فقراء في ضاحية الرشيد: حدّث ولا حرج!

عمَّان - هُنا في "الضاحية" أي ضاحية الرشيد، ليس كل البيوت سواء، فحتى "قيد النفوس" قد لا يحتمل وجود "إسعاف بني مصطفى" وأطفالها السبعة، بوصفهم اسرة توجد في هذا القرن ولا تنتمي اليه.

اضافة اعلان

تعيش بني مصطفى والادها تحت صفيح "زينكو" وسط أبرد جبال عمّان الغربية، فلا تدفئة، ولا فراش، ولا ملابس، ولا طعام، ولا تلفزيون او هاتف، يفترشون الأرض فريسة للبرد منذ 15 عاما.

تقول "بني مصطفي" لـبترا): نحن بلا طعام منذ أيام سوى "اللبن". اما اربعينية الشتاء فهي رقم 15 على التوالي نعيش تحت هذه الأطلال.

تضيف وهي ترتجف بملابسها الصيفية الرَّثة، وقد تدنت الحرارة كثيرا: "أعيش هنا مع اربع بنات و3 أولاد، تتراوح اعمارهم بين 4 – 16 سنة، وهذه "البراكية" أعطانا إياها أحد الأشخاص، ونسكن على أرض لا نعرف من صاحبها قد يأتي ويخرجنا بأي وقت".

فقدت الأم المثقلة بالهموم، كثيرا من قدراتها، ولا تقوى على مزيد من تأمين الحياة لبناتها الثلاث وأولادها الذين لا يعرفون شيئا من التعليم رغم دخولهم المدارس. فليس البرد وحده الذي ينخر في أجساد الاسرة، بل والامراض تنهشها حتى باتت منهكة.

تضيف انهم كانوا يسكنون مغارة، ثم أخرجتهم مواطنة شاهدت حالتها الصعبة، الى "كرفان مؤقت"، وبعد أن احترق ثلاث مرات، تم التبرع لهم بكرفان جديد، لا يتسع لهم، وفي كل مرة ينال التلف من أثاثه.

خمسين عاما بلغت "أم علي"، التي لا تعي كثيرا من الأحداث حولها وقد تركها زوجها منذ سنوات وغادر الى المفرق. اما الأبناء فيقولون أنهم حالما يعودون من المدرسة، يبدأون بالطواف على الحاويات في الحي، بحثا عن طعام وخبز، ويسألون الناس احتياجاتهم. المواطن أحمد الزغيلات، منذ سنوات طويلة يتابع هذه الاسرة ويتكفل هو وبعض من أهل الخير بملابس للأطفال ومؤونة، ويقول إنه يقوم بين الحين والآخر بجمع تبرعات من أقاربه لتخفيف الظروف الصعبة عن هذه الأم المسكينة.

يروي الزغيلات، قصصا لظروف صعبة مرت بها الاسرة، أبرزها هروب الزوج، ومرض الأبناء، والجوع الذي يضربها، و"خرابة" يعيشون بها بلا نوافذ ولا أبواب، واصفا حالتها بمأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وفي وقت سابق قامت وزيرة تنمية اجتماعية سابقة بزيارة اسرة بني مصطفى، وتم تامينها "بكرفان" آخر لقضاء الحاجة، وتعهدت بتأمين منزل ملائم للاسرة واعادة الابناء الى مقاعد الدراسة وعلاج الاطفال ووالدتهم، وهو ما لم يحدث .

وآخر الأرقام الرسمية تظهر ارتفاع نسبة الفقر الى 20 في المائة العام 2016، بعد أن كانت 14.4 في المائة في العام 2010. (بترا - بركات الزيود)