غياب غير مبرر للاعبين

استوقفني مشهد طغيان الحضور النسوي في الاجتماع الذي عقد في اتحاد كرة القدم الأحد الماضي، وجمع ممثل رابطة اللاعبين المحترفين تاكويا يامازاكي والأمين العام لاتحاد الكرة سيزار صوبر، في جلسة مفتوحة مع اللاعبين واللاعبات المحترفين، لتعريفهم بحقوقهم عند الأندية ومنظومة كرة القدم بشكل عام.اضافة اعلان
الاجتماع كان مهما جدا بالنسبة للاعبين واللاعبات، مع رابطة تعد الصوت الأعلى للاعبين في العالم، وينتسب خيرة نجوم الكرة العالميين أمثال ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم.
عدد قليل جدا من اللاعبين وعدد أكبر من اللاعبات حضر الاجتماع، دون سبب مقنع من اللاعبين، رغم أن هذه الجلسة كان الهدف منها "تثقيف" اللاعبين بحقوقهم، والتأكيد على أهمية قراءة بنود العقود والشروط الواردة فيه، والحق في استلام نسخة من العقد الموقع بين اللاعب وناديه.
من البديهي التأكيد على أن تطبيق الاحتراف في الكرة الأردنية، جاء بعد مخاض عسير، وفي ظل إمكانيات مادية وبنى تحتية بسيطة، وربما من المنطق القول أن نظام الاحتراف الذي تم تطبيقه محليا، هو نسخة بسيطة تم تفصيلها لكي تتناسب مع إمكانيات الكرة الأردنية من مختلف الجوانب، مع وجود بعض النقاط التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم ولا يمكن تجاهل تطبيقها.
المهم أن ثمة نقاطا خلافية ما تزال قائمة منذ بدء تطبيق الاحتراف، فمثلا ما يزال هناك لاعبون يمارسون عملا آخر في مؤسسات حكومية أو خاصة، رغم أن الاحتراف يتعارض مع ذلك، لأن ممارسة كرة القدم في زمن الاحتراف تعد الحرفة الوحيدة التي يفترض أن يمارسها اللاعب، ومع ذلك يضطر لاعبون للبقاء في وظائفهم الحكومية لأن العائد من الاحتراف لا يكاد يغطي قوت يومهم، خصوصا في ظل وجود أزمة مالية خانقة تعاني منها الأندية، ما يضطرها إلى الدخول في خلافات وقضايا مع اللاعبين المحترفين، يتم رفعها لدى "الفيفا" أو لجنة أوضاع اللاعبين المحلية.
إزدواجية اللعب والوظيفة الحكومية والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وعدم قدرة الاندية على الايفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين في الموعد المحدد، رغم أن الأنظمة الحالية تجيز للاعبين فسخ عقودهم في حال لم يحصلوا على مستحقاتهم خلال 60 يوما.. كل ذلك يشير إلى أن الاحتراف لا يطبق بصيغته الحقيقية، لأن اللاعبين غير قادرين على ترك وظائفهم الحكومية ويعتبرونها مصدر رزق دائم ومصدر أمان في المستقبل، ولا الأندية قادرة في ظل الأوضاع الحالية على السير بخطوات مستقيمة غير متعثرة، ما يؤدي الى فشل تطبيق الاحتراف في صيغته الحقيقية.
ما كان للاعبين أن يغيبوا عن اجتماع يهمهم جميعا، لكن لا بأس ان ما يزال الاتحاد "مضطرا" لأن يمارس دوره ودور غيره في السير بمشروع الاحتراف، وربما يكون من نتائج تلك الجلسة الحوارية، تأسيس غرفة لفض النزاعات بين اللاعبين والأندية، وإدراك الأندية أنها يجب أن تدرس كل خطوة تفعلها حتى لا تندم عليها فيما بعد.