في الجائحة.. الوظائف التقنية تتوسع بكل مكان

العمل
العمل

ترجمة: أفنان أبو عريضة

عمان- خلال العامين الأخيرين، بدأت شركات القطاع التقني الهيمنة على غالبية الوظائف في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما نشرت صحيفة "النيويورك تايمز".اضافة اعلان
في حين أن تقريراً العام 2019 أظهر أن خمس مدن أميركية -بوسطن وسان دييغو وسان فرانسيسكو وسياتل وسان جوسيه- كانت تحتضن 90 % من النمو الوظيفي في قطاع الابتكار بين العامين 2005 و2017. لكن ظاهرة هيمنة مدن قليلة في أميركا وحول العالم على القطاع التقني بدأت بالتراجع منذ 2019 وتطور هذا التراجع مع بداية جائحة "كوفيد 19" العام الفائت.
وتمتلئ الجرائد الأميركية بقصص مغادرة عاملي بؤرة الابتكار التقني سيليكون فالي إلى مناطق أخرى يكون فيها السكن أقل تكلفة وتتوفر فيها سبل الراحة؛ حيث أعلن إيلون ماسك، المدير التنفيذي لـ"تسلا"، خلال الاجتماع السنوي للشركاء، أن الشركة ستقوم بنقل مركزها من كاليفورنيا إلى تكساس.
ويبدو أن أصحاب الأعمال معجبون بهذه الظاهرة أيضاً، إذ أوعزت جريدة "وال ستريت جورنال" ذلك إلى تمكن الشركات من "الوصول إلى أحفاد أينشتاين المفقودين" من خلال تمكين الموظفين العمل عن بعد.
كانت الأدلة التي تشير إلى هذه الظاهرة صحفية فقط، لكن اليوم توجد بين أيدينا أدلة ملموسة. وهذه الأدلة تأتي من مؤسسة بحثية للأعمال تدعى "ذا كونفرنس بورد"، قامت بجمع البيانات اللازمة باستخدام نظام برمجي يقوم بتتبع جميع إعلانات التوظيف في الولايات المتحدة. والنتائج؟ يقول جاد ليفانون، رئيس المؤسسة البحثية: "إن الشركات التقنية الكبرى المتمركزة على الساحل الغربي للولايات المتحدة بدأت بتحول غير مسبوق نحو استقطاب الكفاءات من مناطق مختلفة من البلاد والعالم، وذلك ليس فقط في القطاع التقني بل أيضاً في استقطاب المهندسين والعلماء والمديرين وخبراء الأعمال".
ويشير البحث أيضاً إلى أن مواقع جهات التوظيف لا تتمركز في مناطق محددة بل تتوزع على جميع المناطق؛ إذ إن بعض هذه الوظائف متواجدة في المدن الكبرى كما هو معتاد عليها -كنيويورك وواشنطن وبوسطن وأوستن- لكن بعض الشركات استقطبت أيضاً موظفين من مناطق غير متوقعة -كبويز وإداهو وأيوا.
وبفضل الجائحة، أصبح أصحاب الأعمال أكثر استعداداً لتوظيف موظفين لا يعملون في مكاتب الشركات أو موظفين متنقلين. وهذا التوسع في شبكة التوظيف مكن الشركات من الوصول إلى عدد أكبر من المواهب والكفاءات -ومن ضمنهم أولئك المستعدون لقبول رواتب أقل بسبب انخفاض أسعار السكن في مناطق إقامتهم.
ويضيف التقرير إلى فائدة هذا التوسع في التوظيف، الوصول إلى عدد أكبر من الأفراد من خلفيات وأعراق وبلاد مختلفة، متيحاً للمواهب من حول العالم ومن مجتمعات مهمشة فرصاً متساوية في التقدم الوظيفي والحصول على فرص العمر.