فوائد فنية لـ"النشامى" من مواجهته التاريخية أمام إسبانيا

صراع على الكرة بين لاعب المنتخب الوطني علي علوان ولاعب إسبانيا جوردي ألبا
صراع على الكرة بين لاعب المنتخب الوطني علي علوان ولاعب إسبانيا جوردي ألبا
مهند جويلس 

جنى المنتخب الوطني لكرة القدم فوائد فنية عديدة، من مواجهته الودية التي خاضها أول من أمس أمام إسبانيا، ورغم الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف، أكد المدير الفني لـ “النشامى” عدنان حمد، بأن المباراة كانت جيدة وخرج منها بالمطلوب.

ويعد الاحتكاك مع منتخب مرشح للمنافسة على كأس العالم أمرا مفيدا للاعبي المنتخب الوطني، في ظل تطور نوعية المباريات التي يخوضها المنتخب في الآونة الأخيرة، أملا بالوصول لمرحلة متقدمة من الإنسجام بين اللاعبين، للظهور بصورة أفضل في المواعيد المقبلة. وتنتظر “النشامى” 3 استحقاقات مقبلة، بداية من المشاركة ببطولة غرب آسيا خلال شهر آذار (مارس) المقبل، والتي تستضيفها الإمارات بمشاركة 11 منتخبا لغاية اللحظة، مرورا بالأدوار التمهيدية لتصفيات كأس العالم 2026، والمشاركة أيضا خلال الفترة نفسها بنهائيات كأس آسيا في قطر، والتي لم يتم تحديد موعدها النهائي بعد. وقدم المنتخب أداء جيدا مقارنة بحجم الأسماء وقوة الفريق المنافس، إذ وصل “النشامى” لمرمى إسبانيا في أكثر من مناسبة على مدار شوطي اللقاء، ليتوج اللاعب البديل أحمد سمير مجهود زملائه، ويسجل الهدف الوحيد والتاريخي للمنتخب في الزفير الأخير من اللقاء، بعد عمل رائع من البديل الآخر حمزة الدردور، الذي قام بصناعة الهدف. وبالعودة إلى أداء اللاعبين الفردي داخل المستطيل الأخضر، فإن الإرتباك ظهر بداية اللقاء، ما كلف المنتخب التأخر في النتيجة مبكرا بهدف لاعب برشلونة أنسو فاتي، ليتحرر اللاعبون قليلا بعد الهدف ويحاولوا في أكثر من لقطة إيصال الكرة للمهاجم الوحيد يزن النعيمات، الذي سعى في مناسبتين بدك شباك “لا روخا” في الشوط الأول، دون أن يتمكن من ذلك. ويحسب للمدرب العراقي حمد التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني، والتي ساهمت في تقدم اللاعبين للأمام بغية تشكيل الخطورة على مرمى الضيوف، وهو ما جرى في أكثر من محاولة ووصول متكرر لحارس المرمى الإسباني دافيد رايا، فيما سببت الأخطاء الدفاعية وسوء التمركز والرقابة على مهاجمي المنافس، بدخول هدفين بالطريقة ذاتها تقريبا عبر جافي ونيكو ويليامز. وتمنت الجماهير إدخال الأسماء التي شاركت في الشوط الثاني بصفة أساسية منذ بداية اللقاء، وتحديدا الدردور وسمير، إلى جانب محمد أبو زريق “شرارة” وصالح راتب وعلي علوان، والذين كانوا أكثر خطورة على المرمى والتحكم بالكرة من الذين شاركوا منذ البداية. وتعد هذه المواجهة الوحيدة لـ “النشامى” خلال فترة التوقف الحالية، حيث ستتوقف الأحداث الكروية حاليا بسبب انطلاقة كأس العالم غدا، باستنثاء مشاركة بعض اللاعبين مع فرقهم بالبطولات الداخلية، مثل اللاعب يزن العرب الذي سيعود لفريقه سيلانجور لاستئناف مباريات الفريق في بطولة الكأس. وأكد الخبير الرياضي د.ناجح ذيابات، أن الإحتكاك مع المنتخبات العالمية، يشجع اللاعبين على كسر حاجز الخوف دون النظر إلى نتيجة المباراة، مشيرا إلى أن اللاعبين أظهروا قدراتهم الفنية في الشوط الثاني من المباراة، وكانوا قادرين على تسجيل أكثر من هدف. ولفت ذيابات في حديثه لـ “الغد”، إلى أن المنتخب عليه العمل في الفترة المقبلة من أجل الاستمرار بخوض مثل هذه النوعية من المباريات، وذلك من خلال معسكرات خارجية واللعب خارج حدود الوطن، لما فيها من فائدة فنية ونفسية على اللاعبين لتطور مستوياتهم وتحقيق الأهداف المرسومة لدى المدرب واتحاد الكرة. وأضاف: “النتيجة لم تكن قاسية وهذه هي قدراتنا أمام منتخب عملاق تفوق علينا بالالتحامات والقوة البدنية، وكنت أفضل مشاركة بعض من اللاعبين في البداية لتوقعاتي بتغير شيء من سيناريو المباراة والنتيجة”. من جهته، أشار المدير الفني لفريق الرمثا أسامة قاسم، إلى أن الفوائد من لقاء إسبانيا لم تقتصر على الأمور الفنية، بل من الناحية الإعلامية والتسويقية للمنتخب الوطني، وأيضا من الجماهير محليا وخارجيا، مفيدا بأن الاتحاد تمكن من تكوين علاقات جيدة من هذه المباراة، ستمنحه فرصة لتكرار تجربة مباراة إسبانيا، رغم مساعدة الظروف للمنتخب بهذه الموقعة. وكشف قاسم عن رغبته السابقة قبل انطلاقة المباراة، بالبدء بأكثر اللاعبين مهارة في التشكيلة الأساسية بدلا من الاعتماد على القوة البدنية، ويقصد بذلك الذين شاركوا أحداث في الشوط الثاني، مع تأكيده على أن المنتخب الإسباني لم يغامر كثيرا باللعب خوفا من حدوث الإصابات قبل المونديال. وتابع: “المنتخب كان يبحث عن الخروج بأقل الخسائر والأضرار، وهو ما تحصل عليه في النهاية، لكنه لم يقدم الأداء الجميل الذي تستمتع به الجماهير، رغم عدم دخول المباراة بالتصنيف الدولي، الذي يخشى المنتخب منها عواقبه، لكن المنتخب كان قادرا على المبادرة في الهجوم والتسجيل ببعض الأحيان”. وعلى صعيد متصل، أبدت بعض جماهير المنتخبات الوطنية والأندية إنزعاجها من مسألة أسعار التذاكر، والتي ساهمت بعدم متابعتها للقاء من المدرجات، والتأكيد على أن حضورها كان سيمنح اللاعبين دافعا معنويا كبيرا بدلا من الصمت الذي خيم بشكل كبير على مدرجات اللقاء أول من أمس، فيما وجه بعضا من النقاد الرياضيين سهامهم تجاه اتحاد الكرة، بشأن عدم دعوة لاعبين قدموا للمنتخب الوطني كثيرا، من أجل متابعة المباراة، ودعوة ممن يدعون أنفسهم مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي. من جهة أخرى، فإن الاتحاد استفاد بشكل مؤكد من الدخل المادي العائد من هذه المواجهة، نظير حقوق البث التلفزيوني، والشركات الراعية لهذه المباراة، إضافة إلى الدخل الأكبر في تاريخ الكرة الأردنية من الجماهير، نظرا لأسعار التذاكر التي تراوحت بين 20 دينارا و135 دينارا.

اقرأ المزيد : 

“النشامى” يستفيد من التجربة الإسبانية.. وسمير يسجل هدفا للذكرى

اضافة اعلان