فيلم "Just Like Heaven ": الطيبون في العادة غير محظوظين

فيلم "Just Like Heaven ": الطيبون في العادة غير محظوظين
فيلم "Just Like Heaven ": الطيبون في العادة غير محظوظين

تغريد الرشق

عمّان- ينسجم فيلم "Just Like Heaven" مع تطلعات محبي الأفلام الرومانسية ذات الطابع الكوميدي، ويأخذ هذا الفيلم المشاهد في رحلة مع الخيال تغوص فيها مشاعر المتفرجين في عالم من اللاواقعية الممزوجة بأمنيات داخلية يتمنى المحبون أن يعيشوها.

اضافة اعلان

فأحداث هذه القصة الخيالية تتمحور حول ديفيد الذي قام بدوره الممثل مارك رفالو، وهو المهندس الأرمل المتألم لفقدان زوجته، وأثناء البحث عن شقة ينتقل إليها،يلحظ إعلان معين دون استحواذ على انتباهه.

وكأن القدر كان ينسج خيوطه بينه وبين الطبيبة الجميلة والرقيقة اليزابيث، التي قامت بدورها الممثلة ريز ويذرسبون الحائزة على جائزة الأوسكار أخيرا.

هذه الطبيبة المنهكة والمنغمسة في عملها، لا تعرف غير العمل في حياتها، وفي ترتيب من شقيقتها التي تريدها أن تعيش حياة طبيعية، تتعرض لحادث في سيارتها. 

   وتتابع أحداث الفيلم حتى تظهر اليزابيث في البيت الذي استأجره ديفيد، وتصر أنها صاحبة الشقة، ويؤدي ذلك إلى سوء تفاهم كبير بينهما.

ولم تثمر محاولاته بتغيير المفاتيح أو غيرها من استمرارية دخول هذه الفتاة وتدخلها في أسلوب معيشته في شقتها، وذلك ضمن حضورها السحري الذي تخلله الاختفاء بغموض.

وتبدأ أحداث الفيلم تأخذ مسارا من التشويق الممتع عندما تقع اليزابيث ذاتها في حيرة ،لأنها ورغم قدرتها على اختراق الجدران الا انها متأكدة انها بطريقة او بأخرى ما تزال على قيد الحياة و ليست ميتة.

وتكبر مشاعر الحب بينهما، ويبدأ ديفيد رحلة البحث عن الحقيقة لمعرفة ماهية اليزابيث. هل هي شبح لامرأة ميتة، وما الذي أوصلها لهذه الحالة الغريبة. ولكن لسوء الحظ ليس هناك وقت كثير حتى يصبح بقاؤهما معا مجرد حلم مستحيل.

   يمثل الفيلم حلما ضبابيا، ويخيل لمشاهده وكأنه يرى البطلين يصلان الى الغيوم في السماء، فقد وفق المخرج  في اختيار البطلين الذي اتسم اداؤهما بالمصداقية، ما أعطى بعدا فنيا رائعا وغاية في التلقائية للفيلم، لا سيما وأنهما مثلا بدوريهما شخصين طيبين ندر وجود الكثيرين منهم في الحياة. وكالعادة فالطيبون غير محظوظين، وهو ما شكل جمالية وسحرا في الفيلم لناحية اقتحام وتحقيق غير المألوف، وكذلك الانتصار للطيبة.

   كما يطرح الفيلم في ثناياه واقعا وتساؤلا مريرا ربما عايشه الكثيرون ممن مروا بتجربة "ان يكون عزيز عليهم في غيبوبة"، والتساؤل العقيم حول إمكانية إزالة الأجهزة واحتمالية العودة للحياة ام لا، ووقف الفيلم بأحداثه الى جانب عدم ازالتها، لأن المريض قد يكون على وشك العودة للحياة كما جرى مع اليزابيث.

يذكر أن هذا الفيلم جاء بتوقيع المخرج مارك واترز الذي اخرج   freaky Friday العام 2003، ويمتد لساعة و35 دقيقة، وبدأ عرضه في شاشات العالم في16 أيلول (سبتمبر) الماضي، وتم بعدها عرضه على شاشاتنا المحلية. وصور الفيلم بالكامل في عدة مدن في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية وحقق ما يقارب 49 مليون دولار.