فيروس كورونا: هل أدوية الملاريا تفيد مرضى كورونا وما الدول التي سمحت بها؟

_112343909__11163977ادت تصريحات ترامب عن الدواء الى اختفائه من الاسواق8_hi060737016-1
_112343909__11163977ادت تصريحات ترامب عن الدواء الى اختفائه من الاسواق8_hi060737016-1

وصف الرئيس ترامب الأدوية التي تم تطويرها بغرض علاج مرض الملاريا بأنها تعالج مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد رغم من أن العلماء يقولون إنه لا يوجد دليل قطعي على ذلك.

اضافة اعلان

تجري حاليا دراسات لمعرفة مدى فعالية الكلوروكين ومشتقاته التي تستخدم لعلاج الملاريا. وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تشعر بالقلق من الانباء التي تتحدث عن لجوء بعض الاشخاص الى هذه الأدوية وما يسبب ذلك من أضرار بالغة لهم. وقد كرر هذه المخاوف كبير مسؤولي الصحة الأمريكي السابق.

ويقول الدكتور ريك برايت الذي عزله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه في أبريل / نيسان من قيادة جهود تطوير اللقاحات الحكومية ضد فيروس كورونا، إن تركيز ترامب على هذه الأدوية "شتت جهود عشرات العلماء الأمريكيين على مستوى البلاد".

وأدت التغظية الاعلامية المكثفة لهذا الموضوع إلى إرتفاع الطلب على هذه الأدوية كعلاج محتمل لكورونا على المستوى العالمي.Image captionهيدروكسي كلوروكوين فعاليته ضعيفة حتى في معالجة الملاريا

ماذا نعرف عن هذه الأدوية؟

أشار الرئيس ترامب مراراً إلى الإمكانات التي يمتلكها عقار هيدروكسي كلوروكين في مؤتمراته الصحفية في البيت الأبيض. وقال خلال أحد هذه المؤتمرات: "ما الذي يمكن أن تخسره؟ تناوله" قاصداً الدواء.

ولم يتأخر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في تكرار إدعاءات ترامب حيث قال مقطع فيديو أن "هيدروكسي كلوروكوين يعمل في جميع المناطق" وسارعت فيسبوك الى حذف المقطع بسبب خرق المقطع لقواعد فيسبوك المتعلقة بنشر الأخبار الزائفة.Image captionريك برايت عارض تصريحات ترامب عن فعالية هيدروكسي كلوروكوين في علاج كوفيد-19 فأقاله ترامب من منصبه

بعد حديث ترامب عن هذا الدواء في أواخر مارس/ آذار الماضي شهدت الولايات المتحدة زيادة حادة في الوصفات الطبية لكل من الكلوروكين والهيدروكلوروكين. وقد تراجع الطلب عليها لاحقاً.

تستخدم الأقراص التي تحتوي على مركب الكلوروكين منذ فترة طويلة في علاج الملاريا للحد من الحمى والالتهابات وتسود أمال أنها يمكن أن توقف تكاثرا الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19

لم تعط التجارب الجارية على هذا الدواء حتى الآن ما يكفي من أدلة على فعاليته في علاج مرضى فيروس كورونا اضافة الى المخاطر التي تحملها آثاره الجانبية ومن بينها تضرر الكلى والكبد.

يقول كومي كبينيغي من جامعة أوكسفورد والذي أعد بحثا ضد اختبار هذه الأدوية على مرضى كوفيد-19: "نحن بحاجة إلى تجارب سريرية عشوائية على نطاق أكبر وعالية الجودة من أجل تقييم فعاليتها بشكل أفضل".

وتجري حالياً أكثر من 20 تجربة في هذا المجال في انحاء مختلفة من العالم من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا والصين.

في الولايات المتحدة تجري تجارب مختلفة على استعمال مزيج من الأدوية بما في ذلك الكلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين ومضاد حيوي يسمى أزيثروميسين في علاج مرضى كوفيد-19.Image captionالعلماء الامريكيون يجرون تجارب محدودة على فعالية هيدروكسي كلوروكوين في علاج كوفيد-19 وفي حالات الطوارئ

ما هي الدول التي سمحت بها؟

في أواخر مارس / آذار منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصريحاً لاستخدام هذه العقاقير في "حالات الطوارئ في علاج عدد محدود من مرضى كوفيد-19 في المستشفيات".

وهذا لا يعني أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترى أن هذه الأدوية فعالة في معالجة المرض. لكنه يعطي المسشتفيات الأذن في ظروف معينة في طلب واستخدام هذه الأدوية من المخزونات الحكومية لاستخدامها في علاج مرضى كوفيد-19.

وما لبثت أن أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 24 أبريل/ نيسان تحذيراً من مخاطر استخدام المواد بسبب التقارير التي تتحدث عن مشاكل في انتظام نبضات القلب لدى المرضى.

وقالت الحكومة الأمريكية إن 30 مليون جرعة من دواء هيدروكسي كلوروكين تبرعت بها شركة أدوية مقرها ألمانيا للولايات المتحدة الأمريكية.

كما تستعمل دول أخرى الأدوية المضادة للملاريا في علاج مرضى فيروس كورونا بدرجات متفاوتة.

وسمحت فرنسا للأطباء بوصف هذه الأدوية لمرضى كوفيد-19 لكن هيئة الرقابة على الدوية في البلاد حذرت من آثارها الجانبية.Image captionمن بين الاثار الجانبية لهيدروكسي كلوروكوين تضرر الجهاز البولي والكبد

وأوصت وزارة الصحة الهندية باستخدام هيدروكسي كلوروكين كعلاج وقائي للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكذلك للأسر التي تتعامل مع حالات مؤكدة لمرض كوفيد-19 وبموجب وصفة طبية من الطبيب.

ورغم ذلك حذرت هيئة الأبحاث الحكومية الهندية من الاستخدام الواسع للعقار وقالت إنه "تجريبي" وفقط في حالات الطوارئ.

سمحت العديد من دول الشرق الأوسط باستخدام هذا العقار أو تجربته. ومن بينها مملكة البحرين (التي تقول أنها كانت من أوائل الدول التي استخدمته لعلاج مرضى الفيروس) والمغرب والجزائر وتونس.

هل هناك ما يكفي منها؟

مع تزايد الاهتمام بهذه الأدوية كعلاج محتمل لمرضى كوفيد-19 شهدت العديد من البلدان ارتفاعاً في الطلب عليها وتراجع مخزونها في تلك الدول.

وعقار الكلوروكوين ومشتقاته متوفر على نطاق واسع في الصيدليات منذ أمد طويل وخاصة في البلدان النامية لعلاج مرض الملاريا على الرغم من انخفاض فعاليتها ضده حيث أصبح المرض مقاوماً بشكل متزايد للدواء.

وحظر الأردن بيع هيدروكسي كلوروكوين في الصيدليات لتفادي تخزينه في المنازل. كما قررت وزارة الصحة الكويتية سحب جميع الأدوية التي تحتوي على العقار من الصيدليات الخاصة وحصرها في المستشفيات والمراكز الصحية.

كما حظرت كينيا بيع الكلوروكين دون وصفة طبية.

الهند منتج رئيسي لهذه الأدوية وفي مرحلة ما فرضت حظرا على تصديرها. لكنها رفعت الحظر بعد أن وجه الرئيس ترامب نداء شخصياً لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

الاستخدام غير المنظم غير آمن

لا تزال الأسر في نيجريا تستخدم بانتظام أقراصاً تحتوي على الكلوروكين لعلاج الملاريا على الرغم من أنه تم حظر استعمال هذا الدواء منذ عام 2005 كخيار اول في معالجة المرض بسبب قلة فعاليته.

أثارت أنباء عن دراسة جرت في فبراير/ شباط الماضي في الصين حول استخدام الكلوروكوين لمعالجة مرضى فيروس كورونا الكثير من الاهتمام في نيجيريا وبدأ الناس في تخزين الدواء.

وبعد إشارة ترامب إليه كعلاج ضد مرضى الفيروس زاد الاقبال عليه واختفى الدواء من المتاجر والصيدليات بسرعة كبيرة.

لكن الهيئة الحكومية المسؤولة عن مكافحة الأمراض في نيجريا طالبت الناس بالتوقف عن تناول الدواء لأن "منظمة الصحة العالمية لم تصرح باستخدام الكلوروكين في معالجة مرضى كوفيد-19".

بينما أوصى حاكم ولاية باوشي النيجيرية بالا محمد الناس باستخدام الكلوروكين وزيثروماكس بعد أن تناولهما هو بنفسه.

وقال مسؤولون في ولاية لاغوس إن هناك عددا من الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم بسبب تناول جرعات زائدة من الكلوروكين.