في عيدهن.. أمهات أردنيات يصنعن فرقا لأسرهن

Untitled-1
Untitled-1
منى أبوحمور عمان- هن ثلاث سيدات يمثلن نماذج لأمهات كثيرات، كرسن حياتهن من أجل أبنائهن، وأنشأن مشاريعهن الصغيرة لإعالة أسرهن وتأمين حياة كريمة. تحدين الصعاب واختبرن الألم والتعب والمشقة، لكنهن لم يستسلمن، بل قاومن بكل ما أوتين من قوة للعيش بكرامة. هؤلاء هن الأمهات اللواتي بذلن ما بوسعهن للنهوض بأفراد عائلاتهن. المسؤولية الكبيرة التي تقع على كاهل أم علي التي تعتني بابنها المصاب بمرض السرطان ومتابعة وضعه الصحي؛ جعلتها تعمل ليل نهار لتساند زوجها وتدعم أسرتها. الوضع المادي كان صعبا، لذا فكرت بمشروع منزلي قبل 3 أعوام يساعدها هي وعائلتها، وجاء بشراكة اثنتين من معارفها. إصابة ابنها بمرض السرطان كانت سببا بأن تعرفت أيضا على شريكتيها اللتين لديهما أيضا أبناء مصابون، لذلك كن أكثر إصرارا على النجاح ورغبة بالاستمرار، لمساعدة الأبناء وتحقيق دخل إضافي يحقق لهن العيش الكريم. "شي زاكي"، مشروع تواصي للأكل المنزلي، أعلنت عنه أم علي عبر الصفحة الرسمية للمشروع على "فيسبوك"، وعرضت الأكلات والحلويات التي تقوم بتجهيزها في المنزل. تقضي أم علي وشريكتاها عشر ساعات من العمل المتواصل يوميا، بدون توقف أو استراحة حتى يتمكن من تجهيز طلبات الزبائن، فلم يكن الأمر سهلا عليهن، خصوصا وأنهن يرتبطن بأبنائهن في المراجعات لمركز الحسين للسرطان ومتابعة العلاج. تقول "لم يكن سهلا علينا أن نقوم بتجهيز وجبات الطعام يوميا، فقررنا أن نحوله للتواصي على الطلب"، وكان ذلك أكثر نجاحا واستمرارية وفي الوقت ذاته يتفرغن لأبنائهن. وتحمد الله على النجاح الذي وصلن إليه بتعبهن ومجهودهن الفردي، متمنية أن يتمكن من الحصول على منحة أو تمويل لتوسيع المشروع. وفي بلدة الكريمة في الأغوار، قررت أسماء بلاونة "أم رفاد" العمل على تحسين وضعها المعيشي والتغلب على التحديات والصعوبات التي واجهتها في بداية طريقها عندما بدأت التفكير بمشروع منزلي يدعم أسرتها. بدأت "أم رفاد" مشوارها بعد أن حصلت على دورات تدريبية مع مؤسسة "اتزان"، أمضت خلالها 9 أشهر تدربت فيها على الصناعات الغذائية وتحضير المأكولات والحلويات، إضافة إلى المخللات. رغم أن أسماء البلاونة أم لثلاثة أطفال في أعمار صغيرة ما تزال بحاجة للرعاية والاهتمام، إلا أنها تمكنت من المضي في قرارها الذي اتخذته على نفسها بتحسين وضع أسرتها المادي، إلا أن ذلك لم يجعلها تقصر بحقهم بل على العكس أصبحت تلبي جميع احتياجاتهم. وتقول "تفوق أولادي الثلاثة في دراستهم وحصولهم على أعلى الدرجات هو النجاح الحقيقي بالنسبة لي"، ففرحة الأم بذلك اللمعان الذي يبرق في أعين أطفالها يعوضها عن كل شيء. بدأت "أم رفاد"، تصنيع الحلويات والمخللات والأغذية بأشكالها كافة وبيعها من المنزل، حتى تمكنت من الحصول على منحة من usaid مكنتها من توسيع مشروعها من خلال المعدات والأدوات التي حصلت عليها، ما انعكس على زيادة دخل المشروع. الوصول إلى ما هي عليه، لم يكن أمرا سهلا، لولا وقوف زوجها إلى جانبها ودعمه لها، مبينة أن تسويق المنتجات لم يكن سهلا، فكان من "العيب" أن تأخذ المرأة منتجاتها وتقوم بتسويقها على أصحاب المحلات والسوبر ماركت أو حتى الإعلان عن أنها تبيع، إلا أن وقوف زوجها بجانبها ومرافقتها أثناء تسويق منتجاتها كسر ذلك ثقافة العيب، بل وشجع غيرها من نساء المنطقة أيضا. لم يكن الفضل بحسب "أم رفاد" لزوجها فقط، فوقوف ممثلات المجلس البلدي في بلدة الكريمة إلى جانبها وتشجيعها على الاستمرار بمشروعها ومساندتها في لحظات ضعفها، أثمر كثيرا ودفعها لأن تكون هي أيضا سندا لغيرها من نساء الأغوار. إلى جانب مشروع تصنيع أغذية، افتتحت أم رفاد، مركز دورات تدريبية لنساء الغور لتدريبهن وتأهيلهن للقيام بمشاريع منزلية خاصة بهن، استفادت منه 70 امرأة، 20 منهن امتلكن مشاريع خاصة، و10 حصلن على منح تمويل من usaid. الأمهات يصنعن المعجزات، يتحدين الصعاب ويرسمن بشغف أمومتهن كطريق للنجاة والعيش الكريم لأبنائهن. "مستقبل أبنائي يؤرقني دائما"، هذا لسان حال نسرين كعابنة التي عادت إلى بلدها الأردن بعد أن ضيق الكيان الصهيوني الحياة على أسرتها في فلسطين. لم تكن عودة "أم محمد" سهلة، وهي متزوجة من رجل لا يملك الجنسية الأردنية، فلم يكن أمامها سوى أن تفكر في العمل لتصرف على أسرتها. "أنا لست متعلمة ولا أحمل الشهادات والحصول على وظيفة أمر مستحيل"، ذلك دفع أم محمد للتفكير في فتح بقالة صغيرة برأسمال 500 دينار أردني، تؤمن من إيرادها مصروف بيتها وأولادها الأربعة. بقالة أم محمد الصغيرة برفوفها القليلة هي مصدر رزقها الوحيد وعائلتها التي تتكون من ستة أفراد، فكان إيرادها هو المأكل والمشرب وكذلك نفقات تعليم لأبنائها الصغار الذين اضطرت لتعليمهم في مدارس خاصة لعدم امتلاكهم وثائق رسمية. واجهت صعوبات في الدكانة بموقع دير علا، فدرجات الحرارة عالية ولا تملك ثمن مكيف، حتى من الله عليها بالنجاح وتمكنت من توسيع محلها وأصبح يحتوي على بضاعة بقيمة 25000 دينار أردني. كان طريق "أم محمد" وعرا وتملأه الصعاب، فكان لابد من أن تتخذ قرارا حتى تتمكن من توصل أبنائها لمبتغاهم وإيجاد مصدر دخل لها ولزوجها، فبعد أن علمت أولادها في المدارس اشترت قطعة أرض وبنت عليها منزلا خاصا، كما تمكنت من امتلاك المحل بعد أن كان إيجارا وتأثيث منزلها كما تطمح تماما. بعد أن قطعت نصف الطريق، تكرس "أم محمد" جهودها الآن لتعليم أبنائها الذين يدرسون في جامعات خاصة، فابنتها تدرس التمريض وابنها هندسة الكهرباء، راهنة جهدها وصحتها وكل حياتها من أجل حياة كريمة لأفراد أسرتها.اضافة اعلان