فنانون يعرضون معيقات الحركة التشكيلية في المملكة

عمان - قطعت الحركة التشكيلية الأردنية شوطا لا بأس به لكنه ما يزال يقف في حدود الظاهرة بسبب وجود العديد من العوائق التي تعترض مسيرته، ووصوله إلى المستوى الذي يميزه عن الحركات التشكيلية في البلدان الأخرى، وفقا لمعنيين.اضافة اعلان
وآن الأوان لأن تكون هناك خطوات تدفع الفن التشكيلي الأردني خطوات إلى الأمام، كما يقول رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين الفنان غازي انعيم، مؤكدا أهمية الفنون التشكيلية كجزء لا يتجزأ من الثقافة في الحراك المحلي، ودور الرابطة كمؤسسة ثقافية تعنى بهذه الفنون.
ويشير إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه هذه الحركة عدم وجود صالات عرض للفنون التشكيلية تدعم الفنان الأردني خاصة الشباب، حيث تلك الصالات تعتبر البوابة التي يدخل منها الفنان إلى الجمهور، إضافة إلى تقصير العديد من وسائل الإعلام المختلفة في تغطية النشاطات التشكيلية.
ويبين اعتماد الكثير من الصحف المحلية سواء الصفحات الثقافية اليومية أو الملاحق الثقافية على التغطية الصحفية على حساب المادة النقدية، وهذا لا يصب في خدمة الحركة التشكيلية لناحية توثيقها والوقوف على تجربة الفنان ما ينعكس سلبا على الأجيال القادمة التي ترغب في استكمال دراستها العليا.
ويبين كذلك أن غياب اقتناء اللوحات الفنية انعكس سلبا على المنجز الإبداعي ما أدى إلى انكفاء الفنانين وانسحابهم من المشهد التشكيلي بحثا عن لقمة العيش مطالبا وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى بتخصيص ميزانية لاقتناء الأعمال الفنية، وبقية القطاعات والمؤسسات والشركات والبنوك الأردنية باقتطاع مبالغ من أرباحها لهذه الغاية ايضا ، لأن غياب الاقتناء يعني غياب الدعم للفنان.
ويؤكد الفنان انعيم ضرورة تبني الوزارة معرضا فنيا سنويا تشارك فيه الأجيال الفنية كافة واقتنائها عملا من كل فنان مشارك، ما يحفز الفنانين على المشاركة في السنوات المقبلة مبينا ان الأعمال المقتناة تكون نواة لمتحف الفن الأردني المعاصر الذي نطمح إليه.
وهذا المعرض من شأنه كما يقول الاسهام في تطوير الحركة التشكيلية وابراز التطور الإنساني والرقي الذي وصل إليه الأردن الذي عرف عبر التاريخ بتميزه الحضاري وإرثه الثقافي والفني وإبداعات أبنائه التي شهد لها العالم بالإتقان والتميز، حيث تعتبر الفنون إحدى الوسائل الناجعة التي يمكن عبرها تقديم وجهنا الحضاري والصورة الحقيقية لتاريخنا العريق وواقعنا المشرق للعالم.
كما يفتح المعرض التنافس بين الأجيال لتقديم أفضل ما عندها كل عام بإشراف لجنة متخصصة مهمتها متابعة التحضير له وكذلك الاقتناء.
ويوضح تلقي الرابطة الدعوات للمشاركة في ملتقيات وبيناليات تشكيلية في الخارج , وهذا يصطدم بعدم قدرة الفنانين على تامين تذاكر السفر وعدم قدرة الرابطة ايضا على تامين ثمن شحن اللوحات المشاركة مطالبا الوزارة والامانة بزيادة مخصصات الرابطة لهذه الغاية، خاصة أن الحضور التشكيلي الأردني على هذا الصعيد ما زال ضعيفاً ولا يرقى لمستوى الطموح.
ويشير الفنان انعيم إلى غياب دعم طباعة الكتاب التشكيلي الأردني والتركيز فقط على بقية الأجناس الأدبية الأخرى مبينا انه سبق للرابطة ان قدمت مشروعا بهذا الخصوص يحمل سلسلة الفن التشكيلي الأردني لوزارة الثقافة وتم رفضهن كما تم رفض دعم مجلة التشكيلي الأردني معربا عن امله بان تعمل الوزارة على اعادة النظر في هذه المشروعات ودعمها لترى النور.
ويؤكد على وزارة الثقافة وأمانة عمان ضرورة توفير قاعات عرض بمواصفات عالمية لاستقبال المعارض والنشاطات التشكيلية، وأن تعمل الوزارة على تأسيس متحف للفن التشكيلي الأردني يحفظ الذاكرة التشكيلية الأردنية من خمسينات القرن الماضي وحتى الآن.
ويدعو إلى تأسيس بيوت للفنانين التشكيليين في المحافظات تحتوي على قاعات عرض وتدريب للفنون ومراسم للفنانين ومكان لمنامة الضيوف حيث أن تلك البيوت ستحل من مشكلة البطالة بين الفنانين وتسهم في النهضة التشكيلية.
ويشير إلى ضرورة وجود (بينالي) يحمل اسم عمان أسوة بالبيناليات العربية، علما بأن الرابطة سبق أن تقدمت بأكثر من مشروع لوزارة الثقافة وأمانة عمان، لكن لم يؤخذ بها منوها لاهمية تخصيص برنامج تلفزيوني يتابع النشاطات التشكيلية، ويبث عبر الفضائية الأردنية ساعة في الأسبوع، داعيا التلفزيون الأردني الى زيادة تغطياته الثقافية والتشكيلية.
ويعتبر مدير مديرية تدريب الفنون بوزارة الثقافة الفنان محمد العامري أن التحديات الاساسية التي تواجه الفنان التشكيلي تتمثل بعدم وجود وعي بأهمية الفنون التشكيلية في الحياة العامة وصولا إلى عدم قناعة العديد من المؤسسات الثقافية ذاتها بأهمية الفنون.
وهذا الامر كما يقول قاد الفن إلى الارتقاء بذاته عبر سبل غير مؤسسية عبر التواصل الشخصي مع المقتنين والمؤسسات الثقافية ذات الصلة مؤكدا ضرورة وجود متحف خاص بالفن الاردني المعاصر.
ويضيف العامري أن هناك مسألة اخرى تتمثل بعدم الفصل بين الهاوي والمحترف، إضافة إلى عدم السماح للرأي الآخر بأخذ مساحته في التعبير والاستقبال، مشيرا إلى تقصير وزارة التربية والتعليم في تفعيل مادة الفنون الجميلة في المدارس.
الخزافة والتشكيلية منال النشاش تقول إن من أبرز التحديات التي تواجه الفنان بالعموم والفنان الاردني بالخصوص ضعف التسويق ما يعرضه لأزمات مادية وظروف قد تؤدي الى تراجع مستواه الفني، بسبب انشغاله في البحث عن عمل من أجل زيادة دخله.
وتشير إلى قيام بعض المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون بالاعتماد على العلاقة الشخصية والخصوصية، بحيث تشرك في بعض المعارض والمشاركات الخارجية والداخلية بعض الفنانين وتسهل مهمتهم.
وتؤكد النشاش ضرورة دعم الفنان الأردني لأنه يحمل على عاتقه اسم بلده وتاريخها ويخاطب العالم من خلال اللوحة او القصيدة او الكتاب.-( بترا-تيسير النجار)