في القدس... السلام والعدل مسرحية

جهاد المنسي أولئك الذين يقفون كالطود في وجه القاتل في القدس وفِي ساحات الاقصى عنوان وحيد هو اما الشهادة او السعادة، فلم تعد تطمينات السلام تقنعهم ولا الوسطاء ولا تصريحات العرب وجامعتهم المنتهية، هم لا يعرفون الا عنوانا واحدا هو عنوان القضية (القدس)، ويعرفون ان من ينددون ويشجبون ويستنكرون ساهموا في ادخال “زناة الارض” الى حجرة القدس ووقفوا خلف الباب يستمعون لصرخات بكارتها. أولئك المرابطون المدافعون عن أولى القبلتين عزيمتهم لا تلين، بأيديهم يقاتلون وسلام الذل يرفضون ولتصريحات العرب لا يستمعون، يعرفون منذ الأزل ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالمقاومة ولو بعد حين، وان اولئك الذين جاءوا من شتى ارجاء المعمورة مصيرهم الخروج من الدار، مهما طال الانتظار، او اختلفت الأقدار وتبدل ميزان العدل وانكفى وغار. هناك لا تهدأ النفوس الا بالتحرير، وحتى يكون الميزان اكثر عدلا فإن أولئك الذين ما يزالون يتحدثون عن نصوص اممية وقرارات دولية عليهم القفز عنها ووضعها جانبا، ففلسطين كلها لشعبها وليس لشعب آخر، ومرحلة المهادنة على قاعدة (خذ وطالب) انتهت، الناصرة وبئر السبع ويافا وعكا وصفد وبيسان وحيفا والرملة كلها لشعب واحد هو صاحب الارض، والامم المتحدة ودول أوروبا الغربية الذين يتباكون على اوكرانيا عليهم دفع تعويضات للشعب الفلسطيني لمساهمتهم في تشريده لما يقرب من 75 عاما وتأييدهم من اعتدى على شعب اعزل تحت بصر العالم وموافقته، لا بل ان تلك الدول مدت القتلة بالسلاح والعتاد، وعليهم اليوم في ظل تباكيهم على كييف ان يعيدوا اولئك الذين جاءوا الى فلسطين للديار التي جاءوا منها. اما اولئك الذين هرولوا تجاه الكيان الغاصب فعليهم قراءة التاريخ جيدا والتعلم من المقاومة، وترك موشحات السلام جانبا فكما قال نزار قباني “ما تفيد الهرولة؟ ما تفيد الهرولة؟ عندما يبقى ضمير الشعب حيًا كفتيل القنبلة.. لن تساوي كل توقيعات أوسلو.. خردلة!!..” وقال في موضع آخر “ يا أيها الثوار.. في القدس، في الخليل، في بيسان، في الأغوار.. في بيت لحمٍ.. حيث كنتم أيها الأحرار... تقدموا.... تقدموا .. فقصة السلام مسرحية.. والعدل مسرحية.. إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ.... يمر من فوهة بندقية.. فيا أيها الأحرار ستبزغ الشمس وان طال مكوث الغيوم في السماء، وتلبدت السماء، فإن الفجر قادم لا ريب فيه، ولا بد ان ينتصر الحق وإن طال الزمن، ومهما تبدلت المعطيات او تخاذل الخلان. وفي ظل ما يجري يوميا في القدس وفي ساحات الاقصى وفي ظل عدد الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الدفاع عن شرف الامة ومسجدها المقدس اولى القبلتين وثالث مساجدها، فهي مناسبة للمطالبة بسحب السفير الأردني من الكيان الصهيوني وطرد سفيرهم من رابية عمان، فقد اثبت هذا الكيان ان سلامهم مسرحية وعدالة الغرب مسرحية، فلنسدل الستارة ونغلق المسرح والسفارة. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان