"فتح المقاصف".. إجراءات وقائية بمواجهة "محاذير وبائية"

Untitled-1
Untitled-1

منى أبوحمور

عمان- لعل تحقيق شروط فتح المقاصف المدرسية وطبيعة المواد الغذائية التي يتم تقديمها لطلبة المدارس؛ هو ما يلعب دورا كبيرا بمدى نجاعة هذا القرار في الوقت الذي تعتبر فيه المقاصف المدرسية من أكثر أماكن التي تشهد تجمعات وهو ما قد يتنافى مع العودة الآمنة للمدارس.

اضافة اعلان


خبراء اعتبروا عودة فتح المقاصف المدرسية سلاحا ذا حدين، إذ يتطلب الالتزام بالشروط والإجراءات الاحترازية التي تحول دون انتشار العدوى بفيروس كورونا بين الطلبة وتحويل المدارس إلى بؤر للمرض.


ويسعى أولياء أمور من خلال وجبات إفطار أبنائهم اليومية إلى تحقيق التوازن الصحي، إلا أن رغبة الطفل في الشراء من المقصف المدرسي كأقرانه تزداد، إذ يشعر بمتعة بدفع مصروفه لشراء ما يعجبه واختياره بنفسه.


وتهاني أسعد أم لثلاثة أطفال، تحرص على تزويد أطفالها بسندويشة من الجبنة أو اللبنة أو الزيت والزعتر يتم تحضيرها في المنزل، بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه لتضمن حصولهم على وجبة غذائية متكاملة، إضافة إلى عبوة مياه حتى لا يضطر أبناؤها للشرب من أقرانهم، وحرصا على عدم استخدام حاجيات الغير.


هذه الاستعدادات التي تقوم بها أسعد صبيحة كل يوم، لا تلغي أن تعطي أطفالها مصروفهم اليومي لمشاركة أصدقائهم الشراء من المقصف، غير انها في المقابل تنبههم بضرورة الابتعاد عن السكاكر المحلاة والشيبس ذي الأصباغ والتوفي التي تلتصق بالأسنان وتناول قطع من الكيك والبسكويت التي لا تحتوي على الكريمة والشوكولاته.


في حين تقوم صفاء العمري بشراء مستلزمات أبنائها للفرصة المدرسية قبل ذهابهم لتكون متأكدة من جودة ما يتناولون من الأطعمة، "لا أعلم ماهي النوعيات التي تقوم المدرسة ببيعها وأخاف أن يشتري أبنائي أشياء غير صحية"، حيث تقوم بجلب الحليب المنكه وقطع من الكيك بالفواكه والبوشار، حتى يحصل أبناؤها على طعام قليل السكريات والدهون وفي الوقت ذاته لا تحرمهم من مشاركة أصدقائهم بتناول السناكات.


اختصاصية التغذية ربى العباسي تؤكد على ضرورة الإلتفات إلى نوعية المواد الغذائية التي تقدمها المقاصف المدرسية للطلبة، خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي ينتشر فيها فيروس كورونا وتزامنا مع بداية فصل الشتاء الذي يكثر فيه الاصابة بالرشوحات والفيروسات.


وتلفت العباسي إلى ضرورة الابتعاد عن بيع المواد التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المكررة الموجودة في السكاكر والشوكولاته والعصائر المحلاة والمشروبات الغازية، حيث تعتبر غذاء للفيروسات التي تهاجم جهاز المناعة.


وتعتبر السكريات بحسب العباسي، مناخا للأمراض في الجسم وتسهل العدوى، خصوصا إذا كان هناك اختلاط وتجمع للطلاب اثناء البيع داخل المقاصف المدرسية، مبينة احتمالية أن تشكل المقاصف المدرسية خطورة على صحة الطلبة ومناعتهم إذا لم يتم مراقبتها ومتابعتها من قبل الجهات المعنية.


وتضيف "على وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة أن تكون واضحة في تعليماتها بشأن المواد الغذائية التي تقدمها المدارس"، لافتة إلى أن هنالك مدارس تقوم بتقديم وجبات وسندويشات للطلاب تعتمد للأسف على الوجبات السريعة والمقالي والمعجنات، وغيرها من الاطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والأصباغ التي تقلل مناعة الجسم وتزيد من سمنة الأطفال.


وتتوجه العباسي في هذا السياق إلى أولياء الأمور بضرورة احتواء وجبات أطفالهم على الخضراوات والفواكه، حيث تلعب التغذية السليمة دورا كبيرا في حماية الأطفال من الأمراض وزيادة مناعة أجسامهم.

وتنصح بضرورة احتواء وجبات الأطفال على بروتين كافي مثل البيض والدجاج والاسماك لأنها تضم عناصر غذائية مختلفة أهمها الزنك.
وتلفت العباسي إلى ضرورة استبدال العصائر والمشروبات الغازية بالحليب أو الحليب المطعم غير المحلى وإعطائهم خضراوات ورقية والبندورة الكرزية، إضافة إلى إدخال عسل ملكات النحل وإدخال الحبوب الكاملة مثل الشوفان مع الفواكه المجففة وحليب مع الموز والفراولة.


وتنوه أنه كلما اعتمد طعام الطفل على مواد طبيعية غير مصنعة تمتع بصحة ومناعة عالية ورشاقة"، لافتة إلى ضرورة الانتباه أيضا إلى طعام الطفل بعد العودة من المدرسة، بحيث يبدأ بطبق السلطة ومن ثم حصة النشويات والبروتينات والإكثار من الألياف الكاملة البرغل والفريكة والشوفان والسمسم لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة الضرورية.


وفيما يتعلق بالسناكات الصحية، فمن الممكن أن تقوم الأم بتحضير البوشار باعتباره وجبة صحية وأفضل من الشيبس، مع ضرورة الابتعاد عن الشوكولاته والبسكويت الذي يملأ الأسواق بالعروض.


وتحتوي كل مدرسة على مقصف يقوم بتقديم الوجبات الغذائية والمشروبات للطلاب الذين يقضون ساعات طويلة في المدرسة، ويحتاجون إلى تناول الطعام والشراب الذي يساعدهم على زيادة تركيزهم خلال تدريس مختلف المواد، وبالتالي يزيد من تحصيله الدراسي وفق اختصاصي الأوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني.


وبحسب المعاني، ونظرا للظرف الاستثنائي في الوقت الحاضر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وضرورة اخذ الحيطة والحذر في المدارس، خصوصا فيما يتعلق بالمقصف المدرسي وضرورة أخذ الأمور بجدية والالتزام بوسائل الوقاية الشخصية الوبائية من التزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والتعقيم والنظافة الشخصية ووجوب اتخاذ إجراءات بخصوص الوضع في المقاصف.


ومن أهم الإجراءات التي لا بد منها داخل المقاصف المدرسية وفق المعاني؛ التزام لجنة المقصف المدرسي بالإجراءات الصحية والوقائية، مع مراعاة إجراء الفحص السريري لكل عضو في اللجنة (لجنة المقصف) المدرسي مع بداية كل فصل دراسي.


ويذهب المعاني الى أن "البيع عن طريق لجان المقصف المدرسي داخل الغرف الصفية يضمن عدم تجمهر الطلبة وتزاحمهم وبإشراف المعلم"، متابعة بأن تنظيف بيئة المقصف المدرسي وتعقيمها من خلال (إخراج الأدوات والاغذية وتنظيف الأرضية والسطح) بالتعاون مع مسؤول اللجنة الصحية في المدرسة مع الحرص على توفير مكان آمن وصحي لحفظ المواد الغذائية.


وأيضا، بحسب المعاني، فإن من المهم احضار الطالب المواد الغذائية من منزله بشكل آمن ونظيف وتناولها في الاستراحة، بهدف توفير بيئة صحية وآمنة لضمان سير العملية التعليمية في درجة امان عالية وبما يحقق الاشتراطات الصحية الأساسية وتوفير البنية التحتية والموارد المادية والبشرية اللازمة؛ والعودة الآمنة الى المدارس بما يضمن الموازنة بين الجانب الصحي والتعليمي.


وبحسب دليل العودة الآمنة إلى المدارس للعام الدراسي 2021/2022، فإن الإجراءات تتطلب التزام لجنة المقصف المدرسي بالإجراءات الصحية والوقائية، والفحص السريري لكل عضو في لجنة المقصف المدرسي مع بداية كل فصل دراسي.


ويكون البيع عن طريق لجان المقصف المدرسي داخل الغرفة الصفية بشكل يضمن عدم تجمهر الطلبة وتزاحمهم، وبإشراف المعلم.
يوجب الدليل على المدرسة متابعة تنظيف بيئة المقصف المدرسي وتعقيمها (إخراج الأدوات والأغذية وتنظيف الأرضية والسطوح) بالتعاون مع مسؤول اللجنة الصحية في المدرسة، إضافة إلى توفير مكان آمن وصحي لحفظ المواد الغذائية.


ودعا الدليل إلى الاهتمام بنظافة العناصر الداخلة في عملية توزيع وبيع الأغذية، وتعقيمها، وتقديمها للطلبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تباعد الطلبة في أثناء عملية الشراء.


ووضعت اشتراطات صحية تتضمن الفحص السريري لأعضاء لجنة المقصف المدرسي مع بداية كل فصل دراسي، واتباع الإجراءات الوقائية قبل عملية التوزيع والبيع، مثل غسل اليدين بالماء والصابون بشكل دوري، وارتداء الكمامات، واستخدام القفازات لمرة واحدة.


وتشترط أيضا تنظيف المقصف والسطوح المشتركة وتعقيمها يوميا بعد انتهاء الدوام، ضمان التباعد الكافي بين الطلبة أثناء البيع وبإشراف المعلم، تسليم الطعام بيد واستلام النقود باليد الأخرى، إبعاد المواد الغذائية عن مواد التعقيم، إضافة إلى تهوية المقصف يوميا تهوية صحيحة.