فقط الجيش سيساعد الحريديم

هآرتس

  تسفيا غرينفيلد

إن قرار المحكمة العليا بشأن المساواة في تحمل العبء يطرح مرة اخرى على جدول العمل العام مسألة تجنيد الحريديم. من الواضح أنه من الأسهل على الحريديم أن يبقى اولادهم معفون من الخدمة العسكرية: من الأفضل أن يوفروا عليهم عددا من سنوات القلق القاسية، ولا نريد التحدث عن أنه من الافضل لهم أن يجلسوا في بيوتهم في زمن الحرب وأن لا يعرضوا انفسهم لأخطار المعارك. إذا لماذا نقوم بتغيير وصفة ناجحة؟ صحيح ان الحريديم يخافون أيضا من أن يقوم الجيش بتوفير فرصة لشبابهم لترك عالم الحريديم والديني عموما، إذا خرجوا من نطاق البيت والمدرسة الدينية. ولكن يمكن اليوم التغلب على هذه المشكلة: الخدمة معا في اطار وحدات معينة، مثل جنود الاتفاق، ستوفر الدعم المشترك.اضافة اعلان
لكن كل ذلك هو نقاش نظري فقط. طالما أن الحريديم يشكلون لبنة اساسية في كل ائتلاف مهما كان، فلا يوجد أي احتمال لأن يستجيبوا بإرادتهم للرغبة الملحة باشراكهم في الجهد الإسرائيلي العام. وأقل من ذلك أيضا، هناك احتمال في أن الحكومة التي يعتمد وجودها عليهم، تقوم بوضع حد للخلل الداخلي الذي يؤلم المجتمع الإسرائيلي، وتقرر سريان قانون التجنيد العام أيضا على الشبان الحريديم. السؤال الحقيقي ليس لماذا يناضل الحريديم ضد التجنيد ولماذا تخضع الحكومة لهم، بل لماذا عدد كبير في اوساط الجمهور الواسع، بما في ذلك مواطنون لديهم ضمير واولادهم يخدمون في الجيش، يهبون للدفاع عن الحريديم، ويعطون الحق لمعارضة الحريديم في التجند للجيش.
يمكن أن نشخص ثلاث مجموعات من ذوي الآراء الذين يدافعون عن حق الحريديم في التهرب من الواجب العام غير المريح. المجموعة الاولى هي اولئك الذين ينجرون خلف الدعاية الحريدية عن مساهمة دارسي التوراة، كما يبدو، في الأمن القومي. الايمان بهذه الشعارات يبرهن على ضعف جوهري في فهم اليهودية الذاتية للمنجرين، ويوجد لذلك كما هو معروف تداعيات اوسع على الحياة في البلاد من مسألة التجند بحد ذاتها. المجموعة الثانية هي اولئك الذين ينتقدون في كل مرة سياسة إسرائيل ولا يرون أي فائدة من تجنيد اناس آخرين لمشروع الاحتلال. أيضا الادعاءات حول أقلية ثقافية مقموعة تمس قلوبهم. إنهم يؤمنون أن قيم المجتمع متعدد الثقافات أهم من قيم المجتمع الإسرائيلي، التي هي عسكرية حسب رأيهم.
المجموعة الثالثة هي المجموعة الاهم. مؤيدوها يؤمنون وعن حق، بأن انغلاق الشباب الحريديم ليس فقط يجلب الفقر الشديد لمجتمع الحريديم، بل أيضا يشكل وصفة مؤكدة لتدمير كل المجتمع الإسرائيلي، الذي لن ينجح في مواصلة تمويل واعالة مجتمع الحريديم المتزايد باستمرار. هذا الخوف الكبير يبرر كما يبدو التنازل عن التجند للجيش على اعتبار أنه العقبة الاكثر جدية والمعيقة حسب الادعاء أمام خروج الشباب الحريديم إلى سوق العمل. حسب رأي من يعتقدون ذلك، فإن الضرر الكبير لمبدأ المساواة (الذي حسب رأيهم لا يمكن تطبيقه في جميع الحالات)، مفضل على الخراب المؤكد للمجتمع الإسرائيلي.
المشكلة هي أن هذا الموقف يتجاهل عملية النضج والتعلم في الجيش، التي بدونها مشكوك فيه أن ينجح الشباب الحريديم في القدرة على البقاء في الخارج. مجتمع الحريديم لا يقوم بأعدادهم أبدا للعالم الحقيقي، لمفاهيمه واحتياجاته. إذا حاولوا الخروج إلى العمل، وحتى للتعلم، وهم مشبعون باعتقادات لا معقولة، وبحكمة الشارع التي أورثوها لهم في العالم حريديم، فلن ينجحوا في الخلاص من الفقر خلال الخمسين سنة القادمة، وسيجرون بالضرورة إسرائيل إلى الهاوية. إن خلاصهم الوحيد يكون من خلال وظائف سياسية، كما يحدث الآن. فقط المواجهة مع الضغوط العسكرية تشكل بسرعة مفاهيمهم من جديد، وتنجح في أن تحدث بهم اعادة تشكل حقيقية. إذا اردنا مصلحتهم ومصلحتنا، يجب الزامهم بإعادة تشكل سريعة كهذه.