في ضوء الارهاب اليهودي

هآرتس – أسرة التحرير

قرار الحكومة الاعلان عن بيت النزاع في الخليل منطقة عسكرية مغلقة هو خطوة محتمة، ولكن اذا لم يؤدِ الى المرحلة الضرورية التالية – فمن شأنه ان يتبدد. بعد الاضطرابات الاخيرة يوم الثلاثاء صرح وزير الدفاع ايهود باراك بان الحكومة لن تسلم بعربدة "القوى المتطرفة". وفي نفس الوقت تماما هاجم قادة تلك "القوى" الحكومة، المحكمة، الجيش ووسائل الاعلام، وكأن الحديث يدور عن جانبي متراس شرعيين.

اضافة اعلان

حان الوقت للكف عن التعريفات المشوشة وتسمية الطفل باسمه. لم يعد يدور الحديث عن "مجموعات هامشية"، و"متطرفين خرجوا عن السيطرة" وغيرها من التلويات اللسانية التي ترمي الى اخفاء الواقع الخطير. فمنذ زمن بعيد وفي الخليل وغيرها من الاماكن في الضفة الغربية (وفي  شرقي القدس) يعربد مستوطنون كل هدفهم التهديد العنيف للفلسطينيين في ظل ضعضعة النظام في اسرائيل. وحسب كل معيار رسمي في العالم فان هذا ارهاب يزرع الخوف ويشوش السير السليم للدولة.

من الصعب التصديق، كيف تم إغراء السياسة والمجتمع في اسرائيل بهذه السهولة لغض النظر في ضوء الارهاب اليهودي المتعاظم. فمنذ تحرير قادة التنظيم السري اليهودي في صفقة مشكوك فيها تعزز هذا الميل الذي حظي في ذلك الحين ايضا الى التعبير المضلل "اعشاب ضارة". وتحت مظلة "وحدة الشعب" والتهديد المزاود بـ "الشرخ في الشعب" اصبح الشغب نمطا وعادة يومية. المستوطنون يشتمون، يبصقون، يضربون، يزرعون الدمار والخراب، اما الجيش فيغض النظر في أفضل الاحوال ويتعاون في اسوئها.

بيت النزاع في الخليل هو بالتالي ذروة مسيرة خطيرة، والاحتجاج الجماهيري الواسع الذي يفترض أن يقوم في مجتمع سوي في اعقاب الاحداث هناك لا يندلع إذ أن قلب المجتمع الاسرائيلي قد سد منذ زمن بعيد. وفي اجواء كهذه فقط يمكن للسفير السابق (داني ايالون) الذي انضم الى حزب اسرائيل بيتنا، الذي خط على علمه قيما عنصرية صرفة ان يظهر كمحامي القوزاقي السليب ليحذر من أن "المستوطنين هم جزء من لحمنا ودمنا ومحظور بترهم عن الشعب".

كما أن نشيطة اليمين المتطرف دانييلا فايس تحذر من انه في الخليل "لا يقدمون الخد الثاني"، ومستوطني بيت النزاع يدعون علانية العاطفين لمساعدتهم في صراعهم ضد الجيش. هذه الدعوات للتمرد، والتي تختلط بصرخات النجدة للمضطهدين، تفزع الحكومة.     

لقد وصلت اسرائيل هذا الاسبوع الى نقطة اللا عودة والتي ستقرر من يسيطر في الدولة: حكومة انتخبت بوسائل ديمقراطية وجهاز فرض القانون ام الارهاب اليهودي. واذا لم تخرج الحكومة، في أقرب وقت ممكن ودون خوف من العنف، النواة المشاغبة في الخليل، والتي انقطعت عن الدولة ومؤسساتها وتعرض الجمهور للخطر فان دماء ضحايا التزمت الديني في المناطق في رقبتها. وليس أقل سوء من ذلك، ستكون هذه اشارة للمشاغبين بانهم انتصروا وبرهانا باعثا على اليأس للاغلبية الصامتة في اسرائيل، بان مستقبل دولة اليهود الصهيونية بالفعل أسير في ايدي من يتوقون لهدمها. لا يمكن لاي حجة اخلاقية، ولا حتى مطلب الشعب اليهودي بوطن قومي خاص به ان توازي، في الخارج وفي الداخل، مثل هذا الخضوع للارهاب.