"فيزا" مزورة تبدد حلم شاب بالسفر لأوروبا وتسبب له صدمة نفسية

يعول كثير من الشباب على السفر لتحسين أوضاعهم- (أرشيفية)
يعول كثير من الشباب على السفر لتحسين أوضاعهم- (أرشيفية)

عمان- راودته أحلام وردية منذ ان وعده "متبرع"، ادعى حب الخير، بأن ينعم بالاستقرار في اوروبا ليعيش مع اخيه الذي سبقه الى هناك منذ سنوات.
وتبددت احلام الشاب العشريني مهند عندما تبين ان "الفيزا"، التي امنها له المحتالين الذي يحب الخير، مزورة وما هي الا ورقة "ستيكر" لاصق كلفته 2700 دينار.اضافة اعلان
وفي تفاصيل القصة: ان مهندا كان يحدث صديقه في مكان عام عن تعثره في الحصول على فيزا، وفي الاثناء قاطعهما شخص قال انه سمع عن غير قصد ما يدور بينهما واعدا الشاب بتأمين فيزا له لاوروبا في اسرع وقت.
وطلب من مهند عدم البوح لاحد بالموضوع وإحاطته بالسرية التامة، مبينا له ان مثل هذه الفيزا تكلف كثيرا الا انه سيؤمنها له بمبلغ 2700 دينار.
وبعد مضي ايام جاء موعد اللقاء بين مهند و"مبتكر الفيز المزورة" وتم تبادل الفيزا بمبلغ 2700 دينار، وكم كانت فرحة مهند كبيرة انه سيسافر اخيرا الى اوروبا.
وبالفعل سافر مهند بعد ان الصق الفيزا "الستيكر" على جواز سفره كما طلب منه المحتال ان يفعل، ولدى وصوله مطار الدولة الاوروبية المقصودة اعتقل بتهمة تزوير الفيزا وعاد الى عمان مخفورا.
وبطبيعة الحال خضع الشاب المغرر به لتحقيقات امنية حسب الاصول، حيث اكد انه بالفعل لم يكن يعلم انها مزورة وان الشخص المزور اوهمه بانه "واصل" ويعرف ما يفعل مما جعله يصدق كل ما يصدر عنه من اقوال وافعال.
والد الشاب يقول ان ابنه المعروف عنه بالطيبة والهدوء وحسن السيرة والسلوك وقع ضحية لعملية احتيال ونصب، كلفته من وقته وماله ونظافة سجله الامني وقضت على حلمه بالسفر وسببت له صدمة نفسية كبيرة، وما تزال التحقيقات بملابسات القضية وحيثياتها جارية، حيث افرج عن مهند بكفالة بانتظار استكمال التحقيق والوصول الى المحتال المتواري عن الانظار.
ويضيف الوالد: ان ما حصل لمهند كان درسا قاسيا تعلم منه ان لا يخفي عن عائلته اي شيء، وان لا يصدق كل الناس، ولا يثق باشخاص لا يعرف اسماءهم الحقيقية ولا اماكن سكناهم ولا ارقام هواتفهم، موضحا ان المحتال نجح بان لا يعرف مهند عنه اي معلومة حقيقية.
المحامي وائل ابو خروب بين ان القانون لا يسري على النيات، اي اذا كانت نية الشاب مهند سليمة، فان ذلك لا يعفيه من انه تصرف بمعزل عن القنوات القانونية واللازمة للحصول على الفيزا، داعيا الى التصرف وفق الاصول في مثل هكذا قضايا، اي ان يسعى الشخص الذي ينوي السفر الى اي دولة كانت للحصول على التأشيرة من سفارة البلد المقصود.
واضاف: الطريق السليم ربما كان سيكلف مهندا الوقت والمال ولكن الطريق الملتوي سواء بقصد او دون قصد كلفه اموالا طائلة نسبيا، ولو انه قصد سفارة البلد التي كانت وجهته وحلمه لما كلفته رسوم الفيزا اكثر من دنانير معدودة ولوفر على نفسه التعب والجهد والسرية والخسارتين المادية والمعنوية.
وحذر المحامي ابو خروب المواطنين من مغبة وقوعهم في مثل هكذا حالات التي من الواضح ان من يقف وراءها محتالون محترفون يعلمون "من اين تؤكل الكتف"، مشيرا الى ان القضاء لمثل هؤلاء بالمرصاد ولن يفلتوا بطبيعة الحال من العقوبة التي تتراوح بين السجن او الغرامة والتعويض او وفقا لما يقدره القاضي من عقوبة رادعة.
الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد عامر السرطاوي قال ان مديرية الامن العام حذرت المواطنين مرارا وتكرارا من الوقوع ضحايا في مثل هذه القضية، مشددا على اهمية السير بالاجراءات القانونية للحصول على فيزا حسب الاصول ومن مصادر تحصيلها في السفارات او اي مكاتب مرخصة ومعتمدة لهذه الغاية.
واشار الى ان قضايا الاحتيال من هذا النوع موجودة ولكنها تحت السيطرة وتتراوح المبالغ التي يطلبها المحتالون بين 200 و5000 دينار، مؤكدا على التنبه من كل شخص يطلب مالا مقابل تأمين فيزا او تصريح عمل او غيره من الاوراق الثبوتية لانه محتال، وينبغي تحاشي التعامل معه بالمطلق والتبليغ عنه حتى لا يستمر باحتياله ونصبه على الناس ويأخذ جزاءه من العقوبة القانونية اللازمة.
وقال الرائد السرطاوي ان ما حدث مع الشاب مهند يمثل رسالة مهمة للشباب الاردني الذي يسعى باي وسيلة للسفر خارج الوطن، فحواها ان يتمتع الشباب بالعقلانية والسير بطرق سليمة للوصول الى المبتغى.-(بترا-من اخلاص القاضي)