فكرة مرفوضة!

استوقفني يوم أمس خبر بثته وكالة الصحافة الفرنسية، يشير إلى نية فريق لوسيرن السويسري زيادة الإقبال الجماهيري لحضور مبارياته، من خلال استخدام راقصات لترفيه المشجعين قبل انطلاق المباريات.اضافة اعلان
ويؤكد الخبر أن من خرج بالفكرة هو رئيس النادي برنارد البستايغ (68 عاما)، الذي يريد أن تكون جماهيره بحرارة عالية قبل بداية المباريات في ملعب "سويسبور ارينا" الذي يتسع لـ17 ألف متفرج، كما يؤكد الخبر أن رئيس النادي اختار الراقصات، وهو ينتظر موافقة الاتحاد السويسري لكرة القدم للشروع في برنامجه.
بداية لا بد أن أؤكد رفضي لمثل هذا الأسلوب الرخيص في جذب الجمهور لمشاهدة لعبة تحظى بالمنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية، ويستمتع بمشاهدتها الناس من مختلف أعمارهم وأجناسهم وغيرها، لكن مثل هذا الخبر يؤكد الحاجة إلى وجود متفرجين في الملعب.
بعيدا عن فريق لوسيرن السويسري، ثمة حالة أردنية مختلفة تماما لكنها محيّرة، تتمثل في إقبال الجماهير بشدة على حضور مباريات المنتخب الوطني وعزوفها عن مشاهدة مباريات الأندية الأردنية، ولو أن في الأردن ملعبا يتسع لمائة ألف متفرج، لربما امتلأ بالمتفرجين الأردنيين الذين يحضرون من كل محافظات الوطن لمؤازرة النشامى، متجاوزين كل الصعاب التي يمكن أن تعترض طريقهم، في الوقت الذي تكاد تكون فيه مدرجات الملاعب خالية في مباريات الأندية حتى الجماهيرية منها.
في الماضي كانت الصورة مختلفة تماما... كانت الحاجة ماسة إلى جلب الموظفين الحكوميين والعسكريين لمدرجات الملاعب من أجل مؤازرة المنتخب الوطني في مبارياته، بينما كانت المدرجات تعج بالمتفرجين في مباريات الأندية، وتحديدا في مباريات فريقي الوحدات والفيصلي.
اليوم يهرول الجمهور نحو مباريات المنتخب، ويشتري بطاقة الدخول حتى من "السوق السوداء"، ويتحمل الكثير من الإجراءات على بوابات الدخول قبل أن يحظى بفرصة الدخول، وبعضه يلجأ إلى تسلق الجدران الاسمنتية والحواجز الحديدية غير آبه بالمخاطر، وكل ذلك من أجل عيون منتخب الوطن.
السر في ذلك تعلق الجمهور بمنتخب بلاده نتيجة للنتائج الإيجابية التي يحققها النشامى في تصفيات كأس العالم، فالانتصارات تجذب الجمهور إلى جانب جمالية الأداء وحرص اللاعبين على إسعاد الجمهور، بينما فقدت الأندية كثيرا من رصيدها نتيجة لتراجع مستواها ونتائجها.
قد يخرج البعض بأفكار إيجابية أو غريبة غير مقبولة عند الكثيرين، لكنهم يغفلون عن السبب الحقيقي لعزوف الجمهور عن حضور المباريات، فالانتماء للوطن والزهو بانتصاراته يجعلان المتفرج يأتي مسرعا إلى الملاعب.

[email protected]