فتحي فتى يهيم على وجهه بسبب الصرع ولا يجد من يعالجه

فتحي يجلس مع عائلته في بيتهم المستأجر بالشونة الجنوبية -(الغد)
فتحي يجلس مع عائلته في بيتهم المستأجر بالشونة الجنوبية -(الغد)

حابس العدوان

الشونة الجنوبية - للمرة الخامسة على التوالي يخرج فتحي ذو الاربعة عشر عاما من البيت ليهيم على وجهه غير مدرك للأخطار التي قد يتعرض لها طفل في مثل سنه، فيما يبقى قلب أمه يتلوع على فراقه مبتهلة الى الله ان لا يلحق به أي مكروه.اضافة اعلان
فتحي مصاب بالصرع بحسب التقارير الطبية، الامر الذي يجعله يترك البيت دون إدراك، فتارة يتم العثور عليه في المفرق، وتارة في مادبا وثالثة في البقعة ورابعة في عمان وخامسة بالزرقاء وفي كل مرة يتم التعميم عليه لدى الأجهزة الأمنية التي تعيده إلى عائلته حال العثور عليه.
تشير أم فتحي إلى أن "ابنها بحاجة ماسة للعلاج النفسي ولكن ضيق ذات اليد لم يمكنا من ذلك"، موضحة أن "مستشفى للأمراض النفسية طلب منهم مبلغ 150 دينارا لتشخيص حالته، وهو مبلغ كبير لا نستطيع توفيره في ظل الظروف القاسية التي نعيشها حاليا عدا عن أجور العلاج".
وتؤكد أم فتحي أن "حالة فتحي وما آلت إليه أموره ملأ قلبها حالة من الخوف المستمر على ابنها، لأنه لا يعي ما يفعل ولا يستطيع تمييز الخطأ من الصواب، وقد يتعرض خلال تركه للمنزل إلى أخطار جسدية أو نفسية لا نعلمها"،  لافتة إلى أن طفلا بهذه الحالة يجعله عرضة للاستغلال من قبل اصحاب النفوس المريضة، خاصة في أماكن يجهلها بعيدا عن الأهل.
وتبين أن "والد فتحي توفي قبل سنوات ويتولى زوجي رعاية شؤوننا بالرغم من إصابته بعجز نسبته 75 % لا يمكنه من العمل، مشيرة الى ان صندوق المعونة الوطنية يصرف مبلغ 60 دينارا كراتب شهري له، في الوقت الذي ندفع فيه شهريا ما مجموعه 100 دينار أجرة للبيت وأثمان الماء والكهرباء".
وتشير الى انها "تقوم بتغطية الفرق من راتب اولادها من زوجها السابق المتوفى، وبالكاد تستطيع توفير ثمن الطعام والشراب للاسرة المكونة من ثمانية افراد.
وتضيف ام فتحي أن الوضع المعيشي المتردي الذي يعيشونه يقف حائلا بين قدرتهم على تلبية مصاريف العيش البسيطة وتغطية كلفة علاج فتحي، لافتة إلى أن أهل الخير يساعدونهم بين الحين والآخر في تلبية متطلبات الأسرة من المأكل والمشرب، وما إلى ذلك من أمور بسيطة تعينهم على المضي في حياتهم. مأساة العائلة تتفاقم يوما بعد يوم تزامنا مع بدء فصل الشتاء الذي بدأ ينخر أجساد الأطفال قبل الكبار بحسب ام فتحي التي تؤكد انهم لا يجدون أي شيء يساعدهم على التغلب على البرد، فهم لا يستطيعون شراء مدفأة وحتى إن استطاعوا شراءها فكيف سيستطيعون توفير ثمن المحروقات لتشغيلها.

[email protected]