فضائل العلم

بالعلم يطاع الله عز وجل، وبه توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام - (تصوير: محمد أبو غوش)
بالعلم يطاع الله عز وجل، وبه توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام - (تصوير: محمد أبو غوش)

يشير الداعية الإسلامي د. عائض القرني في كتابه "لا تحزن" إلى أن العلم نور البصيرة، وحياة للروح، ووقود للطبع، قال تعالى:"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه". اضافة اعلان
وفي العلم عثور على الغامض، وحصول على الضالة، واكتشاف للمستور، والنفس مولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المستطرف.
أما الجهل فهو ملل وحزن، لأنه حياة لا جديد فيها ولا طريف، ولا مستعذب، أمس كاليوم، واليوم كالغد.
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه في فضل العلم:"تعلّموا العلم، فإن تعلُّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على الدين، والنصير في السرَّاء والضراء، والوزير عند الإخلاء، والقريب عند القرباء، هو منار سبيل الجنة، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير قادة وسادة، يُقتدى بهم، يدل على الخير... بالعلم يطاع الله عز وجل، وبه يُعْبَد الله عزَّ وجل، وبه يوحَّد الله عزَّ وجل، وبه يُمَجَّد الله عزَّ وجل، وبه يتورَّع الإنسان، وبه توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام. هو إمام العمل يلهمه السُعداء ويحرم منه الأشقياء".
يقول القرني: فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابحث عن المعرفة وحصّل الفوائد، لتذهب عنك الغموم والهموم والأحزان، "وقل ربي زدني علما"، "اقرأ باسم ربك الذى خلق".(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه، وهو جاهل صفر من المعرفة، فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كاملا، قال تعالى:"أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى".
ومن أهم فضائل العلم:
-أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء.
-أنه يبقى والمال يفنى، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
-أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة، لأنه إذا رزقك الله علماً فمحله القلب لا يحتاج إلي صناديق أو مفاتيح أو غيرها هو في القلب محروس وفي النفس محروس وفي الوقت نفسه هو حارس لك لأنه يحميك من الخطر بإذن الله عز وجل، فالعلم يحرسك ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.
-أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق والدليل قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط) (آل عمران، الآية: 18).
-أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:"ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة "رواه مسلم.
-ما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يرد الله به خيراً يُفقهه في الدين "أي يجعله فقيهاً في دين الله عز وجل والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط ولكن المقصود به هو: علم التوحيد وأصول الدين وما يتعلق بشريعة الله عز وجل ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثِّ على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
-أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
-أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفى على كثير من قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعاً وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على رجلٍ عابد فسأله هل له من توبة؟ فكأن العابد استعظم الأمر فقال: لا فقتله فأتم به المئة، ثم ذهب إلي عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لا شيء يحول بينه وبين التوبة، ثم دلّه على بلد أهله صالحون ليخرج إليها فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق.. والقصة مشهورة فأنظر الفرق بين العالم والجاهل.
-أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله عزَّ وجلّ والعمل بما عملوا وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده بحسب ما قاموا به قال الله تعالى:(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (سورة المجادلة، الآية: 11).