فلنحافظ على الاستقرار في الضفة

معاريف بقلم: ميخائيل ميليشتاين 10/2/2020 على مدى نحو عقد تصدر في إسرائيل إخطارات متواترة حول انفجارات عنيفة وواسعة في الساحة الفلسطينية. ويطرح التهديد اساسا في ضوء الازمة السياسية أو الامنية الحادة، من جانب السياسيين (من الجناحين)، محافل التقدير الامنية وكذا رجال اعلام واكاديميا. كما أن مثل هذا الاخطار طرح ايضا في الاسبوع الماضي على خلفية سلسلة الاحداث العنيفة في الضفة الغربية. عمليا، رغم الازمات الشديدة، وعلى رأسها "انتفاضة السكاكين"، نقل السفارة الاميركية الى القدس والتصعيد في غزة، بقيت الضفة الغربية هادئة نسبيا. وذلك بسبب جملة من ثلاثة عوامل مركزية: تعب الشارع الفلسطيني من الصراعات والشعارات التي تتصدرها قيادة علاقاتها معه مشحونة؛ نسيج الحياة المستقر الذي تتمتع به اغلبية الجمهور في المناطق، والذي لا يعد أمرا مسلما به في الشرق الاوسط في 2020؛ وجهود السلطة نفسها لمنع تصعيد من شأنه ان يؤدي الى نهايتها. ان موجة التصعيد الاخيرة التي تطورت بعد نشر صفقة القرن توجها كثيرون كـ "شيطان خرج من القمقم وهذه المرة سيكون من الصعب اعادته اليه". ودون الاستخفاف بخطورة الازمة الحالية، ينبغي التشديد ايضا على ما ليس فيها، حتى الان على الاقل: معظم الجمهور يواصل تفضيل الحفاظ على نسيج الحياة على المواجهة؛ حجم المشاركة في اعمال الاخلال بالنظام متدن نسبيا، والسلطة، رغم لغتها الحادة، تواصل الحفاظ بهيبة مقدسة على التنسيق الامني الذي يشكل اساسا وجوديا لها. كل هذا لا يفترض به أن يهدئ اسرائيل. وذلك لأنه تتطور في ظل الازمة الحالية ظاهرتان، من شأنهما ان تؤديا الى تدهور سريع في الوضع في يالضفة الغربية الاولى – مقاطعة اقتصادية متبادلة ذات حجوم محدودة حاليا، ولكن من شأنها أن تمس بتواصل نسيج حياة الفلسطينيين وتوسيع مشاركتهم في الصراع؛ والثانية - المس برجال الامن الفلسطينيين في الحادثة في جنين في الاسبوع الماضي، والذي من شأنه أن يشجع مبادرات ذاتية وتفسيرات متطرفة لمحافل ميدانية في السلطة، ولا سيما اتخاذ جانب العنف الذي يؤدي الى تصعيد لا يمكن التحكم به. رغم الازمة السياسية الحادة، ما تزال لدى اسرائيل الادوات للحفاظ على استقرار نسبي يالضفة الغربية، ولاسيما من خلال سياسة مدنية واقتصادية فهيمة. نوصي الحكومة بأن تعترف بذلك وان تقرر في ضوء ذلك خطواتها. السلام الاقتصادي ليس تسوية سياسية، ولكنه كفيل بأن يسمح باجتياز الفترة الانتقالية حتى الانتخابات بدون انتفاضة ثالثة وانحلال السلطة، والحفاظ على اساس للحوار بين الطرفين في المستقبل.اضافة اعلان