فاشلون في الإعلانات

إسرائيل هيوم

بقلم: يوآف ليمور 3/6/2022

اضافة اعلان

كل واحد من قادة المنطقة الوسطى الأخيرين وجد نفسه، في موعد ما أثناء ولايته، هدفا لحملة نشطاء اليمين المتطرف، وكان سبب الحملة في كل حين مختلفا لكن الهدف كان مشابها: فرض الرعب على اللواء الدوري، في محاولة للتأثير على قراراته.
هذا الأسبوع جاء دور يهودا فوكس، قائد المنطقة الحالي، لتلقي ضربات الحملة على الرأس. تحت عنوان "ضعيف في حوارة، لواء فاشل" قيل لفوكس بألوان صارخة من الأحمر، الأسود والأبيض: "فشلت، خذ المسؤولية"، فيما كانت صورة اللواء على خلفية سوداء.
يجدر بنا التوقف للحظة عند الصورة. فهي لم يتم اختيارها صدفة. هذه ليست صورة سيئة لفوكس إجمالا، لكن هذا ليس الموضوع. كان يرتدي فيها بزة تمثيل الجيش الإسرائيلي، البزة التي يرتديها الضباط في يوم الاستقلال، وهي التي ارتداها فوكس في منصبه السابق كملحق عسكري في واشنطن. وهذه هي الأبعد عن البزة التي ارتداها في الأشهر العشرة الأخيرة في الأيام وبالأساس في الليالي التي تراكض فيها في الميدان كي يصد المقاومة ويحمي السكان. من اختار الصورة قصد ذلك بالضبط: أن يرى بأن اللواء لا يعمل. فهو دبلوماسي.
هذا بالطبع هو أبعد ما في العالم عن حالة فوكس. فمن تجند للمظليين، انتقل بعد ذلك الى الناحل، كان قائد سرية مساعدة وقائد سرية مشاركة في عهد مصيبة المروحيتين التي فقد فيها عشرة مقاتلين في الحادثة الفتاكة. في كل تلك الليلة فتش بايديه عن الناجين بين حطام المروحية وعمل على إخلاء الجثامين. وحتى اليوم ترافقه العائلات الثكلى، ولكن أيضا من كان الى جانبه في تلك الليلة. بعضهم مع ندوب عميقة خلفها الحدث في نفوسهم.
لاحقا أصبح قائد كتيبة في الناحل. ضابط شعبة العمليات في فرقة الجليل، قائد لواء الخليل، ضابط شعبة العمليات في قيادة المنطقة الجنوبية، قائد لواء الناحل، ضابط سلاح المشاة والمظليين الرئيس وقائد فرقة غزة (بما في ذلك في أحداث السياج القاسية في 2018). من غزة خرج الى واشنطن، ومنها عاد الى الميدان -الى قيادة المنطقة الوسطى. بطاقة عمل مليئة حتى التفجر، بالضبط في خليط مطلوب لأجل بناء قائد كبير: كثيرا في الميدان، لكن أيضا في القيادة.
آه، نعم، فوكس هو أيضا رجل قانون (قام بالتدرب في النيابة العامة العسكرية)، يسكن في كيبوتس وخريج صندوق فاكسنر. كما أنه ترى في بيت متدين ودرس في مدرسة دينية ليتوانية. وبالأساس يوجد له رأس سوي على الكتفين، وعمود فقري مهني وأخلاقي. بعد الحدث القاسي في وحدة اغوز، والذي قتل فيه قائدا سريتين بنار رفيقهما، كان فوكس الوحيد الذي وقف أمام الكاميرات كي يشرح الأمر. هكذا أيضا بعد الحدث الذي قتلت فيه الشهر الماضي صحفية "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة.
حروب أعلام وحجارة
قادة الجيش ليسوا محصنين من النقد، ومحظور أن يكونوا كذلك. قراراتهم تؤثر على الحياة والموت. على الطوارئ وعلى الحياة الطبيعية، ومن الواجب فحصها بأنشطة من حديد. لكن الحملة ضد فوكس هي كل شيء إلا النقد؛ فهي تستهدف تصنيفه كسياسي في بزة عسكرية أو للدقة: سياسي يساري وجبان في البزة.
مهنيا، هذا بالطبع هراء. فوكس (وأي من ضباطه) لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من أي جهة حول الشكل الذي يعمل به. نجاحاته وإخفاقاته تفحص كل يوم وفقا لأعمال الإحباط أو العمليات التي نجحت. مشروع مثلا كان انتقاده على أن الجيش لم يعمل بشكل مكثف أكثر في جنين في بداية موجة الإرهاب قبل شهرين؛ صحيح أن هذا كان قرارا اتخذ في مستويات أعلى منه، لكنه كان شريكا كاملا فيه. كما أنه مشروع انتقاد ما يحصل في حوارة. ففي الأيام الأخيرة نشبت هناك حرب أعلام: الفلسطينيون يعلقون أعلام فلسطين، والإسرائيليون -أعلام إسرائيل. هذا بالطبع لا يتلخص في ذلك. بالتوازي نشبت هناك حرب تجارة. الفلسطينيون يرشقون الحجارة على كل سيارة إسرائيلية تمر على الطريق الرئيس في القرية، والإسرائيليون -في ظاهرة جديدة نسبيا، تتسع بسرعة الى كل أجزاء المناطق، ولا سيما بعد العمليات- يرشقون الحجارة على سيارات فلسطينية.
هذا موضوع مهني، ينبغي للجيش أن يعرف كيف يعالجه دون أن يشعل كل الضفة. لكن من فكر ونشر الإعلان لم يقصد ذلك؛ أراد أن يضعف يديه في الدوائر الأوسع والأعمق. تصفح قصير لـ"تويتر" يظهر عددا لا يحصى من مثل هذه السياقات. شاب يدعى الكنا نحماني مثلا، نشر الإعلان ضد فوكس. نحماني اياه أيضا نشر يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي أمر الإبعاد الذي صدر ضده من مناطق الضفة الغربية، مع شطب الأسباب التي أدت الى ذلك.
على هذا الأمر العسكري وقع فوكس، بصفته قائد المنطقة الوسطى وممثل صاحب السيادة في الميدان. فوكس لا يوقع على أوامر كهذه لأنه راق له، أو لأنه كانت له رؤية ما في منتصف الليل. هذا يحصل استنادا الى معلومات ملموسة من الشاباك، شرطة إسرائيل أو كليهما معا، وبعد فتاوى معمقة من النيابة العامة تشير الى خطورة الشخص. في الأسابيع الأخيرة وقع نحو عشرين أمرا عسكريا كهذا في مدرجات خطورة مختلفة، من الابعاد عن المنطقة وحتى أوامر الإقامة الجبرية في البيت أو في البلدة. معظم المبعدين هم من منطقة عيمق شيلو أو من شمال السامرة في سياق المدرسة الدينية في حومش.
معقول الافتراض بأن موضوع المدرسة (غير القانونية) يوجد في قلب النقد ضد فوكس، لأنه يرفض غض النظر عن المحاولات المتكررة لجعلها موضوعا دائما. هكذا صدت قوات الجيش وحرس الحدود مؤخرا محاولات إدخال عتاد الى المدرسة أو جلب عشرات الشبان اليها.
فوكس لا يعمل بناء على رأيه الخاص. فهو ينفذ تعليمات القيادة السياسية. عندما تجند للجيش، كما روى في حديث مغلق هذا الأسبوع، أقسم في المبكى بالولاء للجيش، لدولة إسرائيل، لقوانينها ولسلطاتها المسؤولة. ولأفضل علمه، فهؤلاء لا يتضمنون أي جهة ذات مصلحة في الميدان.
قائد لواء السامرة، العقيد روعي تسفيك، فشل هذا الأسبوع حين قال في مناسبة مغلقة في مدرسة الون موريه إن الجيش والاستيطان هما واحد. تسفيك فشل في هذه المناسبة مرتين. الأولى حين جاء اليها دون تنسيق وإذن كما يلزم؛ والثانية حين خلق الانطباع بأن الجيش شريك في كل الأعمال التي تتم في المستوطنات بم في ذلك تلك الأقل قانونية.
هذه ليست المرة الأولى التي يفشل فيها تسفيك بلسانه وبأفعاله. لكن ليس هذا هو الموضوع. كمحاولته التحبب لمن هو مسؤول عن سلامتهم هي محاولة زائدة محكومة مسبقا بالفشل. وظيفته أن يكون مهنيا وموضوعيا: فهو لا يعمل لدى أحد، وتعليماته يتلقاها فقط من قادته. خير يفعل إذا ما استوعب ذلك وركز على إعادة الأمن في حوارة.
بحر من المعلومات الاستخبارية
وعودة الى نحماني من "تويتر": في 15 أيار (مايو) نشر تغريدة تحذر فيها كاتبا يدعى راز كرون من دوما 2، ردا على العمليات الأخيرة. جملة من المعقبين يسارعون الى القول إنه لم تكن دوما 1 وإن العرب هم الذين احرقوا هناك حتى الموت ابناء عائلة دوابشة. هذا بالطبع تجاهل مطلق لحقيقة أن القاتل، عميرام بن اوليئيل ادين وحكم حسب اعترافه بثلاث مؤبدات وعشرين سنة أخرى في السجن.