في ظل "كورونا".. هل أنت المتسبب في توتر طفلك؟

1
1

علاء علي عبد

عمان- طوال الأشهر الماضية كانت مشاعر التوتر بمثابة الرفيق الدائم لغالبية الناس. فمع انتشار فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات وقائية احترازية، أصبح المرء منشغلا بالتفكير بعدة أمور وتساؤلات لم يسبق له التفكير فيها مثل "هل سنجد ما يكفينا من طعام في المحلات القريبة؟"، و"ترى هل ستطول مدة الحجر المنزلي؟"، و"هل سأفقد وظيفتي؟".اضافة اعلان
لكن، ما قد يجهله البعض أن أطفالنا يتأثرون بما نمر به من مشاعر إيجابية كانت أو سلبية. فلو كان المرء هادئا ويقظا ومتفائلا فإن طفله سيستفيد من هذه المشاعر، أما لو كان يشعر بالضيق والتوتر والخوف من المستقبل فإن طفله سيلتقط هذه المشاعر أيضا وسيكون أثرها عليه سلبيا بالتأكيد.
لو أضفنا لما سبق التغييرات الحياتية التي حدثت للطفل كعدم ذهابه للمدرسة وخروجه للعب من خلال سلسلة من الإجراءات الوقائية، سنجد بأن الطفل يتعرض للكثير من الضغوطات التي قد تحدث توترا مضاعفا في سلوكياته.
لذا، ولمحاولة ضمان أن لا تكون سببا مباشرا في ما يتعرض له طفلك من ضيق، عليك اتباع هذين الأسلوبين:

  • الوضوح مع النفس: لعل الوقت قد حان بالفعل لتجلس مع نفسك وتقوم بمراجعة أفكارك وتصرفاتك خلال الأسابيع القليلة الماضية وتسأل نفسك ما إذا كان توترك ينتقل لطفلك بالفعل؟ حاول أن تسترجع أفكارك بعمق حتى تكون واضحة أمامك لتقييمها فيما إذا كانت مخاوف حقيقية وحالية، بمعنى هل هي مخاوف قابلة الحدوث بالفعل؟ ولو كانت قابلة الحدوث، هل ستحدث على المدى القريب أم أنك تترقب شيئا قد يحدث بعد سنة من الآن؟
    لو وجدت أن أفكارك غير واقعية أو بعيدة المدى فاحرص على بذل كل ما في وسعك لتقليل التفكير بها من خلال إشغال نفسك بأمور تبعدك عنها قليلا، أما لو كانت أفكارك واقعية وحالية فحاول أن تقلل تركيزك عليها حتى تحمي طفلك من هذه المشاعر السلبية.
  • السيطرة على التفكير: هذا الأسلوب تابع للأسلوب الأول، ففي النقطة الأولى ذكرت ضرورة التعرف على الأفكار التي تدور في أذهاننا وتتسبب بتوترنا، وهنا من الضروري السيطرة على هذه الأفكار، فهي مطلوبة في كل وقت، لكنها تصبح في أعلى درجات الأهمية عندما نمر بأزمة كأزمة انتشار وباء كورونا.
    حاليا أصبحنا نقضي أطول فترة مع أطفالنا، وهذا من شأنه أن يجعلنا أكثر حرصا على مشاعرنا التي يلحظونها وتؤثر عليهم. لذا لو كنا قادرين على السيطرة على مشاعرنا والتعامل معها بهدوء فقد يكون هذا أفضل درس نقدمه لأطفالنا لأنهم بالتأكيد سيلتقطون هذه القدرة ويقلدونها وتبقى معهم طوال حياتهم. لذا حتى لو شعرت بالحزن أو الضيق اسمح لطفلك أن يرى أسلوبك في التعامل مع هذه المشاعر وكيفية السيطرة عليها وعدم الاستسلام لها.