غياب نظام غذائي صحي ومتوازن يزيد من الشعور بالاكتئاب

عمان- تؤكد العديد من الدراسات أن تناول الأطعمة السريعة والجاهزة والابتعاد عن الأغذية الصحية والمتوازنة تعتبر من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة الاكتئاب والشعور بالتوتر.اضافة اعلان
الإفراط في تناول السكر والوجبات الغذائية الجاهزة  تسبب العديد من المشاكل الصحية والنفسية للجسم وفق ما توصل إليه علماء بريطانيون في  University College London الذين توصلوا إلى أن الإفراط في تناول الأطعمة، التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب خصوصا لدى الرجال.
وأفادت الدراسة البريطانية أن الرجال الذين يفرطون في تناول الأطعمة  السكرية تزداد احتمالية إصابتهم باضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب واضطراب المزاج، مقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون أطعمة  بكمية أقل من السكر.
ويذكر أن الاكتئاب مرض طبي شائع يؤثر بطريقة سلبية على الشعور والطريقة التي يُفكر بها الشخص، إذ يُسبب هذا المرض مشاعر حزينة وعدم القدرة على العمل بالإضافة إلى مجموعة  متعددة من المشاكل العاطفية والجسدية وفق تعريف جمعية الطب النفسي الأمريكي.
وقال المشرف على الدراسة الدكتور أنيكا  نوبيل "الوجبات الغذائية  وارتفاع نسبة السكر لديها عدد من التأثيرات على صحتنا ولكن تبين دراستنا أنه قد يكون هناك أيضا وجود علاقة بين السكر واضطرابات المزاج، وخاصة لدى الرجال. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على فرص اضطرابات المزاج، ولكن وجود نظام غذائي مرتفع في الأطعمة والمشروبات السكرية  قد يكون  من الأسباب الرئيسية ". وأضاف " النتائج التي توصلنا إليها توفر دليلا إضافيا على تجنب أفضل الأطعمة والمشروبات السكرية ".
بدوره يشير خبير التغذية المهندس عامر أبوناموس إلى ان بعض الأغذية التي يتناولها الأشخاص تساهم في رفع نسبة الاكتئاب، خصوصا تلك التي تعمل إمساكات وعسر هضم ، فضلا عن ابتعاد العديد من  الناس عن تناول التمر والتلبينة التي تحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
ويلفت أبوناموس إلى أن الأصباغ والمواد المضافة إلى الوجبات السريعة التي يتناولها الإنسان تتسبب له بنهم وتدفعه لتناول كميات كبيرة من الطعام، فتسوء حالته الصحية وتعرضه للإصابة بالسمنة وتزيد من شعوره بالإحباط والاكتئاب، فيبدأ الجسم بالشعور بالخمول، تشويش الذهن وعدم قدرة على التركيز التحصيل العلمي النرفزة، الغضب، العصبية والانفعال والتحصيل المهني كذلك.
ويبين أبوناموس أن النقص في العناصر الغذائية الطبيعية في طعامنا، هو ما يمثل السبب الأساس في الإصابة بالاكتئاب، ذلك لأن الأطعمة الكاملة تحتوي على كل العناصر الغذائية مجتمعة ومتحدة، كما أنها لا تشتمل على إضافات، على عكس الأطعمة المصنعة التي تحتوي على كثير من الإضافات لحفظ الطعام والتي غالباً ما تفقدها قيمتها الغذائية.
ويقول أبو ناموس أن إحتواء الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة على مادة جلوتومات الصوديوم الأحادية "محسن طعم" الذي يضاف  إلى الأطعمة ليصبح مذاقة طيبا، تحدث نوعا من الإدمان وتتسبب بتسارع وتفعيل تنشيط خلايا الدماغ لتعمل فوق طاقتها حتى تتلف، وهو  ما يطلق عليها في علم التغذية "السموم الممتعة"،  فينعكس موت خلايا الدماغ بشكل مباشر على المزاج والتحصيل العلمي وسلامة التفكير.
ويضيف أن هذه المادة  موجودة في مئات الأصناف من الطعام كمكعبات الدجاج، الشيبس الشوربات الجاهزة ومئات الأصناف  من الوجبات السريعة، كما تعمل نوع من عدم التركيز والطرطشات.
وتعد جلوتومات الصوديوم الأحادية مسببا رئيسيا للاكتئاب والسمنة بسبب الشراهة في الأكل، كما تحدث  حالة من التناقض في الجسم ، فهي من جهة تحفز خلايا الدماغ للعمل فوق طاقتها في حين أن الجسم يشعر بخمول كبير وعدم الرغبة في الحركة وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات العالمية.
وتكمن خطورة هذه المادة وفق أبوناموس بتسببها للإدمان وزيادة الرغبة والشراهة في تناول الطعام، خصوصا أنها موجودة في معظم الأصناف الغذئية حتى بعض أنوع أطعمة وحليب الأطفال، إلى جانب إسقاطات هذه المادة السلبية على التحصيل العلمي وقلة الإدراك ودورها في ارتفاع نسبة حالات المصابين بالتوحد.
و تتسبب "محسنات الطعم" في التأثير على قدرة البنكرياس في فرز الأنسولين والأنزيمات الهاضمة، الأمر الذي يتسبب في سوء الهضم والإصابة في السكري  وارتفاع مستويات السكر في الدم.
ويشير أبوناموس إلى ربط العديد من الدراسات الحديثة بين تناول هذه الأطعمة وارتفاع نسبة العنف الجامعي فضلا عن الزيادة نسبة الانتحار.
ويشدد أبوناموس على ضرورة الرجوع إلى الأطعمة الطبيعية والمغذية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والحرص على تناول ثلاث وجبات طعام يومياً، بما في ذلك وجبةُ الفطور. ويؤكد أبوناموس على ضرورة الإكثار من تناول حبوب القمح الكاملة، والفواكه، والخضراوات، والفول والعدس والبندق التي تعد من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
وإدخال البروتينات في كلِّ وجبة، باعتباره  ضرورياً للنمو  من خلال تناول اللحوم والسمك والبيض والحليب والجبن والعدس والفول.
وتتفق معه اختصاصية التغذية ربى العباسي  التي تؤكد وجود علاقة وثيقة بين  شكل الجسم ووزنه سواء النحافة المفرطة أو زيادة وزن، حيث يكون لدى الشخص  عدم رضا لشكل جسمه او ربما  نتيجة اتباعه لحميات صعبة لفترات طويلة.
من جهة أخرى تبين العباسي أن تناول  الأطعمة الخالية من الفيتامينات والبروتينات التي تحفز إفراز هرمون السعادة في الجسم، إلى جانب نقص السكر السريع اللازم  لإفراز الهرمونات التي تساهم في تحسين المزاج  تعتبر سببا في الإصابة بالاكتئاب خصوصا الأغذية العالية بالمواد والحافظة والدهون مثل غلوتومات الصويوم الأحادية التي تقلل هرمون المزاج وبالتالي تؤثر على الجسم وتزيد من الشعور بالإكتئاب.
وتقول العباسي "لا بد من التركيز على المواد الغذائية العالية بالمواد المضادة للتأكسد ابتداء بالتوت البري، حيث يدخل في كثير الأدوية التي تساهم في تخفيض الوزن، إضافة إلى الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الموز والبرتقال والشوكولاته الداكنة".
كما يعد الشوفان أيضا من الأطعمة المضادة للاكتئاب والتي تساهم في تعديل المزاج بنسبة عالية لاحتوائها على مجموعة فيتامينات ب التي تعتبر مغذية للأعصاب، والتفاح يحسن المزاج والخضراوات الهيليون والخضراوات الورقية بكافة أشكالها والحصول على كمية سوائل الكافية وشرب كميت كافية من الماء التي تساعد في التقليل من إضطرابات الجسم وتساهم في تحسين المزاج.
وتضيف العباسي أهمية التركيز على بعض العناصر الغذائية مثل الماغنسيوم والأحماض الدهنية الأساسية وفيتامين B6 وB12 على تكوين الناقلات العصبية في المخ، وبالتالي أي نقص في هذه العناصر الغذائية يمكن أن يحدث خللا كيمائيا بالمخ، حيث إن الناقلات العصبية هي عناصر كيمائية بالمخ تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية وتحدث الإصابة بالاكتئاب مع نقص هذه الناقلات العصبية.