فقدان سيطرة

هآرتس

أسرة التحرير

3/7/2014

المداولات الليلية للطاقم الوزاري المقلص السياسي – الأمني على الرد اللازم ضد حماس كفيلة بأن تضلل في أن رئيس الوزراء يدير عملية اتخاذ للقرارات متوازنة، موضوعية ومهنية. ولكن ثمة فجوة كبيرة بين ادارة المداولات وبين السيطرة على الاحداث. اضافة اعلان
بعد ساعات قليلة من جنازة إيال يفرح وغيل عاد شاعر ونفتالي فرينكل تلقت الشرطة بلاغا عن حدث اختطاف فتى عربي من حي شعفاط. وبعد وقت ما اكتشفت جثة الفتى في غابة القدس. والاشتباه هو أن الاختطاف والقتل نفذه يهود كثأر على قتل الشبان اليهود الثلاثة. ينبغي الأمل في أن يتبدد هذا الاشتباه؛ ولكن حسب تقارير المواطنين، فقد سبق هذا الاختطاف محاولة اختطاف وخنق لم تنجح لطفل فلسطيني إبن سبع سنوات.
إلى جانب هذا الحدث الخطير خرجت جموع يهودية ثائرة، متماثلة مع اليمين، إلى شوارع القدس وبدأت تطارد العرب. وبهتافات "الموت للعرب" و "اليهودي روح"، والعربي ابن زنا" هاجم الزعران المارة العرب وحاولوا الوصول إلى سوق محنيه يهودا. ومع ان الشرطة أغلقت المداخل للسوق بل وأوقفت حركة القطار الخفيف إلى منطقة بيت حنينا، ولكن يبدو أن هذه كانت مجرد بداية حملة ثأر خاصة، خطيرة ومهددة.
إن الزعران ونشطاء اليمين الذين يدعون لأنفسهم حيازة "العقاب" للعرب بصفتهم عربا، يهزأون بالمساعي لإدارة حرب مركزة ضد نشطاء إرهاب عرب، ويهينون عائلات المخطوفين الإسرائيليين الذين قتلوا والجمهور الذي يشاركهم حزنهم. والتخوف الأكبر هو من أن تملي هذه العصابات المزاج في الحكومة فيدفعوها إلى اتخاذ خطوات متطرفة واستعراضية لإرضاء نزعة الثأر لديهم. من هنا قصير الطريق نحو تدهور عنيف وشامل وفقدان تام للسيطرة.
رئيس الوزراء، الذي قارن أول أمس بين اليهود والعرب، قضى بأن "هوة أخلاقية واسعة وعميقة تفصل بيننا وبين أعدائنا: فهم يقدسون الموت، أما نحن فنقدس الحياة؛ هم يقدسون الوحشية ونحن نقدس الرحمة. أن اختطاف وقتل طفل عربي، اذا تبين أن من نفذهما يهود، سيحطما هذه المقارنة الجارفة والكاذبة. ولكن اذا كان بنيامين نتنياهو يؤمن بها حقا فان عليه أن يثبت ذلك بالأفعال.
فالتحقيق بالاختطاف والقتل في شعفاط يجب أن يتم بسرعة، بنجاعة وبالأساس بشفافية. وزعران "شارة الثمن" يجب العثور عليهم ومحاكمتهم، وهكذا أيضا "صيادي العرب" في القدس. هذا هو الطريق الوحيد لمنع شغب واسع.