غزة في أيدينا

شرطة حماس خلال تدريبات بدنية في إحدى معسكرات القطاع-( ا ف ب )
شرطة حماس خلال تدريبات بدنية في إحدى معسكرات القطاع-( ا ف ب )

يديعوت أحرونوت

جدعون عيشت

علم مؤخرا أن الحكومة تفرض مصاعب في وجه موظفي السلطة الفلسطينية من غزة الوصول إلى وزارات السلطة في رام الله. فلماذا تضع إسرائيل المصاعب بالذات على موظفي السلطة (المتماثلين مع فتح) الذين ينسقون بين سكان غزة وإسرائيل؟ وكيف يرتبط كل شيء هنا بالتقرير المرتقب عن "الجرف الصامد"؟ فقد اقترح وزير الأمن غير مرة تصفية السلطة وعلى رأسها ابو مازن. هناك من ينفي انه توجد سياسة كهذه وأن ما يحصل هو فحص أمني. مهما يكن من امر، فثمة منطق في النهج. اضافة اعلان
في البداية كانت الكزبرة. بعد أن احتلت حماس الحكم في غزة قررت إسرائيل تقييد التجارة في قطاع غزة. فقد حظر التصدير من غزة تماما، وفرضت على الاستيراد قيودا قاسية. لاعتبارات أمنية، بالطبع. الكزبرة، التي كانت في قائمة المنتجات الممنوعة، هي خطر أمني كما هو معروف. في هذا الاطار منع أيضا تصدير ثاني اكسيد الكربون لمصانع بيبسي في غزة. إذ من الصودا يصنع... شيء ما.
بعد نحو عقد من ذلك يتبين أن "الشعب" فهم العكس. فإغلاق إسرائيل (وبقدر أقل مصر ايضا) لغزة هو سلاح تستخدمه حماس لتشرح لماذا هو الوضع الاقتصادي في غزة صعب جدا، والبطالة أكثر من 30 في المائة، ومستوى المعيشة المتوسط متدن أكثر من مستوى معيشة أكثر الناس فقرا في إسرائيل. إسرائيل تعد مذنبة. اما التفسير الإسرائيلي الحالي فهو أن حماس هي المسؤولة.
كيف هي مسؤولة حماس؟ عندما تطلق منظمة، "زائلة" كتعريف خبراء الإرهاب، صاروخا إلى سديروت، يعلن وزير الأمن أن "إسرائيل ترى في حماس مسؤولة"، وردا على ذلك تقصف إسرائيل "منشآت الإرهاب لحماس في غزة". ثمة شيء رقيق في هذا الشأن، يتكرر منذ سنين: كلما قصفنا نحن "منشآت الإرهاب" أكثر، هكذا تتبقى منشآت كهذه أخرى للقصف المستقبلي.
من كثرة القصف لمنشآت الإرهاب في غزة ثمة شيء ما واحد لم يصب. فقد وعد وزير الأمن ليبرمان بأنه عندما سيعين في المنصب سيحرص على تصفية اسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس في غزة. هذا لا يحصل. كما أن زعماء آخرين ما يزالون معنا لمواصلة هذه المناكفة التي لا تنتهي. وحتى المنظمات الزائلة ظاهرا لا تصاب بأذى حقا. وتبين لنا ان من يدفع ثمن الحرب ضد الإرهاب هم سكان غزة، الذين لا يشاركون فيها الا بقوة الدكتاتورية المسيطر عليهم. حماس، الجهاد الإسلامي وباقي الزائلين أحياء يرزقون، شكرا جزيلا.
كيف يحصل هذا؟ كيف يحصل ان حكومة حماس مستقرة مثل حكومة نتنياهو. وكيف يحصل أن هنية لم يلتق بعد "بالباري" رغم تعهد وزير الأمن؟ لان الوضع مريح للحكومتين: تلك التي في القدس وتلك التي في غزة. وليس حبا. للحكومتين، كما يبدو، مريح هذه مع تلك. في البيان الخطاب – الكراهية شاسعة. هم سيصفون الإرهاب الصهيوني، ونحن سنصفي إرهاب حماس. اما عمليا فالمشادة تسمح للحكومتين بالإثبات أن لا حل.
يحتمل أن يكون الحل السلمي ليس ممكنا حقا، ولكن ما يزال يطرح السؤال من يدفع الثمن على غيابه؟ هل حكومة حماس تدفع الثمن؟ بالتأكيد لا. ويتبين الآن من تسريبات التقرير عن الجرف الصامد أن قوة حماس العسكرية لم تستنزف على الاطلاق. وعليه فلعله حان الوقت للكف عن الازعاج لسكان غزة. فثمة حتى الآن محاولة تمتد لعقد من الزمان تفيد أن هذه لا تجدي نفعا.