فلنتصدَ للمخدرات

نقرأ ونسمع كثيرا أخبارا عن قيام الأجهزة المختصة بتنفيذ مداهمات على أوكار تجار ومروجي المخدرات بأنواعها، وإلقاء القبض على متهمين بتجارة وترويج هذه الآفة. كما أننا نسمع ونقرأ اخبارا متعلقة بمنع القوات المسلحة مجرمين من إدخال المخدرات من سورية على وجه الخصوص إلى الأردن، وهناك محاولات متكررة لتهريب كميات كبيرة من المخدرات للأردن، إما بهدف بيعها وترويجها محليا، أو لإرسالها لدول اخرى. كما نقرأ ونسمع، عن انتشار بعض أصناف المخدرات بين صفوف الشباب. وبالرغم من تأكيد الجهات والأجهزة المختصة، أن انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة في صفوف الشباب محدود، إلا أن البعض يؤكد، أن هناك انتشارا خطرا لبعض أنواع المخدرات في صفوف الشباب، ويدعو للقيام بإجراءات مناسبة لمنع انتشارها في الأوساط الشابة، وفي صفوف المواطنين. اضافة اعلان
نعم، الأجهزة المختصة تقوم بدورها، وتتابع باستمرار محاولات تهريب المخدرات وتحبط الكثير من هذه المحاولات، وتقوم أيضا بكل أمكاناتها لمحاربة ومكافحة انتشار هذه الآفة في صفوف الشباب بشكل خاص والمواطنين بشكل عام، إلا أن هناك تعاطيا للمخدرات بأنواع معينة، يتزايد باطراد، بحسب الكثير من المطلعين وتقارير إخبارية وحتى تقارير رسمية، ما يوجب على الجهات المختصة تكثيف عملها التوعوي والتثقيفي والوقائي لمنع انتشار المخدرات في مجتمعنا.
نعم، تقوم الأجهزة المختصة بواجبها لمنع دخول المخدرات لبلدنا، وهي تحبط عشرات المحاولات على هذا الصعيد، إلا أن ذلك، مع تقديرنا لهذه الجهود وأهميتها، لا يكفي  لمنع دخول هذه الآفة بالمطلق للمجتمع، فهناك من يقوم بإدخالها، وبيعها وترويجها، من دون أي أخلاق ولا حسّ بالإنسانية، فيورط شبابنا، بتعاطي هذه الآفة التي تؤثر ليس على الشباب فقط، وإنما على الجميع وعلى المجتمع ككل.
أعتقد، أن هناك ضرورة فعلية، لتكثيف الجهود، ودق ناقوس الخطر، ومواجهة هذا الخطر الذي بحسب الكثير من الخبراء والمختصين ينتشر بشكل خطير في صفوف الشباب على وجه التحديد. هناك الكثير من البرامج التوعوية لمواجهة هذا الخطر، ولكن كما يبدو، تحتاج إلى تفعيل وتحسين وتطوير وتكثيف في آن واحد.
لا يجوز الاطمئنان لمقولة أن الأردن ليس مقرا للمخدرات وإنما هو ممر، فنتيجة للظروف المحيطة وغياب الأمن في دول مثل العراق وسورية تزداد محاولات تهريب المخدرات للأردن. وإضافة لظروف محلية متعلقة بالمعيشة والحياة اليومية، فان هناك تزايدا فعليا بتعاطي المخدرات محليا. إن التعامل مع هذه المشكلة الخطيرة ينبغي أن يكون بمستوى خطورتها وآثارها المدمرة.