فيروس كورونا: كيف نجح زوجان تركيان بإطلاق تطبيق "نتفليكس لطلب الطعام"؟

يدير إيمري أوزونداغ ويونكا كوبوك مشروعًا احترافيًا للوجبات الجاهزة من مطبخ المنزل
يدير إيمري أوزونداغ ويونكا كوبوك مشروعًا احترافيًا للوجبات الجاهزة من مطبخ المنزل

يقول الزوجان إيمري أوزونداغ ويونكا كوبوك، إنهما "يعيشان الآن حلمهما الصغير"، ويعود الفضل في ذلك إلى تطبيق لتوصيل الطعام.

اضافة اعلان

انتقل الزوجان التركيان إلى نيويورك في عام 2020، وبسبب تفشي فيروس كورونا، وجدا نفسيهما عالقين في شقتهما الصغيرة في بروكلين.

وللتغلب على الشعور بالحنين إلى الوطن، بدأ الزوجان في طهي الطعام التركي لمساعدتهما على التعامل مع ضغوط فترة الإغلاق.

تقول كوبوك: "كان ذلك ضرورياً من الناحية الذهنية أثناء الوباء".

ثم انتقلا بعد ذلك إلى طهي وجبات الطعام للأصدقاء في جميع أنحاء المدينة، وتقول كوبوك إن ردود الفعل كانت إيجابية بشكل لا يصدق.

وتضيف: "بدأوا يطالبوننا بضرورة تحويل الأمر إلى مهنة".

وعلى الرغم من عدم عمل أي منهما كطاهٍ محترف من قبل، قررا العام الماضي أن يحولا الأمر إلى مهنة، وأطلقا تطبيقاً جديداً لتوصيل الطعام يُسمى "وودسبون".

وفي حين أن تطبيقات التوصيل العملاقة الرائدة في السوق، مثل "جست إيت" و"ديليفيرو" و"أوبر إيتس" و"دورداش" (الأكبر في الولايات المتحدة) تعرض الآن منتجات العديد من سلاسل المطاعم الكبيرة، فإن نموذج عمل "وودسبون" مختلف تماماً.

انطلقت الشركة في بداية عام 2020 لربط الطهاة في المنازل - الأشخاص الذين يطبخون من المطبخ في منزلهم أو شقتهم - بالعملاء الذين يريدون وجبات جاهزة طازجة مصنوعة في المنزل، وليس الطعام الذي تقدمه سلاسل المطاعم.

يقدم التطبيق أطباقا أرمينية وفارسية وعربية ويهودية
يقدم التطبيق أطباقا أرمينية وفارسية وعربية ويهودية

آلية الطلب

ويمكنك الطلب عبر تطبيق "وودسبون"، الذي يرسل التفاصيل إلى المنزل المختص. وبعد ذلك، عندما ينتهي طهي الطعام، يجري استلامه وتوصيله بواسطة سائق تابع لشركة "وودسبون".

وعلى الرغم من أن هذه الخدمة ليست متاحة إلا في منطقة بروكلين في نيويورك فقط، مع وجود أكثر من 120 طاهٍ يعملون مع الشركة حتى الآن، إلا أن هناك خطة للتوسع في أماكن جديدة.

وبفضل تطبيق "وودسبون"، لا يتعين على الزوجين تحمل تكاليف استئجار مبنى تجاري.

تقول كوبوك: "يمنحنا تطبيق وودسبون منصة وصوتاً لنروي قصتنا. ونحن أكثر من مجرد مكان يقدم الكباب والبيلاف [طبق أرز]. أطباقنا الأكثر مبيعاً هي حساء العدس وحساء السبانخ، وكلاهما نباتي".

وتقول المؤسسة المشاركة لتطبيق "وودسبون"، لي ريستشيف، إن إطلاق التطبيق في نفس الوقت الذي بدأ فيه الوباء كان مفيداً.

وتضيف: "كنا محظوظين بما يكفي لمساعدة الكثير من عمال المطاعم الذين كانوا بحاجة إلى إيجاد مصدر دخل جديد".

وقبل قبول الطهاة المنزليين في تطبيق "وودسبون"، يتعين عليهم تقديم دليل على حصولهم على تدريب في مجال سلامة الغذاء، كما ترسل الشركة شخصاً ما لإجراء فحص لمطبخهم.

كما يتعين على الطهاة تسجيل أعمالهم لدى السلطة المحلية ذات الصلة، وأن يجتازوا الاختبارات الرسمية لسلامة ونظافة الغذاء.

تدير شركة
تدير شركة "سي ثري" الآن 800 مطبخ في جميع أنحاء الولايات المتحدة

خطط التوسع

وبينما تركز "وودسبون" حالياً على التوسع في الولايات المتحدة، يمكن أن تتوسع أيضاً في المملكة المتحدة، حيث من القانوني إدارة شركات الطعام من عقارات سكنية.

ومع إغلاق المطاعم لفترات طويلة بسبب الوباء، شهد العامان الماضيان فترة ازدهار لتطبيقات توصيل الوجبات الجاهزة.

وبلغت إيرادات تطبيق "جست إيت"، الذي يعد الأكبر من نوعه في المملكة المملكة المتحدة، 725 مليون جنيه إسترليني في عام 2020، بزيادة قدرها 42 في المئة عن عام 2019.

في حين قفزت عائدات "دورداش" بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 2.9 مليار دولار (2.1 مليار جنيه إسترليني)

وبينما يستخدم الكثيرون منا هذه الأنواع من التطبيقات بشكل متزايد، غالباً ما يعرب الناس عن إحباطهم من نقطة واحدة، وهي أنه لا يمكنك الطلب من عدة مطاعم في نفس الوقت، والحصول على جميع الأطباق المختلفة .معاً.

ومع ذلك، بدأ هذا الأمر يتغير الآن، إذ يقدم عدد صغير - لكن متزايد - من التطبيقات هذه الخدمة.

ويأتي في مقدمة هذه التطبيقات تطبيق "غو باي سيتيزنز" الأمريكي، والذي يديره مطعم ومجموعة الوجبات الجاهزة "سي ثري". ويتيح هذا التطبيق لعملائه الطلب من علامات تجارية مختلفة في نفس الوقت.

ولضمان طهي الطعام بالكامل وتسليمه في نفس الوقت، تقول شركة "سي ثري" إنها تدير 800 مطبهخاً يُطلق عليها اسم "الأشباح" عبر الولايات المتحدة - مرافق طهي تضم عدداً من المطابخ تحت نفس السقف، وتقدم جميعها وجبات للتوصيل فقط.

يتيح تطبيق
يتيح تطبيق "غو باي سيتيزن" التابع لشركة "سي ثري" للعملاء الطلب من عدد من العلامات التجارية المختلفة

خدمات منافسة

يقول سام نازاريان، الرئيس التنفيذي لشركة "سي ثري": "يتيح تطبيقنا للمستهلكين انتقاء واختيار وتجميع عناصر القائمة المفضلة لديهم [معًا] من مجموعة من العلامات التجارية في طلب واحد".

ويصف نازاريان هذه الخدمة بـ "نتفليكس لطلب الطعام".

وبالإضافة إلى العلامات التجارية التابعة لشركة "سي ثري"، تدعو الشركة مطاعم وشركات الأطعمة الأخرى إلى مطابخها ومنصتها التقنية.

بما في ذلك "سوم سوم فريش ميديتيريان" في كاليفورنيا، و"سيندي لوس كوكيز" في فلوريدا.

وفي الوقت نفسه، يتيح مطبخ "كيتشن يونايتد" الأمريكي لعملائه طلب عدد من العلامات التجارية للمطاعم المختلفة في نفس الوقت، عبر تطبيق "يونايتد ميكس".

يقول مايكيل مونتاغانو، الرئيس التنفيذي لـ "كيتشن يونايتد": "كل شيء يجري تسليمه، أو يكون متاحاً للاستلام، في نفس الوقت وبنفس الفاتورة. لذا، إذا أراد شخص ما في المنزل تناول السوشي، ولكن آخر يريد البيتزا، فهذا ممكن".

ويعمل تطبيق "كيتشن يونايتد ميكس" في 10 مواقع أمريكية، ويجري حالياً الإعداد لثمانية مواقع أخرى.

وفي المملكة المتحدة، تدير شركة "ديليفيرو" عدداً من المطابخ تُسمى "ديلييرو إيديشنز"، إذ تجري دعوة شركات الوجبات الجاهزة لإنشاء متجر مجاناً.

ومع ذلك، أكدت متحدثة باسم "ديليفيرو" أنه في الوقت الحالي لا يزال يتعين طلب الطعام من كل عرض بشكل منفصل عبر التطبيق.

تقدم شركة
تقدم شركة "كيتشن يونايتد" حاليًا خدمة "ميكس" في 10 مواقع أمريكية

وسواء كان الأمر يتعلق بالتركيز على الطهاة في المنزل، أو السماح للعملاء بالطلب من أكثر من مطعم واحد في نفس الوقت، فهل النمو المستمر لتطبيقات توصيل الطعام للمنازل يضع مزيداً من الضغط على المطاعم الفعلية والوجبات الجاهزة التي تكافح بالفعل من أجل البقاء؟

يقول آندي هايلر، ناقد في قطاع الطعام والمطاعم في المملكة المتحدة، إنه يعتقد أن بعض الناس قد يجدون أنه من غير المقبول أن يسمح لك التطبيق بطلب الطعام من مطعمين أو أكثر في وقت واحد.

ويقول: "إذا رأيت قائمة تقدم شيئين أو ثلاثة أشياء مختلفة، فإن هذا قد يوحي لي أن هذه مجرد شركة تموين عامة، تقدم الأطعمة الصناعية".

هناك دائمًا أوقات يختلف فيها أفراد الأسرة حول نوع الوجبات الجاهزة التي يجب طلبها
هناك دائمًا أوقات يختلف فيها أفراد الأسرة حول نوع الوجبات الجاهزة التي يجب طلبها

ويضيف هايلر أن بعض الأطعمة، مثل الكاري، مناسبة للتوصيل، بينما هناك صعوبة في نقل بعض الوجبات الأخرى، مثل الوجبات الفرنسية واليابانية.

بينما من المفترض أن تكون الأطباق معروضة بشكل جيد على طبق في مطعم، ولا يجب سحقها أثناء النقل في حاوية بلاستيكية.

ويقول: "نصف تجربة [المطاعم الفرنسية واليابانية] تتمثل في النظر إلى الطعام هناك".