فلسطين.. "المغّير" تقطف ثمار زيتونها تحت نار المستوطنين

thumbs_b_c_61ac0c16938a0503a02240255ae4e130
thumbs_b_c_61ac0c16938a0503a02240255ae4e130
رام الله- منذ 20 عاما، والفلسطيني أكرم النعسان، في صراع مع المستوطنين الإسرائيليين، لحماية أرضه من اعتداءاتهم التي تتزايد في موسم قطف ثمار الزيتون. ويملك النعسان (47 عاما) وعائلته نحو 10 آلاف شجرة زيتون، في حقول تتبع قرية "المغّير" شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. يقول الرجل للأناضول إن "حياته وشجرة الزيتون مرتبطتان بمصير واحد"، مشيرًا أنهم يتعرضون لاعتداءات المستوطنين، من تكسير وتقطيع للأشجار وحرق محاصيل وسرقتها، ومنع من الوصول للحقول. ** قطع 264 شجرة يقطف النعسان، وعائلته وبمشاركة عشرات المتطوعين الفلسطينيين ثمار الزيتون لهذا العام، لكن قبل بضعة أيام تعرض حقله لعملية تقطيع نفذها مستوطنون، أسفرت عن قطع 264 شجرة. يقول: "يقطعون أرزاقنا، لكننا سنبقى في أرضنا ولن نتركها، سنعيد زراعتها"، لكنه لا يخفي مخاوفه من تعرضه وعائلته وحقوله لاعتداءات المستوطنين. ويضيف المزارع الفلسطيني: "أحرص على القدوم إلى الحقول برفقة العائلة وبعدد كبير، لمنع أي اعتداء من المستوطنين". ويرى في حملة المساعدة التي تنفذها مؤسسات رسمية ومنها "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبمشاركة طلبة جامعيين، فرصة لجني الثمار وتقليل للخسائر. وفي الأفق القريب من حقل "النعسان"، بؤر استيطانية أقيمت منذ سنوات، وأخرى أقيمت منذ ما يزيد عن 20 عاما. يوضح المزارع، أن مستوطنين في مقتبل العمر يسكنون بؤرة استيطانية تدعى "العاد" ينفذون أعمال تخريب واعتداءات بحق الحقول والمواطنين. ويشير إلى أنه تعرض لإطلاق نار من قبل مستوطن، فيما سرق محصول الزيتون مرات عديدة. ** اعتداءات بحماية الجيش يقول رئيس مجلس قروي المغّير، أمين أبو عليا، إن "اعتداءات المستوطنين تصاعدت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وخاصة مع بدء موسم قطف ثمار الزيتون"، ويتهم الجيش الإسرائيلي بتوفير الحماية للمستوطنين، خلال الاعتداء. ويبين "أبو عليا" للأناضول أن "90 بالمئة من أراضي البلدة إما ممنوع الدخول إليها، أو مناطق عسكرية خطرة بفعل تدريبات الجيش الإسرائيلي، أو تم السيطرة عليها لصالح المستوطنات". وتحيط ببلدة "المغيّر" مستوطنتان ومعسكر للجيش الإسرائيلي وطريق استيطاني فصل جل أراضي البلدة عنها. وتعد أراضي المغيّر المطلة على غور الأردن شرقي الضفة الغربية خصبة، تزرع بالزيتون واللوز والعنب، لكن المستوطنين حولوا أراض فلسطينية استولوا عليها لمزارع عنب وخوخ. وانطلق موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. ومنذ بدء الموسم شهدت الحقول، اعتداءات ومواجهات "عنيفة" بين عشرات المزارعين الذين يساندهم متطوعين ونشطاء، والمستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي أبرزها في المغّير، وقريوت وبورين قرب نابلس (شمال)، وياسوف قرب سلفيت (شمال). ** تزايد الاعتداءات بنسبة 150 بالمئة بدوره اتهم وليد عساف، رئيس هيئة شؤون مقاومة الاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في الاعتداء على المزارعين وحقول الزيتون. وكشف في حديث للأناضول، عن أن الاعتداءات تزايدت بنسبة 150بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا أن معظم الاعتداءات تتركز وسط وشمالي الضفة الغربية، وخاصة في ريف مدينة نابلس (شمال). ويشارك عساف في حملة أطلقها مع بدء موسم القطاف، تحت اسم "فزعة"، ويقول: "نحاول أن نخفف قدر الإمكان من خسائر المزارع الفلسطيني". وتابع: "هنا في المغّير هذه الأرض تتعرض لاعتداءات متكررة، عندما تأتي عائلة لوحدها يتم مهاجمتها وسرقة ثمار الزيتون، نحن اليوم برفقة عشرات المتطوعين، نحمي الأرض والمزارع والثمار". ويشهد موسم قطف الزيتون في الضفة، سنويا، اعتداءات متكررة من المستوطنين على المزارعين، يتخللها حرق وتقطيع الأشجار وسرقة المحصول، ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم، بحسب مسؤولين فلسطينيين وسكان محليون. ويسكن في المغّير، نحو أربعة آلاف فلسطيني يعتمدون على الزراعة وتربية الأغنام، وتقع القرية في مناطق "ب" حسب اتفاق أوسلو (السيطرة المدنية للحكومة الفلسطينية والأمنية لإسرائيل)، ولكن أراضيها الزراعية تقع في مناطق "ج"، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.-(الاناضول)اضافة اعلان