فلسطين صدى عالٍ لماضي بريطانيا الاستعماري.. وتحذير للمستقبل (1 - 2)

إحدى صور تنكيل الاحتلال الذي ليس لدى لبيد (رئيس وزراء إسرائيل المقبل) أي فكرة كيف يبدو
إحدى صور تنكيل الاحتلال الذي ليس لدى لبيد (رئيس وزراء إسرائيل المقبل) أي فكرة كيف يبدو

جوناثان كوك* - (ذا بالستاين كرونيكل) 30/3/2022
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

من خلال وعد بلفور الذي صدر في العام 1917، منحت بريطانيا رخصة لإنشاء دولة يهودية عرقية معسكرة في الشرق الأوسط. وفي وقت لاحق، ساعدنا على تزويدها بالمواد الذرية، مع العلم الكامل بأن إسرائيل ستصنع قنابل نووية. وأعطينا إسرائيل الغطاء الدبلوماسي حتى تتمكن من التهرب من التزاماتها بموجب المعاهدة الدولية بوقف الانتشار النووي وتصبح القوة النووية الوحيدة في المنطقة. وساندنا إسرائيل طوال أكثر من خمسة عقود من الاحتلال وبناء المستوطنات بشكل غير قانوني.
فيما يلي نص حديث كنتُ قد أدليتُ به في منتدى لـ"أصدقاء فلسطين في باث" في 25 شباط (فبراير) 2022.

  • * *
    منذ وصولي مع عائلتي إلى المملكة المتحدة في الصيف الماضي، سُئلت مرارًا وتكرارًا: "لماذا اخترتَ بريستول لتكون مكان إقامتك الجديد؟".
    حسنًا، بالتأكيد لم يكن الأمر يتعلق بالطقس. الآن أكثر من أي وقت مضى أفتقد دفء الناصرة وشمسها.
    ولم يكن ذلك من أجل الطعام أيضًا.
    لدى عائلتي صلة صغيرة ببريستول. يبدو أن جدَّيّ من جهة والدتي (أحدهما من كورنوال والآخر من جنوب ويلز) التقيا في بريستول -في نقطة توقف عرَضية أثناء رحلتيهما المنفصلتين إلى لندن. وقد تزوجا وأنشآ عائلة أفضى نسلها إليّ.
    لكن هذا الرابط البعيد لم يكن سبب قدومي إلى بريستول أيضًا.
    في الواقع، لم تبدأ بريستول في احتلال مكانة بارزة في حياة عائلتي إلا في الناصرة.
    عندما لم أكن أمارس الصحافة، أمضيت سنوات عديدة في قيادة جولات سياحية في منطقة الجليل، بينما استضافت زوجتي، سالي، وأطعمت العديد من المشاركين في هذه الجولات في مقهاها الثقافي في الناصرة، المسمى "ليوان".
    وسرعان ما اتضح أن عددًا غير متناسب من ضيوفنا كانوا يأتون من بريستول والجنوب الغربي. وقد يكون بعضكم هنا الليلة من بينهم.
    لكن عالمي -مثل كل شخص آخر- بدأ في الانكماش مع انتشار الوباء في أوائل العام 2020. وبينما فقدنا الزوار وفرصة التواصل معهم بشكل مباشر حول فلسطين، شرَعَت بريستول في التواصل معي.
    إسقاط تمثال
    وقد فعلَت ذلك تمامًا بينما بدأنا أنا وسالي مناقشات حول ما إذا كان الوقت قد حان لمغادرة الناصرة -بعد 20 عامًا من وصولي إلى هناك- والتوجه إلى المملكة المتحدة.
    ولكن، حتى من على بعد آلاف الأميال، تردد صدى حدثٍ بالغ الأهمية بصوت عالٍ في خاطري -صوت تمثال إدوارد كولستون (1) بينما يقوم المحتجون بإسقاطه.
    لقد قرر الناس العاديون هناك أنهم لم يعودوا مستعدين لأن يتم إجبارهم على تبجيل تاجر رقيق، وأحد أكثر المجرمين تآمرًا في الماضي الاستعماري البريطاني. حتى لو كان ذلك لفترة وجيزة، استعاد سكان بريستول السيطرة على الفضاء العام في مدينتهم لأنفسهم، وللإنسانية.
    وبقيامهم بذلك، دفعوا بقوة ماضي بريطانيا الدنيء -الخلفية غير المدروسة لمعظم تجليات حياتنا- إلى ضوء النهار. وكان بسبب التحدي الذي أظهروه أن أُجبرت المباني والمؤسسات التي حملت اسم كولستون على مدى قرون كوسام شرف، على مواجهة ذلك الماضي وإجراء تعديلات.
    لقد بُنيت باث، بطبيعة الحال، على أرباح تجارة الرقيق. وعندما يأتي الزائرون إلى باث لمجرد الإعجاب بهندستها المعمارية الجورجية العظيمة، وبـ"الهلال الملكي" فيها، فإننا نوافق بذلك -ولو نتيجة للجهل فقط- على الجرائم التي دفعت ثمن كل هذه الروعة.
    بعد أسابيع من إسقاط تمثال كولستون، تصدرَت بريستول عناوين الصحف مرة أخرى. احتجت الحشود على الجهود المبذولة لنقل المزيد من السلطات إلى الشرطة للحد من حقنا المتناقص مسبقاً بطريقة وحشية في الاحتجاج -الحق الأكثر أساسية بين كل الحقوق الديمقراطية. وأحدثت بريستول ضجة ضد هذا القانون أكثر من أي مكان آخر في المملكة المتحدة.
    وانتهى بي المطاف بالكتابة عن كلا الحدثين من الناصرة.
    عميان عن التاريخ
    منذ وصولي إلى هنا، بدأ الأصدقاء القدامى والجدد على حد سواء في تثقيفي عن بريستول. حضرت في وقت مبكر جولة عن العبودية في وسط المدينة -واحدة ربطت تلك الجرائم التاريخية بالمشاكل الحالية التي يواجهها طالبو اللجوء في بريستول، حتى عندما تطالب بريستول بأن تأخذ لقب "مدينة الملاذ".
    فجأة أصبح أحد آخر يُرشدني بدلاً من أن أكون أنا المرشد؛ أصبحت التلميذ بدلاً من المعلم -الذي كان دوري منذ فترة طويلة في تلك الجولات في الناصرة وما حولها. ولم يسعني سوى أن ألاحظ، بينما نتجول، رجع أصداء جولاتي السياحية الخاصة.
    على مر السنين، اصطحبت العديد من المجموعات حول أنقاض صفورية؛ إحدى أكبر القرى الفلسطينية التي دمرتها إسرائيل في حملة التطهير العرقي في العام 1948، في النكبة -أو الكارثة.
    كان أكثر ما أزعجني بشأن صفورية هو مدى عمى سكانها الجدد عن التاريخ الحديث للمكان الذي يسمونه وطنهم.
    كان قد تم نقل المهاجرين اليهود الجدد إلى أراضي صفورية بعد أسابيع من قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير القرية وطرد سكانها الفلسطينيين الأصليين تحت تهديد السلاح. وأعطي المجتمع الجديد الذي بُني على أنقاض القرية اسماً عبرياً مشابهاً، "تسيبوري". وتكررت هذه الأحداث عبر كامل فلسطين التاريخية؛ حيث دُمرت مئات القرى، وطُرد 80 في المائة من السكان الفلسطينيين مما أصبح دولة إسرائيل الجديدة.
    أدلة مقلقة
    حتى في هذا الوقت، ما تزال الأدلة على الجرائم التي تم ارتكابها باسم هؤلاء الوافدين الجدد ظاهرة في كل مكان. ما تزال سفوح الجبال تغص بأنقاض مئات المنازل الفلسطينية التي دمرها الجيش الإسرائيلي الجديد لمنع سكانها من العودة إليها. وثمة شواهد قبور مهملة في كل مكان -شواهد على المجتمع الذي جرى إخفاؤه.
    ومع ذلك، لا يسأل أحد تقريبًا في تسيبوري اليهودية أي أسئلة عن بقايا صفورية الفلسطينية، عن هذه القرائن على وجود ماض مقلق. لقد أداروا وجوههم، وقد غسلت أدمغتهم سرديات الدولة المطمئِنة، خوفًا مما قد يصبح مرئيًا إذا نظروا حولهم عن كثب.
    لا يسأل سكان تسيبوري أبدًا عن السبب في أنه لا يُسمح سوى ليهود مثلهم فقط بدخول مجتمعهم، في حين أن نصف السكان في المنطقة المحيطة بالجليل هم فلسطينيون بالإرث والتراث.
    بدلاً من ذلك، يشير سكان تسيبوري بشكل مضلَّل إلى جيرانهم الفلسطينيين -الذين أُجبروا على العيش منفصلين عنهم كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة في دولة يهودية معلنة ذاتياً من جانب واحد- بأنهم "عرب إسرائيليون". والغرض من ذلك هو التعتيم، سواء لأنفسهم أو للعالم الخارجي، على علاقة هؤلاء الذين يسمَّون بالعرب بالشعب الفلسطيني.
    سوف يعني الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها تسيبوري بحق صفورية أيضًا الاعتراف بقصة أكبر: الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ككل.
    غلاف الصمت
    ويفعل معظمنا في بريطانيا شيئًا مشابهًا جدًا.
    في إسرائيل الفتية، ما يزال اليهود يبجلون مجرمي ماضيهم القريب لأنهم هم وأحباؤهم هؤلاء متورطون بشكل وثيق وحديث في هذه الجرائم.
    في بريطانيا، بماضيها الاستعماري الأطول بكثير، غالبًا ما يتم تحقيق النتيجة نفسها، ليس كما هو الحال في إسرائيل من خلال الهتاف والتمجيد الصريحين -على الرغم من وجود البعض من ذلك أيضًا- ولكن بشكل رئيسي من خلال الصمت المتواطئ. كان كولستون يمسح مدينته بعينيه، مطلاً عليها من فوق قاعدته. كان يقف فوقنا، متعالياً، أبويًا، صاحب سلطة. ولم تكن جرائمه في حاجة إلى الإنكار لأنها كانت مغلفة فعلياً بالصمت.
    إلى أن تمت الإطاحة بتمثال كولستون، كانت العبودية بالنسبة لمعظم البريطانيين غائبة تمامًا عن رواية ماضي بريطانيا -كانت شيئاً متعلقًا بأصحاب المزارع العنصريين في أعماق جنوب الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن مضى. كانت قضية فكَّرنا فيها فقط عندما أثارتها أفلام هوليوود.
    وبعد سقوط تمثال كولستون، أصبح موضوعاً للعرض -مُسطحًا على ظهره- في متحف بريستول بجانب الميناء، M Shed، على جانب ميناء بريستول. وقد تلطخت ثيابه السوداء بالطلاء الأحمر، وجُرح وخُدش هيكله نتيجة لجرّه في الشوارع. أصبح من مخلفات الماضي، وأثراً مجرداً من عظمته. وتمكنا من مشاهدته بشكل مختلف، بفضول، باحتقار أو مرح.
    وهذه ردود فعلٍ أفضل بما لا يُقاس من التوقير أو الصمت. ولكنها ليست كافية، لأن كولستون ليس مجرد بقايا من الماضي. إنه تذكير حيّ ويتنفس بأننا ما نزال متواطئين في جرائم الاستعمار، حتى لو أنها أصبحت الآن مقنَّعة ومتنكرة بطريقة أفضل.
    في الوقت الحاضر، أصبحنا نتدخل عادة باسم المسؤولية المالية أو باسم التدخلات الإنسانية، بدلاً من التذرع بـ"عبء الرجل الأبيض".
    إننا نعود إلى البلدان التي استعمرناها سابقًا وجردنا من أصولها، ونعيدها إلى العبودية بالديون الدائمة من خلال الوكالات النقدية التي يسيطر عليها الغرب مثل صندوق النقد الدولي.
    أو في حالة أولئك الذين يرفضون الخضوع، فإننا غالبًا -أكثر من العكس- ما نغزوهم أو نخرب بلدانهم -دول مثل أفغانستان والعراق وليبيا وإيران- ونقوم بتمزيق النسيج الاستعماري الذي كنا قد فرضناه عليهم، وندمر مجتمعاتهم بطرق تؤدي دائمًا إلى الموت الجماعي وتشتيت السكان.
    لقد زودنا بالقنابل والطائرات التحالف الذي يقتل أعدادًا لا حصر لها من المدنيين في اليمن. وقمنا بتمويل وتدريب المتطرفين الإسلاميين الذين يرهبون المدنيين ويقطعون رؤوسهم في سورية. والقائمةُ أطول كثيراً من أستطيع سردها هنا.
    في الوقت الحالي، نرى عواقب الاستعمار الغربي الجديد -ورد الفعل المعاكس المتوقع، في شكل عودة القومية الروسية التي استخدمها الرئيس بوتين لتحقيق أهدافه الخاصة- في توسع الناتو المستمر منذ عقود باتجاه حدود روسيا.
    وبطبيعة الحال، ما نزال منغمسين بعمق في المشروع الاستعماري الاستيطاني لإسرائيل، والجرائم التي تلحق بالشعب الفلسطيني بشكل منهجي.
    خطة إلهية
    من خلال وعد بلفور الذي صدر في العام 1917، منحت بريطانيا رخصة لإنشاء دولة يهودية عرقية معسكرة في الشرق الأوسط. وفي وقت لاحق، ساعدنا على تزويدها بالمواد الذرية، مع العلم الكامل بأن إسرائيل ستصنع قنابل نووية. وأعطينا إسرائيل الغطاء الدبلوماسي حتى تتمكن من التهرب من التزاماتها بموجب المعاهدة الدولية لوقف الانتشار النووي وتصبح القوة النووية الوحيدة في المنطقة. وساندنا إسرائيل طوال أكثر من خمسة عقود من الاحتلال وبناء المستوطنات بشكل غير قانوني.
    وبشكل واضح، انغمسنا في الصهيونية إلى ما لا نهاية لأنها تطورت من أصولها الدنيئة منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، كحركة معادية للسامية بين المسيحيين الأصوليين. وكان هؤلاء الصهاينة المسيحيون (2) -الذين عملوا في ذلك كسماسرة للسلطة في الحكومات الأوروبية مثل بريطانيا- كانوا ينظرون إلى اليهود على أنهم مجرد أدوات في خطة إلهية.
    ووفقًا لهذه الخطة، يجب حرمان اليهود من فرصة الاندماج كما ينبغي في البلدان التي افترضوا أنهم ينتمون إليها.
    وبدلاً من ذلك، أراد الصهاينة المسيحيون أن يقودوا اليهود ليجمعوهم في أرض إسرائيل التوراتية القديمة المتخيلة، لتسريع وصول نهاية الزمان، عندما سيُحكَم على البشرية ولن يقوم إلا المسيحيون الصالحون ليكونوا مع الله.
    ودام ذلك إلى أن أخذ هتلر هذه المعاداة الغربية للسامية إلى مستوى آخر، ووافق عدد قليل من اليهود على فكرة أنهم محكوم عليهم إلى الأبد بأن يكونوا شعباً منفصلاً، وأن مصيرهم مرتبط بشكل لا ينفصم بقطعة صغيرة من الأرض في منطقة بعيدة لم يسبق لهم زيارتها، وأن حلفاءهم السياسيين يجب أن يكونوا العنصريين الألفيين (3).
    لكن الأمور تغيرت بعد الهولوكوست. بدا الصهاينة المسيحيون وكأنهم معادون للسامية أكثر لطفًا من النازيين الذين اعتنقوا فكرة الإبادة. وانتصرت الصهيونية المسيحية موضوعياً، ووُلدت من جديد في شكل "الصهيونية اليهودية" (4)، مدعية أنها حركة تحرر وطني وليست بقايا قومية أوروبية بيضاء كثفها هتلر فحسب.
    اليوم، تُعرض علينا استطلاعات للرأي تُظهر أن معظم اليهود البريطانيين يؤيدون الأفكار القبيحة للصهيونية -أفكار كان أجداد أجدادهم يمقتونها ويزدرونها. أما اليهود الذين يعارضون؛ الذين يعتقدون أننا جميعًا متماثلون، وأننا جميعًا نشترك في مصير مشترك كبشر وليس كقبائل، فيجري تجاهلهم أو رفضهم باعتبارهم كارهين لأنفسهم. وفي تحريف للواقع، يُنظر إلى هؤلاء اليهود الإنسانيين، وليس الصهاينة اليهود، على أنهم بيادق لمعاداة السامية. (يُتبَع)
اضافة اعلان

*نشر هذا المقال تحت عنوان: Palestine Is a Loud Echo of Britain’s Colonial Past – and a Warning of the Future

*جوناثان كوك Jonathan Cook: صحفي بريطاني حر عاش عشرين عاماً في الناصرة في فلسطين المحتلة. حائز على جائزة مارثا غيلهورن الخاصة للصحافة. تشمل مؤلفاته "إسرائيل وصدام الحضارات: العراق وإيران وخطة إعادة صنع الشرق الأوسط" (مطبعة بلوتو)؛ و"فلسطين المتلاشية: تجارب إسرائيل في البؤس البشري" (كتب زِد).
هوامش:
(1) كان إدوارد كولستون (2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1636 - 11 تشرين الأول/ أكتوبر 1721) تاجرًا إنجليزيًا وتاجر رقيق ومُحسناً وممثل حزب المحافظين في البرلمان. تبع والده في الشركة العائلية ليصبح تاجرًا بحريًا، حيث كان يتاجر في البداية في النبيذ والفواكه والمنسوجات، خاصة في إسبانيا والبرتغال وموانئ أوروبية أخرى. وبحلول العام 1680، انخرط في تجارة الرقيق كمسؤول تنفيذي كبير في شركة "رويال أفريكان"، التي احتكرت التجارة الإنجليزية في العبيد الأفارقة. شغل منصب نائب محافظ الشركة في الفترة من 1689 إلى 1690. ودعم كولستون بالهبات المدارس والمؤسسات العامة الأخرى في بريستول ولندن وأماكن أخرى. واحتُفي باسمه على نطاق واسع في معالم بريستول، وأقيم تمثال له في العام 1895. ومع تزايد الوعي في أواخر القرن العشرين بتورطه في تجارة الرقيق في بريطانيا، كانت هناك احتجاجات والتماسات لتغيير الأسماء، وبلغت ذروتها في حزيران (يونيو) 2020 عندما تم إسقاط تمثاله ودفعه إلى ميناء بريستول خلال احتجاجات لدعم حركة "حياة السود مهمة. وتم تغيير اسم مكان الحفلات الموسيقية في المدينة، Colston Hall إلى Bristol Beacon.
(2) الصهيونية المسيحية هو الاسم الذي يطلق عادة على معتقد جماعة من المسيحيين المنحدرين غالباً من الكنائس البروتستانتية الأصولية، التي تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل في العام 1948 كان ضرورة حتمية لأنها تتمم نبؤات الكتاب المقدس بعهدَيه القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر.
(3) العقيدة الألفية: هي اعتقاد مجموعة أو حركة دينية أو اجتماعية أو سياسية في تحول أساسي قادم للمجتمع، والذي بعده "ستتغير كل الأشياء". والعقيدة الألفية موجودة في مختلف الثقافات والأديان في جميع أنحاء العالم، مع تفسيرات مختلفة لما يشكل تحولا. وتؤمن هذه الحركات بإحداث تغييرات جذرية في المجتمع بعد وقوع كارثة كبرى أو حدث تحولي. ومنها الحركات الألفية المسيحية.
(4) الصهيونية اليهودية، هي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات. وبعد فترة طالب قادة الحركة الصهيونية بإنشاء دولة في فلسطين التي كانت ضمن أراضي الدولة العثمانية. وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل، الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم. ويقول أنصار الصهيونية أنها حركة تحرير وطنية لإعادة شعب مضطهد مقيم كأقليات في مجموعة متنوعة من الدول إلى وطن أجداده. بينما يرى منتقدو الصهيونية أنها أيديولوجية استعمارية عنصرية واستثنائية، قادت أتباعها إلى استخدام العنف خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وتسببت في نزوح الكثير من الفلسطينيين، ثم إنكار حقهم في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم المفقودة خلال حربي 1948 و1967.