غانتس عقد صفقة جيدة جدا

هآرتس

بقلم: نافا درومي

اضافة اعلان

31/3/2020

مشاعر الغضب التي يوجهها اليسار لبني غانتس مبالغ فيها، وحتى أنه لا أساس لها، لا سيما اذا كان لهذا اليسار أجندة اخرى، باستثناء "فقط ليس بيبي". لأن الحكومة الجديدة المتبلورة في الوقت الحالي ليست حكومة يمينية، بيقين ليس مثلما تخيل اليمين. هذه حكومة تعكس حقيقة أن بنيامين نتنياهو قد انتصر، ولكن اليمين خسر. هذه حكومة صحيح أنها ترفع غيمة القوانين الشخصية التي تحوم فوق رأس نتنياهو، لكن في المقابل تبدد الغيوم الثقيلة من فوق رأس المعسكر الوطني.
توزيع الحقائب بين كتلة اليمين وحزب ازرق ابيض بصيغته المصغرة وبدون يوجد مستقبل، غير متساو بشكل جوهري. بالنسبة لحجمه ولقوته، غانتس عقد صفقة جيدة جدا. في الاصل، لو أنه لم يحصل على حقيبة العدل، التي اوضح الصراع بين المحكمة العليا ويولي ادلشتاين بشكل جيد لماذا هذه الحقيبة هي أهم الحقائب، إلا أن نتنياهو استسلم حتى في هذه الجبهة الحاسمة.
لذلك، من الصعب توقع كمية السم وخيبة الأمل التي تغرق في الوقت الحالي مصوتي ازرق ابيض واليسار مؤخرا دون التساؤل: ما الذي يصدمهم جدا؟ غانتس عقد صفقة ممتازة حسب رأيه. هو بالطبع عرف جيدا ما الذي ينتظره في المعسكر الذي وقف خلفه، وتطلع الى دفعه الى حكومة اقلية بدعم القائمة المشتركة، لكنه ايضا يعرف جيدا أن الانضمام الى حكومة برئاسة نتنياهو في هذه الظروف يخدم معسكره بصورة اكثر نجاعة بكثير.
فشل اليمين كبير: عضو الكنيست حيلي تروف الذي تم اعداده لحقيبة العدل بالتأكيد لن يناضل من اجل جهاز قضائي نزيه ومهني مثلما ناضل امير اوحانا. غابي اشكنازي الذي بلور جيش يضبط نفسه، لن يحارب ضد اليساريين الفوضويين ولن يقوم ببناء حي يهودي في الخليل مثلما فعل نفتالي بينيت. واذا كان الامر يتعلق بميكي حيموفيتش، فهي كانت ستبقي الغاز ومليارات الدولارات مدفونة تحت الارض.
هذا ليس لأن للحقائب الاخرى المعروضة على من انضموا – التعليم والثقافة والصحة والزراعة والمواصلات – لا توجد اهمية جماهيرية أو فائدة سياسية. بتسلئيل سموتريتش كوزير للمواصلات نجح ايضا في أن يستثمر في الاستيطان في يهودا والسامرة من خلال شق الطرق وتطوير البنى التحتية وتحسين مكانته الشعبية. وظيفة وزير المالية يمكن أن تبني وتدمر سياسيين (بالاساس تدمر). بنيامين نتنياهو أوصلته هذه الوظيفة الى رئاسة الحكومة، أما موشيه كحلون فقد دمرته. مع ذلك، توزيع الحقائب ظلم اليمين. وأكثر من كل شيء، يبدو أن نتنياهو قد اشترى بقاء حكمه بثمن باهظ جدا. ربما هذا يتعلق بالاتهامات الموجهة اليه، وربما هذا لأنه ليس يمينيا حقيقيا. في نهاية المطاف، البعد الايديولوجي بينه وبين مباي اصغر مما اعتيد الاعتقاد.
باستثناء الحكومة الاخيرة، فان نتنياهو دائما فضل ائتلافات معتدلة. وليس صدفة أنه في 2009 ادخل تحت جناحيه اهود باراك، وفي 2013 اعطى وزارة العدل لتسيبي لفني. وقد حافظ على الجهاز القضائي جدا وسيواصل القيام بذلك مع غانتس ايضا. وبخصوص الضم الذي احتفل به نتنياهو وترامب قبل بضعة اشهر، يبدو أنه لا حاجة الى التوسع في ذلك. اليسار يلهج بالحديث ويصرخ وينقض ويتذمر ويحتدم، هو معتاد على ذلك. ولكن في السطر الاخير، يجب عليه أن يكون راضيا، نتنياهو انتصر، لكن اليمين خسر.