"فيروز" كرة القدم

تماما ذات ملامح الوجه.. يتشابه النجم الكرواتي لوكا مودريتش مع المطربة الرائعة فيروز، التي تطرب السامعين صباح مساء بأجمل الأغاني، فيما يعزف الفنان الكرواتي أجمل الألحان الكروية في مونديال روسيا.اضافة اعلان
33 عاما وطوله يبلغ 172 سم ووزنه 66 كغم.. هكذا تقول الأرقام عن قائد منتخب بدأت بلاده المشاركة في المونديال قبل 20 عاما فقط، يوم استقلت كرواتيا عن "يوغسلافيا" السابقة.. كان الفتى مودريتش يبلغ الثالثة عشرة من عمره، وشاهد نهاية حلم كرواتي جميل على أيدي الفرنسيين في نصف نهائي مونديال فرنسا 1998.
يوم الثامن من تموز (يوليو) للعام 1998 سجل الكروات هدفهم في الشباك الفرنسية.. صاحب الهدف يجلس اليوم على المدرجات الروسية كرئيس للاتحاد الكرواتي يتابع مباريات بلاده.. يشاهد دافور شوكر كيف أن الجيل الحالي حقق وفق وصف الكروات "معجزة المعجزات"، ويسعى لرد الاعتبار و"ذبح" الديك الفرنسي في موقعة "ثأرية"، بعد أن خرج الفرنسيون فائزين بهدفين للمدافع ليليان توران، وحمل المدرب الحالي ديدييه ديشان وزين الدين زيدان وبقية النجوم كأس البطولة فيما بعد.
لم يكن أحد يتوقع أن يصل الكروات الى هذه المرحلة.. للمرة الأولى كرواتيا تبلغ المباراة النهائية وتضرب موعدا مع الفرنسيين.. ما فعله الكروات يُدرس في الجامعات الرياضية، فالمنتخب الكرواتي حضر الى المونديال بطموح مشروع.. لم ترهبه الأسماء الكبيرة ولا التاريخ.. حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات، حين تغلب بداية على نيجيريا 2-0 ثم سدد ضربة موجعة للنجم الكبير ليونيل ميسي ورفاقه الأرجنتينيين وتفوق بنتيجة تاريخية 3-0، وبعدها أجهز على إيسلندا 2-1.
وجاءت مرحلة الأدوار الإقصائية.. لا بد من فائز في المباراة.. التعادل في الزمن الأصلي يقضي باللجوء الى شوطين إضافيين، والاستمرار في التعادل يعني اللجوء الى ركلات الجزاء الترجيحية.. ببساطة هي 3 مباريات في مباراة واحدة.
لم يسجل التاريخ مثل هذه السابقة.. خاض الكروات 3 مباريات في الأدوار ثمن وربع ونصف النهائي بأشواط إضافية.. تفوقوا على الدنمارك بفارق "ركلات الحظ" 3-2 بعد التعادل 1-1 في الزمن الأصلي والشوطين الإضافيين، ثم أقصت كرواتيا "المضيف الروسي" بذات السيناريو 4-3 بعد التعادل 2-2، قبل أن تفتك بـ"الأسود الانجليزية" عقب ترويضها 2-1 بعد شوطين إضافيين ناريين.
الكروات حضروا الى روسيا بأسماء بعضها معروف مثل لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش وايفان بيريشييتش وأخرى غامضة يقودهم المدرب زلاتكو داليتش.. تعامل هذا المنتخب مع المباريات بمفهوم البطولة.. لم يتسرب الغرور أو اليأس الى نفوس اللاعبين.. برزت الروح القتالية والعزيمة القوية واللياقة البدنية العالية والمهارات الفردية التي تم توظيفها لصالح المنتخب الكرواتي الذي ظهر بروح واحدة داخل جسد واحد.
تأهل كرواتيا وتفوقها كان منطقيا بدلالة الأرقام الرسمية، في مباراتهم أمام نيجيريا سيطر الكروات على الكرة بنسبة 54 % وبلغت دقة تمريراتهم 84 % وقطعوا مسافة 104 كم في الملعب، وأمام الأرجنتين بلغت نسبة السيطرة 42 % ودقة التمرير 80 % وقطعوا مسافة 104 كم، وفي هاتين المباراتين كان "رجل المباراة" لوكا مودريتش، وأمام ايسلندا بلغت نسبة السيطرة للكروات 59 % ودقة التمرير 87 % وقطعوا مسافة 101 كم، وكان "رجل المباراة" الكرواتي ميلان باديلي، وأمام الدنمارك بلغت نسبة السيطرة للكروات 54 % ودقة التمرير 81 % والمسافة المقطوعة 132 كم، لكن "رجل المباراة" كان الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، وامام روسيا بلغت نسبة السيطرة للكروات 62 % ودقة التمريرات 82 %، وقطعوا مسافة 139 كم، وحظي مودريتش للمرة الثالثة بجائزة "رجل المباراة"، فيما بلغت نسبة السيطرة للكروات على حساب الانجليز 54 % ودقة التمرير 79 % وقطعوا مسافة 143 كم، وفاز بجائزة "رجل المباراة" الكرواتي ايفان بيريشييتش.
هل يكتب القائد لوكا تاريخا ذهبيا ينصف كرواتيا في "معركة" اولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي بعد غد؟.