"فتين المفقودة".. وثائقي يعيد لم شمل عائلة "فلسطينية قبرصية" بعد 70 عقدا

Untitled-1
Untitled-1

إسراء الردايدة

عمان – في رحلة البحث عن خيط يقود لدليل الوصول للعمة الضائعة "فتين مميش"، من قبل بامبي مينتش تتمحور أحداث فيلم "فتين المفقودة" وصولا لأصل الحكاية التي توقفت منذ زواج تلك العمة من تاجر فلسطيني، جاء لقبرص بحثا عن عروس مسلمة في ثلاثينيات القرن الماضي، وتوثق تلك الرحلة التي تحولت لفيلم يتضمن "لم شمل عائلة من الأجداد حتى الأحفاد"، لتكتمل شجرة العائلة "الفلسطينية القبرصية".اضافة اعلان
الفيلم الوثائقي "فتين المفقودة" لمخرجته يليز شكري بالتعاون مع بامبي، يتبع أثر عمتها التي تزوجت في عمر 14 عاما، وانتقلت لفلسطين حيث انقطعت أخبارها، وبالصدفة وجدت صورة وخيطا عنها، في زمن كانت في العرائس القبرصيات هدفا في الوقت بين الحربين العالميتين لجمالهن وأخلاقهن.
الفيلم الذي افتتح مجموعة عروض أفلام وثائقية تعرض بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام، وبالشراكة مع مهرجان "PriMed" الدولي للأفلام الوثائقية والربورتاج من منطقة البحر المتوسط، يوثق التمام شمل عائلة امتدت جذورها في فلسطين والأردن من خلال 13 حفيدا، وأيضا كشف حال الكثير من الأسر، التي وجدت خيطا يقودها لبناتهن اللاتي ذهبن، ولم يعرفوا عنهن أي شيء، لكن الصور باتت وسيلة من خلال الشبكة التي شكلتها بامبي، في محاولة لكسر ما كان يقال بأن هؤلاء الفتيات يتم بيعهن مقابل المال للعرب الأثرياء، وهو أمر غير صحيح كذبته من خلال شهادات حية من الجانب الفلسطيني والقبرصي.
بعد سبعة عقود من الزمن على رحلة بامبي لإيجاد صلة أو خبر عن العمة المفقودة، وهي من ضمن القبرصيات التركيات اللاتي تزوجن من تجار في الفترة ما بين العشرينيات، وأواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وعبر الأبحاث وجدت أن هنالك تدميرا للسجلات لما يقارب 1,500 عروس غادرن الجزيرة، وهو عدد كبير بالنظر إلى السكان القبارصة الأتراك، ويبلغ عددهم 70,000 نسمة في ذلك الوقت، وكشفت أيضا عن مئات الحالات المماثلة التي تشعر بالذنب، كونهن لم يعدن يعرفن عن بناتهن شيئا. وبعد سبعة عقود من الزمن، شنت ابنة أخت فيتين التي كانت بالفعل تعمل في البحث عن "المفقود " القريب، الذي لم يتحدث عنه أفراد العائلة الآخرون. وبذلك، كشف مينيش عن مئات الحالات المماثلة، موضحة الذنب المكبوت لدى الأسر التي شعرت بأنها باعت بناتها الصغيرات لرجال غرباء، ومنهن من وصلن مصر ولبنان أيضا. وكشف الوثائقي أن العمة المفقودة تركت زوجها بعد فترة من الزمن، وتطلقت منه بعد أن انجبت 3 أطفال، ثم تزوجت برجل آخر أنجبت منه 10 أولاد، زارتهم بامبي، وعائلاتهم متنقلة بين فلسطين والاردن، حيث التم شمل عائلة كبيرة، وجمعت حكايات عن تاريخ يكتب نفسه، بأن العرائس التركيات لم تكن يوما "سلعا تباع"، كما قيل.
"فتين المفقودة" زخم بالعواطف التي تكشف ألما كبيرا لتاريخ صعب ومعاناة الفراق، وبنفس الوقت مليئة بالأمل من خلال التجمع العائلي، والشمل الذي التم بعد أكثر من سبعين عاما، وسط حضور أحفاد كثر عاشوا هذه الواقعة، وهم ليسوا وحدهم، حيث تتواصل عائلات كثيرة مع المخرجة وبامبي عبر صفحتهم الفيسبوكية التي جعلاها منبرا لمساعدة من يبحث عن "قريبة" تزوجت بنفس الطريقة، وتركت قبرص في تلك الفترة.
اتبعت بامبي أسلوب البحث والتنقب عن أثر معلومات دقيقة من خلال زيارات ميدانية لمكان نشأة العمة، وسلسلة مقابلات مع من لهم علاقة بها، كما أجرت بحثا تاريخيا وحصلت على وثائق تاريخية ورسمية بالاعتماد على الشخصية الاساسية وهي فتين، الى جانب استخدام البيئة الطبيعية لشرح الحالة من خلال رؤيتها التأملة للموقف ووجهة نظرها، التي بنتها على نظرية "ماذا لو كنت مكان فتين؟"، الى جانب تسلسل تراكمي ربطت به الحاضر بالماضي حتى وصلت لنقطة التقاء كانت نتيجتها هي جمع أفراد العائلة كلها.