"فزعتكم" لـ "صقور الأردن"

يستعد المنتخب الوطني لكرة السلة لخوض آخر مباراتين في تصفيات كأس العالم، حيث يواجه منتخبي الصين ونيوزلندا يومي الجمعة والاحد المقبلين، طامحا في الوصول الى نهائيات مونديال الصين كما فعل ذلك في العام 2010 في تركيا.اضافة اعلان
من المؤكد أن مهمة "صقور الأردن" صعبة للغاية، والطريق الى تحقيق ذلك الحلم تبدو شائكة وحافلة بـ"المطبات" والمعيقات والصعوبات، لكن الرهان يبقى دوما على روح التحدي التي يتسلح بها الأردنيون على الدوام، فطالما كانت العزيمة والإرادة القوية سببا مباشرا في قهر المستحيل.
في مشوار التصفيات لم تكن النتائج مرضية للجماهير الأردنية، ومع كل خسارة كانت الحسابات تزداد تعقيدا، وأصبح المنتخب بحاجة إلى أن يخدم نفسه أولا ومن ثم يستفيد من خدمات الآخرين، و"ما زاد الطين بلة"، سوء النتائج التي تحققت في بطولة دبي الودية، رغم قوة الأندية المشاركة المتسلحة بمحترفين أجانب على سوية عالية، ومن ثم "الصدمة" التي تجلت في الخسارة المدوية "دبل سكور" في اللقاء الودي الثاني أمام إيران.
كثرت وتعالت أصوات المعارضين من المتابعين.. بعضها كان صادرا بفعل الغيرة على منتخب الوطن وأخذ شكل النقد الموضوعي، والبعض الآخر كان "كلام حق يراد به باطل"، والهدف منه التشويش ومحاولة انتزاع مكاسب شعبوية على حساب اللجنة المؤقتة لكرة السلة، التي حاولت واجتهدت كثيرا لكي تعيد عجلات قطار السلة الأردنية إلى سكتها الصحيحة، بعد سنوات من الضياع أدت إلى تراجع اللعبة على صعيد المنتخبات والأندية.
وخلال الأيام الماضية كثر الحديث عن المحترف الأجنبي الذي سيشارك في المباراتين المقبلتين إن كان دار تاكر أو جاستن دينتمون، كما كثر الحديث عن إمكانية مشاركة النجم أحمد الدويري في إحدى المباراتين على الأقل، في ظل تجاذبات وتكهنات ومفاوضات طالت وتعددت الآراء والقناعات بشأنها.
بين ذلك كله كان ثمة صوت يعلو من بقية اللاعبين الأردنيين.. صوت يطالب الجميع بالوقوف خلف المنتخب الوطني ونسيان الخلافات والحسابات الشخصية.. صوت يقول لكل الأردنيين جماهيرا ونقادا ومسؤولين "فزعتكم للتأهل".. صوت يقول امنحوا الثقة لمن حضر في الملعب، فكلنا صقور جاهزة لتقديم أفضل ما لديها في المباراتين المصيريتين.
نعم.. يحتاج المنتخب الوطني لكرة السلة إلى ثقة الجميع.. يحتاج إلى كلمات وهتافات تشحذ الهمم ولا تثبط العزائم.. كلمات ترتقي بالمعنويات وترفعها إلى الأعلى، فالجمهور هو اللاعب السادس في الملعب، وهتافاته وصيحاته التشجيعية يمكن أن تمنح اللاعبين مزيدا من القوة ومن مقومات التفوق في مواجهتين لا يمكن وصفهما إلا بـ"نكون أو لا نكون".
اجتهدت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة في عملها، كما اجتهد المدرب الأميركي جوي ستايبينغ ونجوم المنتخب الوطني في عملهم.. قد يكونون أصابوا الهدف في مواضع وجانبهم الصواب في مواضع أخرى، وهذا أمر طبيعي لمن يعمل فلا بد من حدوث بعض الأخطاء، لكن يجب أن يكون الجميع في الوقت الراهن خلف المنتخب، لأن "الفزعة" يجب أن تكون جماعية.