فلسطين.. تغيير نظرة الرأي الغربي الرسمي

بعد أن وضعت الحرب الهمجية الوحشية البربرية، أو حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها آلة البطش الإسرائيلية ضد الأشقاء في فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، أوزارها، وبعيدا عن الربح والخسارة، إلا أنه يتوجب تسليط الضوء والتركيز أكثر على موضوع الرأي العام الغربي أو الأجنبي بشكل عام، وخصوصا الرسمي منه.اضافة اعلان
لن أتطرق في هذه الكلمات إلى أن جيش الاحتلال قام خلال نحو 11 يوما بتدمير 17 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة، منها ألفان دمرت بشكل كامل عن بكرة أبيها وسويت بالأرض، وكذلك وجود ما يقرب من 800 ألف غزي لا تصلهم مياه الشرب النظيفة بانتظام.. ولن أشير إلى صواريخ المقاومة الفلسطينية التي وصلت إلى أبعد ما كان يتصوره العدو، وكذلك نحن.
يجب عدم وضع الرؤوس في الرمال، وعلينا أن نُقر بأننا كأمة عربية، لم نستطع أن نسجل، ولو نصرا بسيطا، في موضوع تغيير وجهة الرأي العام الغربي الرسمي، أو التأثير فيها بشكل مفصلي، إلى درجة جعله يقتنع بالقضية الفلسطينية، والتي تعتبر القضية المركزية في المنطقة، لا بل والعالم أجمع.
ما يدل على صوابية هذه الكلمات، مواقف الدول الغربية، وخاصة العظمى منها، تجاه ما حصل في القدس المحتلة وباقي مدن فلسطين، وكذلك قطاع غزة، صاحب النكبات المتوالية منذ عشرات الأعوام.
فموقف الرئيس الأميركي، جو بادين، الذي لم يختلف عن سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة، حيث كان يتبجح بأنه يجب وقف العنف ضد الإسرائيليين والفلسطينيين، ما يؤكد عدم العدل، والكيل بمكالين، وعدم إنصاف المظلوم.. أما موقفا ألمانيا وفرنسا، فلم يكونا أحسن حالا، بل زادا عليه بأنهما منعا المسيرات المتضامنة مع الفلسطينيين، وركزا أكثر على الكذبة الكبرى والتي تُسمى بـ «معاداة السامية».
لقد مضى على احتلال فلسطين، أو «النكبة» 73 عاما، وكذلك احتلال أجزاء من ثلاث دول عربية العام 1967 أو «النكسة» 54 عاما.. إلا أن الدول العربية، بمختلف أدواتها، ومعها شعوبها بكل ما وصلوا إليه من علم وتطور، لم تتمكن حتى الآن، من إحداث تغيير ملموس، باتجاهات وآراء العالم الغربي الرسمي، أو على الأقل إحداث شرخ في ذلك الاتجاه، يخدم الأشقاء في فلسطين وقضيتهم، وإن كان هناك اختراق لذلك الرأي العالم الغربي الشعبي.
ورغم أهمية الرأي الشعبي هناك، إلا أنه، وللأسف، فإن الأهم هو الرأي الرسمي، فهو صاحب القوة والسطوة، وصاحب القرار في توجيه الرأي العام في تلك الدول.
وبما أن الأغلبية، متيقنة ومتأكدة بأن قواعد اللعبة العسكرية، أقصد هنا المقاومة، مع الاحتلال الإسرائيلي، قد تغيرت، حتى ولو كان ذلك التغيير بسيطا، فإنه يتوجب علينا أن نغير أيضا قواعد اللعبة السياسية والإعلامية، للتأثير في الرأي العام الغربي الرسمي، بما يخدم القضية الفلسطينية، وبالأخص أننا أصحاب حق، تقره القوانين والمواثيق الدولية، وكذلك المعاهدات والاتفاقيات التي وُقعت.
مطالبون بوضع خطط، قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مستخدمين كل الإمكانات المتاحة، في سبيل تحقيق هدف واحد، لا يقل أهمية عن دعم المقاومة في فلسطين، ماديا ومعنويا.. ذلك الهدف هو التأثير في الرأي الغربي الرسمي، وخصوصا أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتغييره نحو الحقيقة، وكشف زيف الإدعاءات الإسرائيلية، وتسليط الضوءعلى حقوق الفلسطينيين المسلوبة والمنتهكة.
فصناع القرار في تلك الدول، كانوا وما زالوا شركاء في الجرائم النكراء، التي ارتكبت في حق فلسطين وأهلها العزل.. إن كل ذلك يتوجب العمل على تغيير تلك السياسات، فالعمل السياسي الإعلامي وتغيير النظرة السائدة لا يقل أهمية عن العمل العسكري أو المقاومة!.