غابات عجلون: استمرار الحرائق رغم الإجراءات الوقائية

دخان يتصاعد من حريق في إحدى غابات عجلون سابقا - (أرشيفية)
دخان يتصاعد من حريق في إحدى غابات عجلون سابقا - (أرشيفية)

عامر خطاطبة

عجلون- رغم انخفاض أعداد حرائق الغابات في محافظة عجلون الصيف الحالي، ومحدودية إضرارها بالغابات، إلا أنها ما تزال وفق المسؤولين والسكان تشكل تهديدا وتحديا أمام الجهود المبذولة للحد من تأثيرها على الأشجار الحرجية والمثمرة في المحافظة.اضافة اعلان
وأكد هؤلاء المسؤولون أن جفاف الأعشاب وبقاءها بين الغابات يشكل عبئا إضافيا على فرق الإطفاء، ويتسبب بين الحين والآخر بحرائق هنا وهناك، محذرين من تفاقمها خلال الشهرين القادمين، خصوصا في ظل وجود العابثين ومفتعلي الحرائق.
 ويقول مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي إن الحرائق تتسبب سنويا بخسارة كبيرة للثروة الحرجية، لافتا إلى أن الشجرة المتضررة من ألسنة اللهب تحتاج إلى زهاء عقدين حتى تعود لوضعها في حال لم تحترق بالكامل، داعيا إلى أن تتبنى جهات مختلفة تربوية وشبابية ونقابية تنظيم حملات تطوعية للتخلص من الأعشاب الجافة، خصوصا بالقرب من الطرق ومواقع التنزه.
يشار إلى أن دفاع مدني عجلون تعامل نهاية الأسبوع الماضي مع حريقين أتيا على أشجار حرجية ومثمرة في منطقتي صنعار وحلاوة  يقدر عددها ب 300 شجرة منتشرة على مساحة 100 دونم.
وأشار مدير دفاع مدني المحافظة العقيد هاني الصمادي إلى أن الحريق الأول شب في غابة حرجية بمنطقة صنعار التابعة لبلدية العيون، وأتى على زهاء 150 شجرة حرجية ما بين سنديان وقيقب، لافتا إلى أنه تم الاستعانة بلودر من الزراعة لفتح الطريق أمام آليات الإطفاء للوصول إلى الحريق، فيما أتى الحريق الآخر بمنطقة حلاوة على زهاء 150 شجرة لزاب وزيتون.
وأقر الصمادي بخطورة الأعشاب الجافة على الغابات، مشيرا إلى أن كوادر المديرية تتعامل مع حرائق الأعشاب الجافة باستمرار، إلا أنها ما زالت ضمن مساحات محدودة وفي حدودها الدنيا وتتم السيطرة عليها.
وكان للتدابير التي اتخذتها الأجهزة المعنية في المحافظة الأثر الواضح في تخفيض أعداد الحرائق خلال الفترة المنقضية من الصيف الحالي، وفق الصمادي.
وأشار إلى أن محافظ عجلون فلاح السويلميين عقد مطلع الصيف عدة اجتماعات في مبنى المحافظة للجهات المعنية من الدفاع المدني والزراعة والأشغال والبلديات والبيئة، بهدف اتخاذ التدابير الضرورية للحد من حرائق الصيف وحماية الغابات من جميع أشكال الإضرار بها أو التعدي عليها.
ولفت إلى أنه تم إزالة الأعشاب الجافة من جوانب عدد من الطرق ومواقع التنزه، وتنظيم حملات توعوية للمزارعين بضرورة حماية مزارعهم، والمتنزهين بعدم مغادرة مواقع التنزه وترك النار مشتعلة.
وبين الصمادي أن مديرية دفاع مدني المحافظة خصصت مع دخول الصيف 16 إطفائية و12 تنك مياه سعة 14م لكل تنك للتزويد موزعة على مختلف المراكز، كما رفعت جاهزية كوادرها ودربت كوادر لجهات معنية لمواجهة حرائق الصيف المتعمدة وغير المتعمدة.
ويؤكد سامي فريحات أن خطورة هذه الأعشاب لا تقتصر على الأشجار الحرجية، بل تتعداها للمحاصيل الحقلية والمزارع الخاصة في أغلب الأحيان، ما يتطلب جهودا تشاركية لاحتواء المشكلة من مختلف الجهات المعنية، مبينا أن بقاء الأعشاب على جوانب الطرق ووسط المزارع وفي مواقع التنزه يساهم في زيادة أعداد الحرائق وامتدادها لمساحات شاسعة، خصوصا مع انقضاء شهر رمضان الفضيل وعودة موسم التنزه.
ودعا محمد القضاة مختلف الأجهزة المعنية من بلديات وأشغال عامة وزراعة وهيئات تطوعية الى وضع خطط وتنظيم حملات لمواصلة إزالتها، خصوصا وأن كثيرا من مفتعلي الحرائق يستغلون موسم جفاف الأعشاب لإلحاق الأذى بالغابات بهدف تحطيبها في أوقات لاحقة والمتاجرة بها.
وأشار إلى أنه لا بد من إزالة الأعشاب بين الغابات ومن على جوانب الطرق بجهود رسمية وتطوعية، وكذلك من قبل أصحاب المزارع الخاصة أنفسهم.
إلى ذلك خصصت مديرية زراعة المحافظة، وفق مسؤوليها، زهاء 75 من كوادرها ما بين طوافين وعمال حماية للتعامل مع الحرائق وتجهيز الآليات اللازمة والمناوبات لمراقبة الثروة الحرجية من خلال 6 أبراج ومحطة حراج إشتفينا وزيادة التنسيق مع الجهات المساندة من الشرطة والدفاع المدني والإدارة الملكية.
يذكر أن إحدى الشركات المتعاقدة مع وزارة الاشغال العامة قامت بداية الصيف الحالي بأعمال تنظيف وإزالة للإعشاب الجافة على جوانب الطرق الرئيسة لمداخل المحافظة.
وشملت الحملة وفق مسؤولي الأشغال، الطرق التي تصلها بمحافظتي إربد وجرش، حيث تم إزالة الأعشاب على جوانب الطرق والجزر الوسطية والتخلص منها بطرق آمنة للحفاظ على البيئة والسلامة العامة، وتحسبا من نشوب الحرائق في مناطق الغابات التي تحاذي الطرق الرئيسة خاصة في مناطق القاعدة وعين أم الجلود ومثلث إشتفينا.