فتيات بعمر المراهقة "لسن سعيدات" والسبب منصات السوشال ميديا

فتيات بعمر المراهقة "لسن سعيدات" والسبب منصات السوشال ميديا
فتيات بعمر المراهقة "لسن سعيدات" والسبب منصات السوشال ميديا
ديمة محبوبة – ذهبت دراسات عالمية عديدة إلى أن تأثير السوشال ميديا يكون أكبر على المراهقين بشكل عام، وأثر ذلك على مختلف الجوانب الحياتية لديهم، والتغيير الذي يطال سلوكاتهم وأسلوبهم في التعاطي مع كل من حولهم. غير أن دراسات حددت تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الفتيات، تحديدا في نظرتهن لأنفسهن في أعمار معينة، وخطورة ذلك على المديين القصير والبعيد. ورصدت دراسة العلاقة الزمنية بين التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي والشعور بالسعادة، وبحث ما إذا كانت التغيرات التي تطرأ على تفاعل الشخص ومقاييس الرفاهية. “الفتيات في عمر العشرة أعوام ممن يقضين ساعات طويلة على منصات السوشال ميديا لسن سعيدات”، ففي دراسة أجراها باحثون بريطانيون على فتيات من عمر العشرة أعوام ممن يقضين وقتا طويلا على هذه المنصات، تبين أن حياتهن تكون غير سعيدة في المرحلة المقبلة أثناء مراهقتهن. والسبب، وفق الدراسة، أن “تلك المنصات تتسبب في تناقص شعورهن بالرفاهية والسعادة مع التقدم في السن”. مي حسان (14 عاما) تعترف أنها تقضي ساعات طويلة على منصات السوشال ميديا، وتحديدا على “تيك توك” و”انستغرام”، بين متابعة قصص المشاهير أو “الريلز” أو مقاطع “تيك توك” و”اللايفات”، إلا أنها آخر اليوم تشعر بالضجر وقلة الاهتمام بما حولها، وأنه ليس لديها هذه الحياة المرفهة الجميلة التي تراها. أما حنين (16 عاما)، فبدأت تشعر بأنها ليست جميلة وتضاءلت ثقتها بنفسها، وأنها لا تملك أيا من مقومات فتيات “تيك توك” أو مشاهير “انستغرام”. وتبين أنها على خلاف مع عائلتها، خصوصا وهي تجعل والدتها ترى معها صفحات المشاهير وبعد ذلك تقول لها لماذا لا أعيش مثل حياتهم، ما جعل والدتها تحاول إقناعها بأن هؤلاء المشاهير لا يعكسون حقيقة حياتهم، فالجمال بات مصطنعا، مبينة أن كل هذه الأقاويل من والدتها لا تغير قناعتها إلا بشكل لحظي. اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يبين أن الفتيات أكثر عرضة لهذا الضغط النفسي الذي يؤثر على سعادتهن، والسبب في ذلك حساسيتهن الشديدة لما يرونه، حيث يؤثر عليهن نفسيا وتكون احتياجاتهن أكثر. لكن يرى مطارنة أنه رغم السلبيات الكثيرة لمنصات السوشال ميديا، إلا أنها تعد متنفسا جيدا للتواصل بالنسبة للعديد من الأفراد الذين يعانون من مشكلات سلوكية مثل الخجل أو الانطواء والرهاب الاجتماعي، حيث ينتفي عنصر المواجهة المباشرة، ويمتلك الفرد أدوات التحكم في موقف الاتصال. أما بالنسبة لما يواجه الفتيات، وتحديدا في عمر المراهقة، فيكون بمراقبة حياة الآخرين التي معظمها لا تدل على الحياة الواقعية، حتى أن معظم المشاهير يشيرون إلى أن أجمل أوقاتهم وجزءا من حياتهم فقط ما ينشر على السوشال ميديا، لكن مع ذلك فإن الفتيات المراهقات يشعرن بأن ما يعشنه أقل متعة من هذه الحياة وأنهن لسن بالمستوى المادي ذاته ولا يستطعن مجاراة ما يحدث مع المشاهير. في حين أن هلا قاسم وهي تجلس ما يقارب 6 ساعات وأحيانا أكثر على السوشال ميديا، وعمرها (17 عاما) مقتنعة بأن ما ينشر على السوشال ميديا ليس صحيحا في أغلب الأوقات، إلا أن كثرة متابعتها لمنصة “انستغرام” تجعلها في آخر اليوم مشتتة ومتوترة وتشعر بالحزن، خصوصا عندما تشاهد نفسها على المرآة بأنها لا تشبه هؤلاء الفتيات بكامل أناقتهن وصورهن التي بغاية الروعة. اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يؤكد أن الحياة التي تعاش على السوشال ميديا لا يمكن أن تكون حقيقة، لكن المراهقين، وحتى أحيانا الكبار، ينجرون وراء ما يشاهدونه في هذا العالم، وعلى الأهل التعامل بطرق سليمة مع هذه المشاعر التي يواجهها المراهقون والتحاور معهم. كذلك على الأهالي مراقبة ما يقوم به المراهقون والمراهقات بطرق غير مباشرة، ولا ضير من تقليل الوقت الذي يمضونه على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يحاولوا تشجيعهم للقيام بشيء أكثر جدوى من متابعة حياة وهمية غير حقيقية. ووجدت دراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على المراهقين من خلال تشتيت انتباههم وتعطيل نومهم وتعريضهم للتنمر ونشر الإشاعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين وضغط الأقران. وفي دراسة أجريت العام 2019 على أكثر من 6500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا في الولايات المتحدة، بينت أن أولئك الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية. وجدت دراسة أخرى أجريت العام 2019 على أكثر من 12000 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا في إنجلترا، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ثلاث مرات يوميا يتنبأ بضعف الصحة العقلية والرفاه لدى المراهقين. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان