"عيون الحرامية".. المقاومة من أجل الحياة

ملصق "عيون الحرامية" - (أرشيفية)
ملصق "عيون الحرامية" - (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- "عيون الحرامية" هو ثاني أعمال المخرجة الفلسطينية نجوى النجار، الذي تقدم فيه صورة للمقاوم البطل الذي حبست حريته سنوات طويلة حتى إطلاق سراحه.
وهو من بطولة خالد أبو النجا بدور "طارق خضر"؛ يقدم فيه أداء قويا لرجل يبحث عن ابنته، التي فقد أثرها بعد اعتقاله في رحلة بحث عن ابنته ملاك في عدد من المدن الفلسطينية حتى يجد خيطا يقوده إليها، كان عرض الفيلم في سينما برايم بحضور المخرجة النجار وأبو النجا الاثنين الماضي في حفل إطلاق عروضه وبحضور سمو الأميرة ريم علي.
ويأتي اختيار النجار لشخصيات غير فلسطينية بين ممثل مصري ومغنية جزائرية هي سعاد ماسي التي تلعب دور ليلى في إشارة ليوضح أن الهم والواقع الفلسطيني قضية عربية مشتركة، بين شخصية كانت ذات مصداقية ومقنعة وأخرى كانت أقل تأثيرا.
ويستمد الفيلم أحداثه من شخصية حقيقية في العام 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية، حين قتل قناص فلسطيني أحد عشر جندياً إسرائيلياً وتم اعتقاله، وهنا فإن شخصية البطل التي تتناولها النجار ليست بمعناها التقليدي؛ إذ تخوض في دواخلها وصراعها مع التعايش مع المحيط في إطار درامي، بين أب فقد ابنته ومنزله وبين رجل يريد الدفاع عن حقه في الحياة وأبسط حقوقه، حين يكتشف لاحقا غشا وتلاعبا من قبل قوات الاحتلال وكشف الدخلاء وكيف يتصرف إزاء ذلك.
ومن هنا، فإن النجار تعمد لتكسير تلك الصورة النمطية، لما يدور في فلسطين المحتلة وتلاعب الاحتلال والمقاومة بأشكال مختلفة للسكان المحليين يوميا، لاسيما حين تلفت النظر لتصرفات الاحتلال وهي كما في الفيلم سرقة الأراضي والمياه، وهذا يظهر أيضا في اختيار اسم الفيلم "عيون الحرامية"، فعيون تعود ربما إلى ينابيع المياه في تلك القرية.
قصة حب هامشية
يقع "خضر" في حب "ليلى" التي تتولى تربية ابنته منذ فقدها وتعاملها كأمها وفي الوقت نفسه تلك الفتاة التي تعمل وتكاد تتزوج رجلا لا تحبه يملك سلطة على أهل القرية، ويلفت النظر للتعايش في الأراضي المحتلة.
فاختيار السلم لتحقيق أدنى مسميات حياة كريمة يتحول لكابوس، فيما الحب يتسرب من بين الصخور، لكنه في فيلم النجار يبدو ضعيفا رغم معطياته، وهذا يرتبط بالسيناريو الذي يضيع مشاهده في تفاصيل وحلقات مفقودة بالرغم من الواقع والقضية التي يناقشها بأسلوب مختلف يبرز فيه حضور المقاومة بأبهى صورها الإنسانية الراقية.
و"عيون الحرامية" هو ثاني أعمال النجار بعد فيلمها "المر والرمان"، ونال سيناريو العمل دعم الكثير من الجهات الداعمة من بينها الصندوق الأردني لتمويل الأفلام؛ أحد إنجازات الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومنحة تمويلية من معهد صندانس بالولايات المتحدة الأميركية، إلى جوار مساهمات من صناديق تمويل الأفلام في كل من مهرجانات دبي والدوحة والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بالإضافة إلى دعم من مؤسسات أوروبية في ألمانيا وفرنسا.

اضافة اعلان

[email protected]