غلاء معيشة والإسرائيليون يشترون من مناطق السلطة الفلسطينية

إسرائيل هيوم

حنان غرينوود

اضافة اعلان

ظاهرة متسعة: المزيد فالمزيد من الإسرائيليين يخرجون لمحطات الوقود الفلسطينية للتزود بالوقود وللتسوق في القرى، رغم الخطر الهائل الذي في ذلك، بسبب غلاء المعيشة في البلاد والأسعار الزهيدة بشكل دراماتيكي في المتاجر الفلسطينية.
الفرق بين أسعار الوقود في السلطة الفلسطينية وتلك التي في إسرائيل في غاية الأهمية ويمكن أن يصل الى توفير آلاف الشواقل في السنة. وهكذا فإن سعر البنزين المتدني بنحو شيكل للتر مقارنة بالسعر في محطات الوقود الإسرائيلية وسعر السولار هو نصف المبلغ الذي يجبى في إسرائيل. ومادة مضافة للوقود أو للسولار تكلف في محطات الوقود الإسرائيلية في محيط 80 – 90 شيكلا تكلف في السلطة 30 شيكلا.
"اكسب آلاف الشواقل في السنة على السولار فقط، الذي يباع بـ 40 – 50 في المائة أقل مما هو عندنا، وهذا حتى قبل حساب الفرق الهائل الذي يوجد أيضا في بضائع البقالة الأساسية"، يقول ن. من سكان القدس الذي درج على أن يسافر إلى القرى في محيط العاصمة كي يشتري الوقود والبضائع المختلفة.
لا تنحصر الأسعار المتدنية في السلطة الفلسطينية في أسعار الوقود. فالكثيرون من الإسرائيليين يصلحون سياراتهم في كراجات في القرى بأسعار أقل بكثير مقارنة بالكراجات الإسرائيلية. هكذا، يروي إسرائيلي درج على إصلاح سيارته في إحدى القرى في منطقة القدس بأنه وفر آلاف الشواقل في التصليحات. "في القدس طلبوا 600 شيكل فقط على بلاستيك الضوء الخلفي المكسور. أما في القرية فقد اشتريت ضوءا كاملا بـ 150 شيكلا، والفرق عظيم". أسئلة تتعلق بمصدر قطع الغيار ومدى قانونيتها لا تعني المتسوقين.
الفلسطينيون على وعي تام برغبة الإسرائيليين في شراء بضائع بسعر زهيد ويستغلون حقيقة أنهم يسافرون إلى الضفة رغم الخطر لتحسين مشترياتهم. في القرى المجاورة للطرق يمكن أن نرى يافطات بالعبرية إلى جانب اليافطات بالعربية، وبخلاف الماضي حين كانت أخطاء في كتابة اليافطات كنتيجة لسوء الاتقان فإن العبرية اليوم هي بلا شوائب. أحد المجالات التي نمت في السنوات الأخيرة هو علاجات الأسنان. ي. الذي يصل لتلقي علاجات للأسنان بشكل دائم في قرية قرب مكان سكنه، يروي بأن الأسعار اقل بكثير مقارنة بأطباء الأسنان في إسرائيل. "هنا طلبوا مني 1500 شيكل على طقم اسنان، بينما في القرية كلفني هذا 500 شيكل".
شلومو باكنين، ضابط الأمن في مجلس "يشع" للمستوطنين يقول: "لا شك أن الأسعار في الكراجات زهيدة جدا، فقطع الغيار تُسرق بناء على الطلب. لا يهم المتسوقين أنه قبل يوم تعرض أحد ما بالخطأ للأذى بعد أن دخل القرية أو أنه كانت موجة إرهاب. فهم ينظرون فقط الى السطر الأخير".
ولا يدور الحديث عن خطر نظري فقط. ففي الأسبوع الماضي دخل إسرائيلي ابن 70 الى دير قديس في السامرة كي يتسوق. عندما نزل من سيارته هاجمه فلسطينيان واختطفا منه حقيبته الشخصية، حيث كان فيها مسدس. وهذا الأسبوع اعتقل المشبوهان بالفعلة.
في حالات كثيرة أخرى يتم السطو على السيارات من السائقين الذين يصلون لشحنها بالوقود. ما أن ينزلوا من السيارة حتى يدخلها السطاة في لحظة غفلة ويندفعون نحو السلطة الفلسطينية. وجاء من الشرطة بأن هذا خطر دائم على حياة من يدخلون إلى القرى الفلسطينية.
"في الأشهر الأخيرة نشهد ظواهر نجد فيها أن إسرائيليين كثيرين يدخلون الى مناطق السلطة الفلسطينية ويتعرضون للسطو، وأحيانا في ظل استخدام القوة وايقاع الأذى بهم. الكثير من الإسرائيليين ممن يدخلون إلى مناطق أ و ب للتسوق، التجارة، تصليح السيارات أو تناول الطعام في المطاعم والمقاهي وغيرها، يعلقون في أحداث اعتداء، سطو، سرقة، تهديدات، وبأعجوبة ينجون بسلام من المكان بمعونة قوات الأمن. تشدد الشرطة على أن الدخول الى المنطقة أ محظور وفقا للقانون ويشكل خطرا. امتنعوا عن الدخول إلى هذه المناطق".