غزي يحلم بكرسي كهربائي يتحمل وزنه وفقره

1611676217074714000 copy
1611676217074714000 copy

حنان الكسواني

عمان - بجانب مسجد الهداية، في مخيم البقعة بلواء عين الباشا في محافظة البلقاء، تناثرت أحلام الغزي، أبو خليل (اسم مستعار)، في اقتناء كرسي متحرك كهربائي، يقضي به احتياجاته اليومية، ويؤمن رزق أولاده.اضافة اعلان
“حتى الكرسي المتحرك، الذي يمتلكه حاليًا، يرفض أن يتحمل وزني الثقيل وفقري وهمومي”.. بهذه الكلمات لخص أبو خليل، معاناته اليومية مع المرض، بعد أن بترت ساقة اليمنى وثلاثة أصابع بقدمه اليسرى، بسبب مرض السكري المزمن، وفق تقرير طبي رسمي يؤكد إصابته بـ”مرض القدم السكرية”.
رغم أن الأطباء بتروا قطعة من جسده، إلا أن أبو خليل ما يزال يُقاوم بقوة منغصات الحياه بصمت، بما فيها جرح بقدمه، الذي لم يلتئم بعد، وظل ينزف، كما هو حال عوزه وهمه، فبات يحصر أحلامه على منحه إعفاء حكومي لإجراء عملية جراحية تُساعد على التئام جرح في قدمه اليسرى، حسب أبو خليل الذي يوضح بأن المانع هو “عدم وجود رقم وطني.. فأنا غزاوي”.
يستند أبو خليل على معونة وطنية، ضمن الحالات الإنسانية، مقدارها 68 دينارًا شهريًا، بالإضافة إلى “فتافيت” راتب ابن له، يبلغ 170 دينارًا شهريًا، جراء عمله في أحد مصانع الألبان.
الدخل الشهري الإجمالي، بالكاد يكفي التزامات 8 أفراد، هم عدد أسرة أبو خليل، منهم أربع فتيات، إحداهن حاصلة على درجة البكالوريوس، تخصص اللغة الإنجليزية، إلا أنها لم تستطع الحصول على أي عمل، رغم أنها تخرجت من الجامعة منذ أربعة أعوام.
الابنة الثانية، التي تدرس تمريض في الجامعة الأردنية، بات مستقبلها مهددًا، بعد أن توقفت كفالتها من قبل أحد المحسنين، على ما أضاف أبو خليل.
رغم تفوق بنات أبو خليل أكاديميًا، وإصرارهن على التعليم، لإنقاذ أسرتهن من براثن الفقر، إلا أن الإنفاق على دراستهن يصطدم بصخرة “فقر العائلة”، ناهيك عن أن إحدى البنات الأربع تُعاني من مرض في عينيها، وتحتاج إلى زراعة قرنيات، في الوقت الذي ما يزال فيه اسمها على قوائم الانتظار في بنك العيون الأردني.
أبو خليل يستعطف الكثير ويرجوهم كي يحاولوا إيجاد وظيفة لابنته “البكر”، وذلك بُغية “إبعادنا عن سؤال الناس، ويحفظ لنا كرامتنا”، معربًا عن أمله بإيجاد وسيلة تضمن تدريس بناته، كونه من المؤمنين بأن التعليم هو أولى الأولويات للتقدم في الحياة.
أبو خليل يُعاني من ضيق ذات اليد، وبالكاد يتمكن من تأمين متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب ودفع فواتير كهرباء ومياه، تراكمت عليه منذ مدة، حتى بات أفراد أسرته “متعودين” على النوم بـ”العتمة”.