في عيد ميلاد الملك الإنسان

اللواء الركن أحمد علي السويلميين*

في الثلاثين من كانون الثاني من كل عام، تشرق شمس الوطن، لتكون على موعد مع ذكرى ميلاد ملك عظيم، تشرق شمس الأمل حاملة لنا بين ثناياها وعداً صادقاً، وعهداً مخلصاً حملته الأيام لنا، من قول المغفور له بإذن الله الملك الحسين الراحل، عندما نذر لنا من عبدالله أخاً وقائداً يرفع  اللواء ويحمل الرسالة، رسالة بني هاشم التي ورثوها كابراً عن كابر، قيادة حكيمة ورؤىً متبصرة لقيادة الأمة ورعاية الإنسان.    اضافة اعلان
في مثل هذا اليوم قبل اثنين وخمسين عاماً، امتدت كحبات من اللؤلؤ المنضود، كان الأردنيون على موعد مع ميلاد أمير هاشمي أصيل، سليل دوحة هاشمية مباركة، وريث مجدٍ ضارب في عمق العروبة، أميراً صدق الوعد وملك القلوب، حتى صار فينا الملك الإنسان، حامل الراية الهاشمية، وقائد الركب الأردني، جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله-، لتغدو التطلعات في عهده واقعاً من البنيان، وحقيقة من العمل والإنجاز، ومسيرة من الخير قادها فينا وفاء موصولاً وعملاً طيباً، حتى غدا الأردن كبيراً بطموحاته، قوياً بعزيمة قيادته وانتماء أبنائه.
في يوم ميلاد القائد تبتهج أسارير الوطن، وترفرف أعلام العز، خافقة بحب الأردنيين، تتزين البلاد، وتتجدد الآمال، ونستشرف المستقبل المشرق الواعد، متفائلين بالخير من وجه الخير، صاحب الطلة البهية، ملك القلوب، وقائد المسيرة، الذي كان ولا زال بلسماً لجراح الأمة، يقويها إذا ضعفت، ويوجهها بالحكمة إذا اندفعت.     
سيدي ومولاي جلالة القائد الأعلى، اثنان وخمسون عاماً من الخير مضت، وسنوات من العطاء خلت، ما عرفنا عن جلالتكم فيها إلا الوفاء والعمل والسهر، كنتم فيها بيننا الأخ والمعلم والقائد والإنسان، واليوم وبعد كل هذه السنين من العمل والعطاء، وبعد أن زان الوقار الأبيض طلة جلالتكم البهية، فإنكم تبقون كما كنتم دوماً لشعبكم الوفي، أملاً يتجدد ووعداً صادقاً يتحقق، ونبراساً من الخير في طليعة ركب الوطن والأمة، فلكم يا مولاي كل السمع والطاعة فينا ما حيينا، ووالله لا نحيد عن طريق ارتضيتموها جلالتكم لنا، فلمثل قيادتكم تمضي الرجال، ولمثل محبتكم ترنو القلوب.
في يوم ميلادك يا سيدي نقف، مستذكرين من ضمير الزمان جميل صنائعكم، وعظيم إنجازاتكم، وخطواتكم الواثقة التي جعلت من الحكمة طريقاً، ومن الصبر وسيلة، ومن الإنجاز هدفاً لتحقيق رفعة الوطن وتوفير سبل العيش الكريم لكل أبنائه.
 ونحن يا مولاي أبناؤكم وإخوانكم في قوات الدرك، سنبقى كما عهدتمونا دوماً، وكما علمتمونا، جنودا للحق لا تلين حرابهم، وسواعد من الخير والوفاء لأردن العزة والإباء، مسخرين كل طاقاتنا وأرواحنا لخدمة شعبكم وأسرتكم الأردنية الكبيرة، متوكلين على الله مستمدين عزيمتنا من فيض عزائمكم.
أعز الله جلالة القائد الأعلى، وأدام ملكه وأعزه، وسدد على طريق الخير خطاه.
* المدير العام لقوات الدرك