فايز بديوي يكتب: اتحاد الكرة والأخطاء المتجذرة

فايز بديوي منذ أن بدأت لعب كرة القدم في المنتخبات الوطنية ونادي الرمثا، بداية الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات، لم ألمس أي تغيير في سياسة اتحاد الكرة، لاجتثاث جذور المحسوبية والواسطة في التعيينات الفنية والإدارية، ولم ألمس مهنية في التعيينات والاستقطابات سواء من المدربين الفنيين أو الإداريين، ما تسبب في بقاء المنتخبات الوطنية في مكانها من دون بطولات آسيوية حقيقية أو تحقيق حلم الوصول للمونديال. الأردن زاخر بالمواهب الكروية القادرة على تحقيق طموحات وأحلام الشارع الرياضي، ولكن المشكلة تكمن في اتحادات غير مؤهلة لإدارة منظومة كرة القدم الأردنية منذ سنوات طويلة، فالمستعرض لمسيرة الاتحادات يلمس غياب العدالة وغياب الرجل المناسب عن المكان المناسب، فالتعيينات الإدارية حدث ولا حرج وبرواتب خيالية، في غياب واضح لنجوم الكرة المؤهلين فنيا وإداريا وعلميا، فيما استقطابات المدربين في المنتخبات لا تخضع لأي أسس فنية، سوى الواسطة والمحسوبية والقرب من المسؤول، وما يحدث الآن من تعيينات مدربين في الاتحاد خير دليل على ذلك. حقيقة لا أفهم كيف يتم استقطاب مسؤول فاشل في النادي، ليدير دفة كرة القدم الأردنية من خلال تعيينه في الاتحاد، أو انضمامه لمجلس الإدارة، فالأسس لانتقاء أعضاء الاتحاد تحتاج إلى إعادة صياغة حتى تكون المخرجات بمستوى الطموح، فلا يعقل أن يفشل شخص في إدارة ناديه، ليكافأ بالاستعانة به في اتحاد الكرة في موقف من الصعب تفسيره. ربما تتحمل الأندية جزءا كبيرا في فشلها وفشل المنتخبات الوطنية، عندما تقوم بنقل مسؤوليها البعيدين كل البعد عن كرة القدم، للعمل في اتحاد الكرة، من خلال الانتخابات التي تجري، ولكن يبقى الاتحاد هو المسؤول الرئيسي عما يحصل، من خلال التمسك بقوانين وتعليمات لا يمكن أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب. غياب الإدارات المؤهلة في اتحاد الكرة، وتعمد إقصاء الفنيين والخبراء الأردنيين في كرة القدم، تسببا في إقصاء المنتخبات الوطنية عن المنافسة على البطولات القوية، فكيف (على سبيل المثال لا الحصر) يتم تعيين المدرب البلجيكي فيتال براتب شهري مقداره حوالي 50 ألف دولار، ولمدة 3 سنوات، دون التنبه لأن هذا المدرب لا يملك الفكر الكروي المطلوب، بدليل أن اتحاد الكرة أقاله من منصبه، واعتبره لا يصلح فنيا لقيادة المنتخب بعد فوات الأوان، ليأتي هذا القرار متأخرا، وبالرغم من ذلك ما تزال مثل هذه السقطات تتواصل في الاتحاد بدليل الخبراء والمدربين المتواجدين حاليا للإشراف على كرة القدم الأردنية. نعشق الأردن وترابه، ونبكي حسرة لإخفاقات المنتخبات الوطنية التي تتبنى شعار «مكانك سر»، وندعو لتصحيح المسار، بالاعتماد على الخبرات الحقيقية حتى لو كانت أجنبية، وندعو للحوار والمكاشفة وعقد جلسات الحوار، بمشاركة خبراء حقيقيين، حتى نشخص الخلل ونعالجه، وهذا يتطلب إرادة وتضحيات، فهل نرى خطوات تصحيحية تعيد للكرة الأردنية والأندية هيبتها.اضافة اعلان