أشار سائق ريد بول-رينو الالماني سيباستيان فيتل، بطل العالم في الموسمين الأخيرين، انه لا يتوقع تغييرا في ميزان القوى رغم عودته إلى الانتصارات بتحقيقه فوزه الأول هذا الموسم على حلبة البحرين الدولية التي احتضنت المرحلة الرابعة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1.
وحقق فيتل أول أفضل نتيجة له لهذا الموسم، لأنه وبعد أن هيمن تماما على مجريات الموسم الماضي حيث فاز في 11 سباقا من اصل 19 وانطلق من المركز الأول 15 مرة، اكتفى في بداية الموسم الحالي بالمركز الثاني في استراليا، ثم فشل في الحصول على أي نقطة في ماليزيا (حل في المركز الحادي عشر)، والمركز الخامس في شنغهاي.
واستفاد فيتل من اكتفاء سائق ماكلارين-مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون بالمركز الثامن في البحرين لكي يتربع على صدارة الترتيب العام برصيد 53 نقطة وبفارق 4 نقاط عن بطل 2008، إلا أن هذا الأمر لم يدفع السائق الألماني إلى المبالغة في تفاؤله خلال بداية هذا الموسم الذي شهد فوز اربعة سائقين مختلفين بالجولات الأربع الأولى حتى الآن، اذ كان البريطاني جنسون باتون (ماكلارين) سجل بداية قوية بفوزه بالسباق الأول في استراليا، ثم خطف الاسباني فرناندو آلونسو (فيراري) المركز الأول في سباق جائزة ماليزيا، قبل ان يفوز الالماني نيكو روزبرغ (مرسيدس اي ام جي) بسباق جائزة الصين الكبرى الأحد الماضي على حلبة شنغهاي.
ورأى فيتل ان فريق ماكلارين-مرسيدس يبقى التهديد الاكبر لفريقه، مضيفا "المنافسة متقاربة جدا هذا الموسم، السيارات قريبة جدا من بعضها البعض والأمور الصغيرة قد تشكل فارقا كبيرا يوم الاحد (يوم السباق). اعتقد اننا بدأنا الموسم ونحن نقول بان ماكلارين السيارة الأسرع بفارق مهم ثم رأينا الأحد أن الواقع قد يكون مختلفا. اعتقد انهم ما زالوا يملكون إحدى اقوى السيارات".
وواصل "لكن يجب أن تجتمع الأمور من أجل ان تحقق المطلوب، يجب أن تختار الاطارات الصحيحة، يجب ان تحافظ عليها بالشكل الصحيح، يجب ان تجد العيارات الصحيحة خلال طيلة نهاية الاسبوع، وبالتالي يجب التنبه للكثير من الأمور".
واعترف فيتل ان القرار الذي اتخذه في سباق الصين باستخدام النسخة القديمة من عادم الهواء فيما اعتمد زميله الاسترالي مارك ويبر على النسخة المحدثة، ساعد ريد بول على فهم أداء سيارة 2012 بشكل أفضل وتحضيرها بالشكل الملائم لسباق البحرين، لكنه أكد انه لم يكن يتوقع ان يكون التأثير إلى هذا الحد.
وتابع فيتل الذي انطلق ايضا من المركز الأول للمرة الأولى هذا الموسم، "انا سعيد لتحقيقنا الانتصار هنا.
لم نكن متأكدين من قدرتنا على التنافس. اعتقد ان سباق الصين كان درسا جيدا لنا من اجل فهم نقاط ضعف السيارة بشكل افضل من خلال اللجوء إلى سياراتين مختلفتين. هنا، ركزنا على النسخة المحدثة وحاولنا ان نتقدم بها".
وأشار فيتل إلى أنه راض في الوقت الحالي لتمكنه من الصعود مجددا إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج، عوضا عن القلق كثيرا حول اذا كانت انتفاضة ريد بول ستتواصل، مضيفا "انا سعيد حاليا، لست مهتما بما سيحصل في السباق المقبل، على اقله ليس اليوم. اعتقد اننا سنستمتع الآن وسنقاتل بشكل اقوى لكي نحرص على تواجدنا هناك (منصة التتويج) في السباق المقبل" الذي سيقام في 13 أيار (مايو) على حلبة برشلونة الاسبانية في أول سباق أوروبي لهذا الموسم حيث من المتوقع ان تجري الفرق الكثير من التعديلات كونها أصبحت قريبة من مقراتها ومصانعها.
وفي معسكر ماكلارين، أكد هاميلتون انه لم يفاجأ بعودة ريد بول إلى مستواه السابق لانه لم يستبعد منذ البداية ابطال العالم من دائرة المنافسة على اللقب، مضيفا "كانوا في المركز الثاني في بطولة الصانعين (تصدروا الآن بفارق 9 نقاط عن ماكلارين)، وبالتالي لا اعتقد انهم كانوا أبدا خارج دائرة الحسابات. لم يكونوا سريعين وحسب في التجارب التأهيلية، ومن الواضح ان الحرارة هنا (في البحرين) مرتفعة أكثر (من السباقات التي اقيمت في المراحل الثلاثة الأولى)".
وواصل "من الواضح انهم توصلوا إلى حل من اجل استخراج الافضل من الاطارات إلا إذا كانوا استخدموا سيارة معدلة في سباق نهاية الأسبوع. لطالما كانت لديهم سيارة منافسة منذ السباق الأول وسرعتهم كانت من نقاط القوة الأساسية لديهم خلال السباقات التي اقيمت، وبالتالي لا أعتقد أن شيئا قد تغير".
ماكلارين يحقق في أخطاء التأخير
من ناحية ثانية، سوف يجري فريق ماكلارين تحقيقا بشأن إجراءاته المتعلقة بحارة الصيانة بعدما تعرض لواقعة تأخر جديدة في سباق جائزة البحرين وهو ما يتكرر للسباق الثالث على التوالي.
وتحطمت آمال جنسون باتون في الفوز بسباق جائزة الصين في الجولة الماضية بسبب التأخر في الخروج من حارة الصيانة وهو ما حدث أول من أمس مع زميله لويس هاميلتون في مناسبتين.
وأنهى هاميلتون بطل العالم 2008 الذي فقد وقتا ثمينا أيضا في حارة الصيانة بسباق ماليزيا، سباق أول من أمس في البحرين في المركز الثامن وفقد صدارة ترتيب بطولة العالم للسائقين لصالح فيتل، كما اجتاز فريق رد بول منافسه ماكلارين في ترتيب بطولة العالم للصانعين.
وقال مارتن ويتمارش مدير مكلارين للصحفيين إن الرجل المسؤول عن تغيير الاطار الخلفي الأيسر كان مسؤولا عن الواقعتين وارتبك بشدة وتم اعفاؤه من مهمته الحالية خلال السباق.
وأضاف ويتمارش أنه تحدث مع العامل بعد السباق لمنعه من أن يقسو على نفسه، وتابع "هؤلاء الناس لا يحصلون على أموال إضافية للقيام بذلك بل يكونون عرضة للوم ويتعرضون لضغوط ضخمة".
وواصل ويتمارش حديثه قائلا "أحاول حمايتهم لهذا السبب وهم يستحقون ذلك".
وأكد ويتمارش أن ماكلارين سيعيد النظر في الأدوات والاجراءات المتبعة لمنع تكرار ذلك مستقبلا.
وانسحب باتون أول من أمس من السباق بعد معاناته من مشكلة فنية عندما كان يطارد نيكو روزبرغ سائق مرسيدس في المنافسة على المركز الخامس.
ألونسو يهاجم روزبرغ
إلى ذلك، اتهم فرناندو ألونسو سائق فيراري منافسه نيكو روزبرغ سائق مرسيدس بالقيادة بشكل خطير وحذره من تسبب ذلك في فوضى مستقبلا بعدما رفض مشرفو السباق معاقبة السائق الالماني بسبب حركتين خطيرتين خلال سباق البحرين.
وتسبب روزبرغ في خروج الونسو من الحلبة كما وقعت لقطة مشابهة بين السائق الألماني ولويس هاميلتون سائق ماكلارين لكن مشرفي السباق قرروا عدم فرض أي عقوبة بعد مراجعة الاعادة التلفزيونية، واحتل روزبرغ المركز الخامس بينما جاء الونسو سابعا وهاميلتون ثامنا.
وقال ألونسو بشكل ساخر على صفحته بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الانترنت معلقا على قرار المشرفين "أعتقد انك ستستمتع بالسباقات المقبلة في المستقبل. يمكنك ان تدافع عن مركزك كما تريد ويمكن ان تتخطى المنافسين خارج الحلبة".
وكان ألونسو انتقد في وقت سابق منافسه روزبرغ الذي حقق فوزه الأول عندما أحرز لقب سباق الصين بعد 111 محاولة، ويحتل فيراري المركز الرابع في بطولة العالم للصانعين بينما يأتي الونسو خامسا في ترتيب السائقين.
