في حوارات "المياه والسلام"..هل تصبح المياه أداة للسلام؟

إيمان الفارس

دبي - "المياه لخلق السلام"، مضمون تم إنعاشه خلال اجتماعات مبادرة السلام الأزرق والتي تدعمها الحكومة السويسرية، في دبي اكسبو 2020 مؤخرا، لخلق التعاون الإقليمي اللازم في الدول الأطراف ضمن المبادرة المنسجمة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحويل المياه لأداة نحو السلام، عقب محطات عطّلت تسريع وتيرتها، إثر أزمة جائحة كوفيد 19.\

اضافة اعلان


المشاركون في حوارات "المياه والسلام"، التي عقدتها مؤسسة الإعلام عبر التعاون والتحول (MiCT) وبالتعاون وبدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) في دبي أمس، أكدوا ضرورة المضي ببناء الثقة اللازمة بين الدول الأعضاء، وهي كل من الأردن، ولبنان، وسورية، والعراق، وتركيا، في المبادرة المائية الداعية لحل قضايا المياه المشتركة ضمن الحلول السلمية لا التنازع.
الأردن، ثاني أفقر دول العالم مائيا، تم استعراضه كمثال على الأوضاع غير المستقرة إزاء أمنه المائي، وخاصة ما يتعلق بالمياه العابرة للحدود وحوكمة المياه.
وتدرس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون إمكانية المضي بالتعاون المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، وهنا لخّص المدير الإقليمي لـ (SDC) أندريه هبر معضلة الوضع المائي في المنطقة بـ"إذا لم يكن هناك استقرار في عملية المياه والسلام لا يمكن الوصول للتنمية المطلوبة".
وقال هبر "نضع التعاون المائي في هذا الإطار ونركز على ضرورة توفير معلومات حول المياه، إلى جانب رفع كفاءة إدارة المياه، وتطوير مستوى الحوار بهذا الخصوص"، مؤكدا أهمية الدور الإعلامي لخلق التحول الحقيقي.


ومبادرة السلام الأزرق، هي مبادرة دبلوماسية تسعى لتحويل المياه إلى أداة لخلق السلام بدلا من أن تكون وسيلة للنزاعات، حيث أطلقت من قبل الجانب السويسري منذ نحو عقد من الآن، وتعقد أعمالها حاليا ضمن مسارات متعددة بهدف استدامة التنمية المطلوبة.


وأعرب هبر عن مخاوفه إزاء عدم مضي المياه والسلام على نسق التنمية المستدامة، مشيرا لمشكلة حقيقية تواجه المضي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة في منطقة الشرق الأوسط.


وبين، أن الأسباب المتعلقة بذلك، هي تأثر المنطقة بالتغير المناخي، والنمو السكاني وأزمات اللجوء.


وفي ورقة بحثية أعدها المحاضر الأردني من قسم العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد د. حسام حسين، قال إن حوكمة المياه العابرة للحدود أو السلام مع المياه، تخلق منافع إقليمية مشتركة للدول المتشاطئة بالمياه.


وأكد حسين ضرورة تركيز دول المنطقة على تشارك المنافع المنعكسة بشكل أكبر بدلا من موقع المياه بحد ذاتها، وبالتالي إمكانية الوصول لإجراءات تعاونية فعالة مشتركة بين مختلف الأطراف.


ودعا حسين لأهمية الفهم الكلي للقضية المائية بهدف إمكانية حلها، وذلك توازيا والحاجة إلى بحث حول المشاكل المعقدة والترابط ما بين المياه والطاقة والغذاء، بالإضافة للتنمية الحضرية.


وفيما يتعلق بدور الإعلام كأداة لترويج الابتكار في قضية المياه، بين مدير برنامج سيواس (cewas) ميسم العتوم، أن الإعلام المائي في منطقة الشرق الأوسط ما يزال بحاجة لابتكار أدوات للترويج الحقيقي نحو إيجاد أدوات فعالة لخلق الحوارات السلمية في موضوع المياه، إلى جانب طرح الحلول اللازمة.


وسيواس هي منظمة دولية تعمل في مجال دعم الريادة والابتكار في قطاع المياه والقطاعات الأخرى المرتبطة بالمياه، وذلك من خلال تدريب الرياديين والشركات الناشئة لتوفير حلول من شأنها المحافظة على الموارد المائية وخدمة المجتمعات المتضررة من مشاكل المياه.


وشاركت منظمة سيواس في تنفيذ مشروع (BPML ) بالتعاون مع مؤسسة (MICT) وبدعم من (SDC) في عرض نماذج ناجحة من الابتكار في المياه من خلال الإعلام، وتغير الطرح الإعلامي انطلاقا من التركيز على المشاكل إلى عرض الحلول.

إقرأ المزيد :