في ظل التعلم "أونلاين".. مهارة الكتابة والقراءة تتراجع

1
1

ديما الرجبي*

عمان- لم يعد خطر تراجع الطلبة أكاديمياً مقتصراً على الفجوات التي خلفتها جائحة كورونا، والتي أجبرت جميع الدول على التعاطي مع واقع التعليم الافتراضي كبديل "مؤقت" عن الوجاهي، ورغم خطط وزارة التربية والتعليم المستقبلية سد الفجوات ببرامجها العلاجية التي أطلقت عليها اسم "تعافي"، إلا أننا نعلم بأن مصير التعليم، كغيره من مؤسسات الدولة، مرتبط بشكل حقيقي بتطورات المنحنى الوبائي.
سد الفجوات للمواد الأساسية للفئات العمرية كافة هو أمر مهم وضروري لضمان عدم تراجع مستويات الطلبة، إلا أننا نغفل عن واقع الكتابة المتدهور في ظل ابتعاد الطلبة عن كراريسهم وواجباتهم المكتوبة واختباراتهم المحررة خطياً، وحيث إن التعليم يتكئ بشكل حقيقي على الكتابة.
وبحكم تفاوت قدرات الطلبة الأكاديمية، نرى أن الخطر الحقيقي هو واقع الكتابة لأبنائنا الذي تراجع بشكل ملحوظ خاصة لفئة صعوبات التعلم، فما خطط وزارة التربية والتعليم لسد هذه الفجوة الأساسية بأبجديات التعلم؟، وهل ستتمكن من تعويض هذا النقص بطرق ناجحة وفعالة؟
البدء في سد فجوات الكتابة والقراءة لدى أبنائنا من الأولويات لمعالجة مخلفات كورونا التي لم تنتهِ بعد، والأفضل أن تنظر الوزارة إلى واقع التعليم الافتراضي بالدرجة الأولى في المدارس الحكومية، حيث إن كثيرا منها لا تلزم المعلم بالتفاعل مع الطالب وتكتفي بتصدير الواجبات الجافة، والاعتماد على متابعة الطلبة لدروسهم عبر منصة "جافة" أيضاً..
فهل هناك حلول واقعية قابلة للتطبيق تعالج هذا الخلل الذي اذا لم يتم تصحيحه سيؤدي الى تخريج طلبة لا يميزون بين الهمزة من الألف الممدودة والفتحة من التاء المربوطة؟
ما نود إيضاحه هنا أن خطة سد الفجوات بحاجة الى إلزام المعلمين بالقطاعين العام والخاص بالمتابعة الحثيثة للطلبة، خاصة في ظل غموض زمن جائحة كورونا في العالم أجمع، وإلا سيضطر الآباء لتكبد فاتورة الدروس الخصوصية التي لا يستطيع الجميع تحمل تكلفتها، خاصة في ظل هذا الوضع المادي المتردي.
لذلك، على وزارة التربية والتعليم أن تدرس واقع "الفجوات" بجدية وتعكف على إيجاد الحلول الشافية قبل أن تتراجع أكثر المنظومة التعليمية ومخرجاتها التي ستتجسد من خلال طلبة لا يقرأون ولا يكتبون! وهذا ما يعد واجبا وطنيا حقيقيا تجاه هذه الأجيال المتضررة بفعل الكوارث، فلا يجب أن نقفز لسد فجوات أكاديمية لمواد أساسية قبل أن نطمئن من سلامة مهارتي التعليم الأساسيتين (القراءة والكتابة).

اضافة اعلان

*كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلم