدرسة، وسيربك الأمهات العاملات، اللواتي اعتدن أن يكون أبناؤهن في المدرسة أثناء ساعات عملهن.
الناشط في اللواء رامي النجداوي، قال إن "القرار تعسفي وظالم بحق الطلبة وأولياء أمورهم، فمدرسة القادسية تبعد أكثر من كيلومتر عن حي الملك عبدالله"، منتقدا اتخاذ قرار النقل "بشكل فردي، دون العودة إلى المجتمع المحلي، ودراسة ظروف الاهالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، وكأن الأمر لا يعنيهم هم وأبناؤهم".
وأضاف إن الأهالي طرحوا حلولا عدة للخروج من هذا المأزق، بينها تحويل التعليم في مدرسة عائشة أم المؤمنين إلى فترتين (صباحية ومسائية)، أو التعلم بالتناوب، أو ترك الأمر كما كان عليه، أو استئجار مبنى جديد للمدرسة في الحي.
ووفق النجداوي، سيضطر أولياء الأمور لاستئجار حافلات تنقل أبناءهم من الحي إلى المدرسة الجديدة، بكلفة شهريا تراوح بين 15 و20 دينارا للطالب الواحد، متسائلا، "ماذا سيفعل من لديه 3 أبناء طلبة مثلا؟ اذ سيتكلف نحو 60 دينارا شهريا، في ظل أوضاع مادية صعبة على المواطنين، اذ لا يمكن غالبيتهم تأمين حتى طالب واحد من أبنائهم للذهاب الى المدرسة بالحافلة".
وأضاف النجداوي "للأسف، لو جرب أصحاب القرار السير على أقدامهم تلك المسافة، لعلموا عما نتحدت وعرفوا بحجم معاناة الطلبة التي تتراوح أعمارهم بين الـ8 و10، ولاحسوا بمعاناتهم خلال طقس شديد الحرارة أو قاسي البرودة، لكن القرار اتخذه مسؤولون يتحركون في سيارات حكومية مكيفة، ويتقاضون رواتهم نهاية كل شهر، ولا يعلمون بأن نحو 60٪ من أهالي المنطقة موظفو قطاع خاص، أو يعملون في القطاع غير المنظم، ومنهم من لا يستطيع دفع كلفة استئجار مقعد في حافلة لابنه ليذهب الى المدرسة".
أما المواطن أبو أنس، فطالب بإلغاء القرار، استجابة لنداءات سكان الحي، مشيرا إلى أنه "في أسوأ الأحوال، سيستمر طلبة تلك الصفوف الثلاثة في مدرستهم ذاتها، خلال الفترة المسائية".
وقال إن "على المسؤولين مراعاة أن مدرسة القادسية بعيدة على الطلبة، وسيكون هناك معاناة مع الطريق إليها في أيام الحر الشديد أو البرد القارس، فضلا عن انتشار الكلاب الضالة في تلك المناطق، والتي يعاني منها اللواء، ما سيعرض أبناءهم لخطرها".
ووفق أبو أنس، سيواجه سكان الحي القرار بمتابعته مع وزارة التربية ومجلس النواب، والجهات المعنية والمؤثرة.
وبينت مواطنة فضلت عدم نشر اسمها، أن القرار سيخلق لها معاناة كبيرة، فهي كانت مطمئنة بأن أبناءها سيكونون في المدرسة خلال أوقات عملها صباحا، لكن نقلهم إلى مدرسة أخرى وفي الفترة المسائية، سيخلق لها ولبقية الأمهات العاملات، تحديات إضافية قد لا يستطعن تجاوزها.
وأضافت إنها وغيرها من العاملات، فضلا عن أنها ستضطر الى دفع مبالغ مالية إضافية لنقل ابنيها للمدرسة الجديدة بواسطة الحافلات، فستضطر أيضا الى وضعهم في حضانة خلال الفترة الصباحية التي تكون خلالها في العمل.
ووفق المواطن عبد العزيز بنات، فـ"المدرسة الجديدة متطورة، وهناك ضغط شديد على مدارس اللواء جراء عمليات النقل الكبيرة للطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية، ما يتطلب إعادة دراسة أوضاع بعض المدارس، لتستوعب التغير الجديد في أعداد الطلبة".
وبالنسبة للمواصلات بين الحي والمدرسة الجديدة، اقترح بنات "زيارة وزارة التربية للحي، لتأمين باص للطلاب، خصوصا وأن المدرسة الجديدة أقوى وأفضل وأحدث للطلاب".
من جهته، قال مصدر مسؤول بمديرية تربية اللواء لـ"الغد"، إن المديرية اجتهدت لإيجاد أفضل حل يحقق المصلحة العامة، بعد أن أصبحت مدرسة عائشة أم المؤمنين مكتظة، ما اضطرها لتقسيم الشعبة الصفية لاثنتين، مشيرا بشأن بعد المسافة بين الحي والمدرسة، إلى أن هناك طرقا مختصرة بين المنازل، تؤدي الغرض دون الحاجة للمرور بالشوارع الرئيسة.
وتطرق المصدر، إلى أنه يتوقع بأن يصل عدد الطلبة المنتقلين من المدارس الخاصة الى الحكومية الى نحو 3 آلاف، وهذا بدوره يشكل ضغطا كبيرا عليها، ويدفع لاتخاذ قرارات اضطرارية.
كما أشار إلى أن دوام الفترة المسائية، يبدأ عند الساعة الـ11.30 صباحا ويستمر الى الـ3.30 ظهرا، أي بفارق ساعتين فقط عن انتهاء دوام الفترة الصباحية، معتبرا بأن ذلك يجب ألا يشكل خللا أو عبئا على الأهالي. ولفت إلى أن مدرسة القادسية أفضل من ناحية البنية التحتية والبيئة التعليمية، وهي منحة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس إيد)، مبينا أنه جرت مخاطبة وزارة التربية بشأن قرار النقل ووفق عليه، لا سيما مع عدم وجود حلول أخرى أفضل منه.